انتقد فضيلة الشيخ عبد الغني بدري، خطيب الجمعة الموقت في زاهدان، في خطبة الجمعة (11 ذي الحجة ١٤٤٤)، الإساءة إلى القرآن الكريم في السويد بقوة، واصفا هذا السلوك بأنه “إهانة لملياري مسلم ومغاير لحرية التعبير”، داعيا المجتمع الدولي إلى وضع قانون يحظر الإهانة لمقدسات الأديان ويمنع هذه الظاهرة القبيحة.
القرآن الكريم يهدي البشرية إلى الرحمة والصفات الحميدة
وتابع فضيلة الشيخ عبد الغني بدري قائلا: على الرغم من أن عالم اليوم قد تقدم من حيث المادية والتكنولوجيا والرفاهية ووسائل العيش، إلا أن المشكلات والأزمات تتزايد فيه يومًا بعد يوم، وتزداد خيبة الناس بالحياة أكثر.
وأشار خطيب الجمعة إلى جذور المشكلات البشرية قائلا: المشكلات الموجودة بين البشر هي نتيجة أعمالهم. الكراهية والعناد والعصبية والحروب التي تحدث بين البشر، ليست بين الحيوانات. مات الملايين من الناس في الحروب والصراعات. عندما يتبع الإنسان الشهوات، فإن أعماله تفسد البر والبحر.
وأضاف نائب رئيس جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إن الله العليم والحكيم أرسل الأنبياء ليخلصوا الإنسان من عبودية الهوى، ولقد ركز الأنبياء على الإنسان نفسه وعلى قلب الإنسان وباطنه، لأنه إذا تم إصلاح القلب، فإن جميع أجزاء الجسد ستصلح، وإذا لم يتم إصلاح القلب، فسيقع الإنسان في الفساد.
واعتبر فضيلته “اتباع القرآن الكريم” سبيلاً لإصلاح الإنسانية وإنقاذها، وقال: إن طريقة النجاة والإصلاح هي اتباع شريعة الإسلام والقرآن الكريم. القرآن كتاب ينجي الناس من الشرك والفساد والعصيان والرق، ويهديهم إلى النور والنجاح والصفات الحسنة، وبحسب ما قال العلامة إقبال لاهوري: “أصبح قطاع الطرق قادة الإنسانية عندما طبقوا هذا الكتاب في حياتهم”. القرآن نور ورحمة وهدى وشفاء ونصيحة، وهو يشفي الأمراض الجسدية والروحية.
القرآن أعز إلينا نحن المسلمين من حياتنا
وتابع الأستاذ البارز في التفسير والحديث لدار العلوم زاهدان: اليوم في العديد من البلدان التي تبدو متحضرة يعاني بعض الناس من القسوة والتعصب في قلوبهم، ويسمحون لأنفسهم بحرق القرآن الكريم. يجب أن يعرف هؤلاء الأشخاص ضعاف الأفق أنه بالنسبة للمؤمنين فإن المقدسات أغلى من حياتهم، والقرآن أعز إلينا نحن المسلمين من حياتنا.
وأوضح قائلا: أحرق شخص في السويد القرآن بدعوى حرية التعبير! أي نوع من حرية التعبير؟! هذه إهانة لمقدسات ملياري مسلم! اللعنة على حرية مثل هذه. إن ادعاء حقوق الإنسان في العديد من الدول التي تدعي الحضارة والحرية، ليس أكثر من شعار وهتاف.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الغني قائلا: ليس من عادة المسلمين سب الكتب والشخصيات والمقدسات، بل إن الله تعالى قد حرم على المسلمين الإهانة لآلهة المشركين. يؤكد الإسلام على احترام المقدسات والابتعاد عن السب.
لإهانة المقدسات عواقب وخيمة للغاية
وحذر خطيب الجمعة في زاهدان من العواقب الخطيرة لإهانة المقدسات، وقال: إهانة المقدسات أمر خطير للغاية، ويثير الكراهية في الإنسان. نأمل أن تحارب المجتمعات الدولية وجميع شعوب العالم والأحرار وذوي التفكير الحر، الذين يرغبون في عالم آمن، هذه الظواهر القبيحة، حتى لا تتأذى مشاعر الناس ولا تستفز. يجب وضع قانون يمنع الإهانة للأنبياء والكتب المقدسة والأديان وسائر المقدسات.
وفي الختام نصح فضيلة الشيخ عبد الغني بدري المسلمين باتباع القرآن الكريم وقال: إن مشكلات مسلمي العصر الحالي هو نتيجة الابتعاد عن القرآن، ويجب على المسلمين العودة إلى القرآن من أجل الوصول إلى مجدهم وعظمتهم المفقودة.
تعليقات