فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

على الحكومة أن تسمح لأهل السنة بأداء الصلاة بحرّية

على الحكومة أن تسمح لأهل السنة بأداء الصلاة بحرّية

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (٢٤ شوال ١٤٤٥) سياسات الحكومة المزدوجة والمتناقضة فيما يتعلق بالصلاة، مطالبا إياها بالسماح لأهل السنة بأداء الصّلاة بحرّية.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الميزانية المعتمدة للصلاة، والسياسات المزدوجة والمتناقضة في هذا الشأن، قائلا: إن الكثير من أهل السنة في المدن الكبرى يجدون صعوبة في إقامة الصلاة، وقد تم إغلاق العديد من المساجد وأماكن الصلاة، ومنعُ الناس من الصلاة عمل مخالف للإسلام.
وتابع: في العديد من المدن لا توجد مساجد كافية لأهل السنة بما يتناسب مع عدد السكان، ولم يتم منح الترخيص ببناء مساجد فيها.
وأضاف فضيلته: والمثير للعجب كيف يُمنع الناس من الصلاة في بلد يعرف بـ “الجمهورية الإسلامية”! هذه القضية مؤسفة. على الحكومة أن تنفق الميزانية الخاصة بالصلاة في أماكن أخرى، ولكن تسمح فقط لأهل السنة في المدن التي يشكلون فيها أقلية أن تكون لهم مساجدهم وغرفهم للصلاة بما يتناسب مع عدد السكان، ويؤدوا الصلاة بحرّية. المنع من الصلاة مخالف للإسلام والدستور. المتطرفون يثيرون المشكلات ويجب إيقافهم.

على الأجهزة المسؤولة أن تقوم بواجبها في التعامل مع ظاهرة الاختطاف
وشدد خطيب أهل السنة في زاهدان على مسؤولية جميع أفراد المجتمع والحكومة في التعامل مع الانفلات الأمني وظاهرة الاختطاف واحتجاز الرهائن، قائلا: مسؤولية الحكومة ثقيلة جداً، وتقع على عاتق المسؤولين مسؤولية توفير أمن الأفراد والمجتمع.
وأضاف متسائلا: المثير للسؤال كيف يمكن في مدينة تسودها أجواء عسكرية وتتواجد الشرطة في جميع محاورها ويسيطرون على الجميع، أن يتم أخذ الناس كرهائن ولا يتخذ أي إجراء، ولا يُعرف من يقوم بهذه الجرائم!
واستطرد فضيلته قائلا: لو قامت مؤسسات الشرطة والأمن والقضاء بمسؤولياتها، وحددت هوية هؤلاء الأشخاص، وألقت القبض عليهم، وأوضحت من هم مرتكبو عملية احتجاز الرهائن، فسيتم ضمان سلامة الشعب.
ونصح فضيلته أيضا أسر ضحايا احتجاز الرهائن بعدم دفع الفدية لمحتجزي الرهائن من أجل التصدي لزيادة احتجاز الرهائن في المجتمع.

يعترف المسؤولون بأن العملة الوطنية لا قيمة لها
وهنأ إمام أهل السنة في زاهدان، العمال بمناسبة يوم العمال العالمي، قائلا: إن العمال لهم دور مهم ومؤثر في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: إن أهم قضية للبلاد هي الاقتصاد ومعيشة الناس، ولا ندري لماذا لا تفكر السلطات في حلول لهذه القضايا! أليست لديهم القدرة على ذلك، أم أن هناك أسباب أخرى؟ الدعم المقدم للشعب ليست له أي قيمة، وقيمة العملة الوطنية للبلاد بحسب تصريحات أحد كبار المسؤولين في البلاد تساوي قطعا من الورق. الجميع متفقون على أن العملة الوطنية ليس لها قيمة. في مثل هذه الحالة الطارئة والصعبة، من الأفضل أن يتم إنفاق ممتلكات البلاد وثرواتها على حياة الشعب.

يجب إنفاق ميزانية الحوزات الدينية لتحسين معيشة الشعب
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: في نفس ميزانية السّنة الجارية خصصت عشرات الآلاف من المليارات للمراكز والمعاهد الدينية. نقول عن إرادة خير: “أنفقوا هذه الأموال على العمال والمعلمين والمتقاعدين والمشردين”.
وتابع قائلا: إن استقلال العلماء والمعاهد العلمية أمر حيوي للغاية، لأنه يجب على العلماء إصلاح الحكومات والمجتمع، فعندما يحصل العلماء والمعاهد العلمية على المال، لا يستطيعون التحدث والقيام بواجبهم، وهذه خسارة. نصيحتنا الخالصة للعلماء هي القيام بواجبهم الأساسي في إصلاح الحكومات وعدم تلقي الأموال من الحكومة.
كما أشار خطيب أهل السنة إلى يوم المعلم، مهنئا المعلمين بيومهم، وأشار إلى الدور الأساسي والبنّاء والمهم للمعلمين، قائلا: صرخات المعلمين يجب أن تسمع، ولا بد من حل مشكلاتهم.

لا بد من معاقبة مرتكبي جرائم التعذيب والاغتصاب بغضّ النظر عن مناصبهم ومكانتهم
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد مقتل بعض الناشطين في الاحتجاجات الأخيرة مثيرا للقلق، وأضاف قائلا: يجب التحقيق في هذه الأحداث بشكل محايد؛ يجب على المسؤولين الذين في السلطة اليوم أن يكونوا محايدين تجاه الشعب، وأن يتصرفوا بنزاهة وشفافية، وإذا ارتكب شخص ما جريمة على أي مستوى كان، يجب أن يعاقب، وإذا قُتل إنسان، حتى لو كان القاتل وزيراً، يجب القصاص منه.
وأضاف: إن الاغتصاب والتعذيب محرمان في الإسلام وقوانين البلاد، وإذا ارتكب شخص ما مثل هذه الجرائم، لا بد من معاقبته على أساس نفس القانون الذي أعطى الشرعية للحكومة والمسؤولين، بغضّ النظر عن مكانة الأفراد.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام والخلفاء الراشدين وأهل البيت بدأوا العدل من أنفسهم، وقال: لا تستطيع أي حكومة في العالم أن تدعي العدل إذا لم تبدأ بتطبيق العدل على نفسه.

الضمائر الواعية في العالم تطالب بوقف الحرب في فلسطين
وفي الختام تحدث إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان عن مظاهرات طلاب الجامعات الإمريكية نصرة لغزة قائلا: إن تدمير غزة والقصف المستمر لإسرائيل، أمر يزعج ضمائر العالم الواعية، ويزعج العالم أجمع. إن مظاهرات طلبة الجامعات من مختلف الأديان والأمم والمجموعات القومية في العالم، تطالب بإنهاء عقود من القتل والدمار والحرب في فلسطين.
وأضاف: استمرار الحرب يضر بالعالم وحتى بالكيان الإسرائيلي، وحتى في إسرائيل هناك جماعات ضد استمرار الحرب، وننصح حماس أيضا بعدم التأجيل في إطلاق سراح الرهائن، وننصح مختلف الدول بالضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حتى تنتهي الحرب عن الشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات