المفتي محمد قاسم القاسمي في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان:

للدخول في الإسلام الكامل يجب اتباع جميع شعبه

للدخول في الإسلام الكامل يجب اتباع جميع شعبه

أكّد المفتي محمد قاسم القاسمي، في خطبة الجمعة لأهل السنّة في زاهدان (17 محرم 1445)، على ضرورة الاتباع الكامل لتعاليم الإسلام، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين أن يدخلوا في الإسلام بشكل كامل، وأن يطبقوا تعاليم القرآن والسنة في جميع النواحي والشعب من الحياة.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ»، قائلا: إن الله تعالى يخاطب أهل الإيمان الذين تركوا “الكفر” و”الشرك” و”النفاق”، فيأمرهم أن يدخلوا في الإسلام تماما ويكونوا مسلمين كاملين، لأن هناك مسلمين يعملون على شعبة واحدة من الإسلام.
وأضاف فضيلته قائلا: ذكر المفسرون والعلماء أن للإسلام خمسة شعب مهمة مشهورة، وهي: العقائد، والعبادات، والمعاملات، والمعاشرة، والأخلاق، يجب أن تكون كل هذه الشعب الخمسة إسلامية ووفقًا لتعليمات القرآن والسنة. يجب أن تكون عبادتنا لله تعالى ووفقا لأحكام الكتاب والسنة، ويجب أن تتم المعاملات والعقود للمسلمين أيضا وفقًا للشريعة الإسلامية، ويجب أن يكون المجتمع وطريقة الحياة وطريقة التعامل مع الأسرة والجيران والأقارب والفئات الأخرى إسلامية؛ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، كما يجب أن تكون أخلاقنا إسلامية وقرآنية.
وتابع أستاذ الحديث والفقه البارز في جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إذا لم يكن أداءُ المسلم جيدا في واحد من هذه الشعب الخمسة، فإن إسلامه غير كامل. فالمسلم الذي يأكل الربا، ويأخذ الرشوة، ويخلط الحلال والحرام في معاملاته، ويرتكب الظلم، ونحو ذلك، فهذا المسلم ناقص وغير كامل، والله تعالى لا يحب الإسلام الناقص ويريد إسلاماً كاملاً طاهراً ونقيّاً وكاملاً.
واستطرد فضيلته قائلا: وصف الله تعالى في أول آيات من سورة البقرة صفات المسلمين والكفار والمنافقين، وهنا يصف الله تعالى صفات وخصائص المنافقين بمزيد من التفصيل عن المجموعتين الأخريين؛ لأن المنافقين هم الذين يلحقون أكبر قدر من الضرر بالمسلمين والدين الإسلامي. لسوء الحظ أصبح سلوك المسلمين وممارساتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم في عصرنا سببا لعدم دخول غير المسلمين الدين الإسلامي.
وأضاف قائلا: نحن المسلمين يجب أن نكون مسلمين في كل الأحوال والأماكن والأوقات، فإذا تعرضت مصالحنا للخطر، وإذا تعرضت عائلاتنا وأقاربنا للخسارة، وإذا تعرضنا للتطميع أو التهديد، يجب أن نظل مسلمين. يقول العلامة الندوي رحمه الله في تفسير آية “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”: السلم له معنيان، السلم بمعنى الإسلام وبمعنى الصلح، ومعنى الآية: ادخلوا في الإسلام دخولا كاملا، أو صالحوا مع الله تعالى بعد مخالفة أوامره التي هي بمثابة حرب مع الله تبارك وتعالى، ولا تتبعوا خطوات الشيطان.

المسيئون إلى القرآن يريدون اختبار إيماننا وعملنا
وفي جزء آخر من خطبته، قال رئيس دار الافتاء التابعة لدار العلوم زاهدان، ردا على الإهانات المتكررة للقرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية: للأسف، يُسمع أنه في بعض البلدان الأوربية يُسمح بإهانة القرآن الكريم مرّة بعد أخرى، فالذي يهين إلى القرآن الكريم أو رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، يسعون وراء هدفين: إما أنهم يريدون اختبار إيمان وحماسة المسلمين ومعرفة رد فعلهم، أو من خلال مراقبة تصرفات المسلمين يعتقدون أن المسلمين قد ابتعدوا عن القرآن ولم يعودوا يتبعون قواعد وتعاليم القرآن الكريم كما كانوا من قبل.
وأضاف فضيلة المفتي قائلا: نحن كما ندين الإهانة للقرآن الكريم، يجب أن نحاول اتباع نهج جديد تجاه القرآن وأن نكون في خدمة القرآن ونشره بما لدينا من ثروات وحياة. أطلب منكم جميعا نيابة عن جميع العلماء بأنه لا ينبغي أن يمر عليكم يوم بغير قراءة القرآن والعمل على تعليماته.

ندين التفجير الدموي في اجتماع ديني في باكستان
وأشار المفتي محمد قاسم القاسمي كذلك إلى التفجير الدموي الأخير الذي وقع في اجتماع لجمعية علماء الإسلام الباكستانية، قائلا: لقد وقعت حادثة دامية في باكستان حيث قتل وجرح في تفجير في اجتماع ديني أكثر من مائتين وخمسين شخصا.
وتابع فضيلته قائلا: ندين كل هذه التصرفات أولا، ثم نؤكد ثانيا على أن هذه الأعمال لا علاقة لها بالإسلام، فلا ينبغي لأحد أن يقول إن هذا العمل قام به إسلاميون؛ لأن الذين يقومون بهذه الأعمال لا يعرفون شيئًا عن الإسلام ويريدون تشويه سمعة الإسلام والإضرار بهذا الدين.
كما أشار رئيس تحرير مجلة “نداء الإسلام” الفصلية، في الجزء الأخير من خطبته إلى قضية الجمعة الدامية في زاهدان وقال: متابعة قضية جمعة زاهدان الدامية مستمرة بقوة. على أهالي الشهداء والمصابين الذين لم يكملوا ملفاتهم، المراجعة إلى دار العلوم لتلقي التوجيهات اللازمة، كما نتوقع أن تلتزم السلطات بالشفافية بشأن هذه القضايا وتسريع معالجتها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات