الطالب عبدالولي يوسف زاده
إن تاريخ طاجيكستان حافل بالمفاخر والاماجد ولها منزلة خاصة وهي بلاد ماوراء النهر المشهورة . قد استولي المسلمون علی هذه البلدان في أوائل القرن الهجري ، في عهد خلافة معاوية رضي الله عنه تحت قيادة سعد بن عثمان فتحت بعض بلاد الآسيا الوسطي ثم في عهد حجاج بن يوسف بقيادة قتيبة بن مسلم فتحت مرة ثانية سنة 90- 89 هـ وبني أول مسجد في بخارا وبدأ التطور العلمي .
دامت فترة الحكم الاسلامي لهذه البلاد الی قرن 19 ميلادي وبدأ إحتلال الروس من سنة 1865 م وهم ما كانوا شيوعيين بل كانوا يسمون « جيوش بيضاء » فوصلوا الی أراضي طاجيكستان عام 1870 فغيروا إسم هذه البلاد بتركستان الروس .
لما انتصرت الحركات الثورية الشيوعية في روسيا سنة 1917 أخذ الشيوعيون زمام الدولة بسرعة وسيطروا علی الدول التي كانت للجيوش البيضاء .
الشيوعيون هجموا علی الشعوب الاسلامية بالهجمات الإعلامية الإستعمارية والعسكرية معا . ما استطاع المسلمون ان يقيموا برمتهم ضد دهريين . لان السلمون كانوا في الحيرة وكان يسود المنطقة القلق البالغ من الفقر وغلب الیاس فيهم بالهزيمة القاضية . مع ذلك جاهد الرجال المتحمسون جيوش الروس احتلوا بخارا سنة 1921 وأراضي طاجيكستان كانت آخر ما دخل فيه الجيش الأحمر.المجاهدون دافعوا عن أراضيهم الی آخر وسعهم في الجبال الشاهقة في جنوب طاجيكستان الی عام 1025 .
إنتشرت الشيوعية في البلاد بسرعة لانهم كانوا يؤيدون الفقراء والعمال وهم السواد الاعظم في ذلك الحين . وكانوا يعدون لهم حياة مريحة وكانوا يقولون لهم إن العلماء والأغنياء كانوا حائلين بينهم و الحياة المدنية ورغد العيش وكانوا يستغلون من سذاجتهم ويستفيدون منهم كالخدام . قد ظهر حقدهم وتعصبهم الديني بعد استيلائهم علی بلاد المسلمين كاملة وكانوا يحبسون العلماء و يشرّدون المتدينين ويعطلون المدارس الدينية ويبدلون المساجد بأماكن تدريبية للجيش الشيوعي وقسموا البلاد الاسلامية( تركستان في الاسيا الوسطي) الی خمسة دول ومن هذا الزمان شكلت ازبكستان وتاجيكستان وقرقزستان وتركمنستان وقازاقستان؛ أسست طاجيكستان عام 1924 دولة تابعة لاوزبكستان ثم 1929 شكلت دولة كاملة .
في رياسپة غورباتشوف وهو آخر رئيس الجمهورية اذن للنشاطات الدينية للمسلمين وبدأت الاحزاب الاسلامية نشاطاتها في طاجيكستان .
لما انهار الإتحاد السوفيتي أعلنت طاجيكستان كسائر الدول استقلالها سنة 1991 م وانتخب رئيس الجمهورية من الحزب الإشتراكي فحدثت الاضطرابات العنصرية ضد الإشتراكية وكانوا يريدون الإنتخابات من جديد . تمت هذه المظاهرات ضد الإشتراكية بإراقة دماء كثيرة ونشبت الحروب الأهلية بين النهضة الإسلامية والشيوعية واستمرت ثلث سنوات وانتهت علی ضرر الاسلام بمساعدات عسكرية للشيوعيين من جانب روسيا و اوزبكستان . واعلنت طاجيكستان دولة ديموقراطية ذات سيادة داخلية .
حتي الآن طاجيكستان علی هذا النظام . سكانها يزيدون من 6000000 نسمة ذات أربع محافظات . السلمون يشكلون اكثر من 92% من الأهالی؛ 90 % منهم اهل السنة العامة 2 % منهم الإسماعيلية ( اكثر الناس اهل الأرياف ) الطاجيك حول 65 % والاوزبك 25 % والباقي الروس وتركمان وقرقز وتاتار وغيرهم .
بعد الاستقلال بدأت العلوم الاسلامية نتقدم وتزدهر وتوجد الان اربعة مدارس دينية ومئات مساجد .
تعليقات