فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

قيام دولة فلسطين المستقلة سيضمن الأمن لجميع الأطراف

قيام دولة فلسطين المستقلة سيضمن الأمن لجميع الأطراف

أشار فضيلة الشيخ مولانا عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنّة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (8 جمادى الثانية 1445)، إلى التصريحات الأخيرة للسلطات الإسرائيلية بشأن “التدمير الكامل لحماس”، معتبرا أن أمن جميع الأطراف يكمن في إعادة الأراضي المحتلة إلى فلسطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

تصرّفات إسرائيل في غزة جرائم صريحة
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أعلنتْ إسرائيل أنها لن تكون آمنة ما لم يتم تدمير حماس، وباستخدام هذه الذريعة قُتل لحد الآن نحو عشرين ألف من أبرياء الشعب الفلسطيني بينهم نساء وأطفال. لا تأذن شريعة سماوية ولا قانون من القوانين العالمية والدولية لأي شخص وحكومة أن تقتل شعباً وتدمر المدن والمستشفيات والمساجد وأماكن العبادة بسبب مجموعة عسكرية أو شبه عسكرية في تلك المنطقة، ولا ينبغي تدمير أماكن العبادة لأي شعب، لأنها مقدسة بالنسبة لأصحابها، وانتهاكها يستفزّ مشاعرهم.
وتابع فضيلته قائلا: إن التصرفات الإسرائيلية هي قسوة وإجرام صريح، وكان من مصلحة إسرائيل ومن مصلحة الجميع أن تأتي إسرائيل إلى طاولة المفاوضات بدلا من كل هذا القتل والدمار، ويضمنوا أمن المنطقة من خلال تطبيق العدل والإنصاف.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الخبراءُ يرون أن القضاء على حماس لن يضمن أمن إسرائيل والفلسطينيين، ولا ينبغي لأي طرف أن يعتقد أنه سيحقق الأمن من خلال تدمير الطرف الآخر، بل يتم توفير الأمن من خلال التفاوض والحوار العادل والمنصف، وتطبيق العدل. ينبغي للأطراف تحقيق الأمن والراحة الدائمين من خلال تطبيق العدل والإنصاف وضمان أمن الأجيال القادمة، وإذا أعيدت الأراضي المحتلة إلى فلسطين وحكم الفلسطينيون مصيرهم بتشكيل حكومة مستقلة، فسيتمّ ضمان أمن جميع الأطراف.
وأضاف قائلا: بقدر ما أضرت حرب غزة الفلسطينيين وتسببت في دمارهم وسقوط الكثير من الأرواح، فقد أضرّت بإسرائيل أيضًا في العالم، حيث خالف العالم اليوم إسرائيل وتشوهت سمعة إسرائيل وكرامتها في العالم كله، وأصبحت شعوب العالم تنظر إلى إسرائيل بوجه آخر، كما أضرّ الأميركيون بكرامتهم وسمعتهم من خلال دعمهم غير المناسب لإسرائيل واستخدام حق النقض ضد القرارات المتعلقة بإقامة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. إن دعم إسرائيل بلا حدود والمشاركة في القتل الوحشي للفلسطينيين وتدمير منطقتهم، هو خسارة كبيرة للشعب الأمريكي وليس تصرفا معقولا.

على المسؤولين الباكستانيين الاستماع إلى شكاوى سكان إقليم بلوشستان
تطرّق فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته إلى الاحتجاجات الأخيرة في إقليم بلوشستان الباكستاني، وتابع قائلا: رسالتنا إلى السلطات الباكستانية هي الاستماع إلى شكاوى سكان بلوشستان، وخاصة النساء اللاتي نظمن مؤخرًا مسيرة احتجاجية، فإذا اشتكى هؤلاء المتظاهرون من مقتل أشخاص من عائلاتهم أو اختفاء العديد منهم قسرًا، فيجب على السلطات الباكستانية الجلوس مع المتظاهرين والاستماع إليهم.
وتابع فضيلته قائلا: لا ينبغي للحكومات أن تتجنب التفاوض مع المعترضين، بل يجب أن تجلس معهم وتضع الخطط، وإذا ضاعت حقوق شخص ما، يجب أن تعامله بعدل وتتعامل مع مشكلاته. يجب على جميع الحكومات أن تتعامل مع دولها ولا ينبغي أن تتراكم المشكلات حتى تظهر مشكلات أكبر غدًا.

العدل هو الضامن لأمن المنطقة
وتابع خطيب أهل السنّة قائلا: لقد قلتُ مرّة في مؤتمر في طهران حضره رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، إن العنف يولد العنف ويسبب السخط والمشکلات، ولذلك فإن نصيحتنا لجميع الحكومات، وكذلك لحكومتنا وشعبنا، هي أنه يجب على الجميع تجنب العنف، ولا بد من العودة إلى الحوار والإنصاف والعدل وحل المشکلات من خلال الحوار.
وأكد فضيلته قائلا: لقد أكدنا من هذا المنبر دائماً على أن كلام الشعب يجب أن يُسمع وأن يرى ما هي مشكلات الشعب وآلامهم، فإذا كانت مطالب الشعب غير عادلة، على المسؤولين التحدث معهم وإقناعهم، ولكن عندما يكون الشعب على حق، فعليهم أن يهتموا بمطالبهم.
وتابع قائلا: العنف يجلب مشكلات للمجتمع، نحن ندين العنف من أي جانب كان، ونؤكد على الحوار والتفاوض، وبالطبع يجب أن يكون الحوار منتجا ويجب حل المشكلات.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: نؤكد على الحفاظ على الأمن أيضا، لأن في الأمن مصلحة الجميع، ولا بد من المحافظة على الأمن. يجب أن تكون منطقتنا آمنة ويجب أن يكون هناك مساحة للحوار الحر، فالعدل والإنصاف يضمنان الأمن، وإذا روعي العدل والإنصاف بحق الجميع، فسيكون الجميع آمنين ومرتاحين.
وأضاف: في الآونة الأخيرة حدثت مشكلات وحوادث في المحافظة، وأوصي مرة أخرى بالحفاظ على أمن المحافظة ورجوع جميع الأطراف إلى الحوار، ويجب على المسؤولين أيضًا أن يحاولوا الاستماع إلى المعارضة، وفي الاحتجاجات الأخيرة تم التأكيد على ضرورة الاستماع إلى صوت الشعب ومعالجة مطالبهم المشروعة، واليوم بالإضافة إلى المشكلات الأخرى، يواجه المواطنون مشكلات خطيرة في مجال الاقتصاد والمعيشة، وهذا الموضوع أتعب الجميع، ولذلك فإن هذه القضية تحتاج إلى دراسة جادة.

على المسؤولين التعاون لحل مشكلات الطلاب الوافدين في المدارس الدينية السنية
في الجزء الأخير من كلمته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أحوال الطلاب المهاجرين في المدارس الدينية السنية قائلا: في الآونة الأخيرة ظهر هناك قلق واضطراب تجاه الطلاب الوافدين الذين يدرسون في المدارس الدينية في المحافظة. يجب أن أقول هذا بأن جميع العلماء المعمرين الذين توفّي منهم الكثير وما زال القليل منهم على قيد الحياة، درسوا في البلدان المجاورة، وكانت العلاقات العلمية موجودة دائمًا بين الدول المتجاورة منذ الماضي وكان عرفا سائدا، بحيث أنتجت هذه العلاقات المحبة بين الحكومات والشعوب.
وأضاف قائلا: يتنافس الآن العالم في استجلاب الطلاب من الدول الأخرى، لأنّ هؤلاء الطلاب سيكونون قادة الشعوب في المستقبل وسيكونون مؤثرين في وحدة الأمم، كما أن الطلاب الذين درسوا في بلدان أخرى وأصبحوا رؤساء أو وزراء، أو تولوا مسؤوليات سياسية مهمة أخرى، كان لهم تأثير في تقارب العلاقات بين البلاد والشعوب.
وتابع فضيلته: في بلادنا منذ بداية الثورة وفد طلاب الدراسات الدينية للتعليم، لأن المدارس الدينية تقدمت علمياً، رغم أن هذه الرحلات كانت تصاحبها في بعض الأحيان تحديات ومشكلات، لذلك نتوقع من السلطات عدم إيقاف هذه الرحلات، كما أننا نتفق مع المسؤولين في رأيهم بأنه ينبغي أن يكون قدوم الطلاب “قانونيًا”، ولكننا نتوقع من السلطات أن تتحلى بضبط النفس والتعاون في هذا المجال.
كما أشار فضيلته إلى وضع الطلاب المهاجرين في المدارس الدينية السنية في سيستان وبلوشستان قائلا: لا توجد مخاوف بالنسبة إلى هذا الموضوع حاليا، وفي المفاوضات التي جرت بهذا الخصوص تم الاتفاق على أن يستمر الطلاب المهاجرون في تعليمهم في المحافظة حتى نهاية العام الدراسي الحالي الذي يبعد حوالي شهر ونصف، وسيكون لاحقا هناك نقاش في هذا الشأن بأن الطالب الذي يأتي من خارج البلاد سيأتي بشكل قانوني وهذا سيكون ممكنا إذا تعاونت الحكومة والمسؤولون.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات