اليوم :26 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة عيد الفطر:

يجب الخضوع لإرادة الشعب

يجب الخضوع لإرادة الشعب

هنأ فضيلة الشيخ عبد الحميد، يوم الجمعة (١ شوال ١٤٤٤)، في خطبة عيد الفطر بمدينة زاهدان، بحلول هذا اليوم، معتبرا إياه انتصارا على أهواء النفس.
وتابع قائلا: الفائز اليوم من أطاع أحكام ربه، وهذا اليوم ليس يوم فرح وسرور لمن عصى الله تعالى.

المصالح الوطنية صارت ضحية لمصالح الأفراد والمنظمات
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الأوضاع الاقتصادية في البلاد قائلا: الظروف التي نعيشها في البلاد صعبة للغاية، شعبنا يعاني من مشكلات وقضايا، أهمها المشكلات الاقتصادية؛ تواجه بلادنا أزمة اقتصادية خطيرة، وانخفاض العملة صار سببا لأزمة كبيرة وتدمير لثروات الشعب. عندما تفتقد عملتنا الوطنية قيمتها، فإن الثروة التي يمتلكها الشعب أيضا تفتقد قيمتها. يبدو أن الحكومة بصفة عامة غير قادرة على إدارة هذه الأزمة، فعملتنا خرجت عن السيطرة وهذه مشكلة كبيرة للغاية يجب التفكير في حل أساسي لها.
وشدد فضيلة الشيخ عبد الحميد على أولوية المصالح الوطنية، وأضاف قائلا: من المشكلات الموجودة للأسف في بلادنا أن المسؤولين لا ينظرون إلى القضايا من منظور المصالح الوطنية، فالمصالح الوطنية ضرورية ومهمة. في كل الحضارات وحكومات العالم تفكر الدول والحكومات في المصالح الوطنية، والمصالح الوطنية تترجح على مصالح الأحزاب والأفراد والجماعات، فعندما يتم التضحية بالمصالح الوطنية للأفراد والمنظمات والأحزاب والجماعات، تحدث مثل هذه الأزمات في البلاد. للأسف تم الاستيلاء على اقتصادنا وأموالنا الوطنية، ويستخدم الكثيرون هذه المصالح الوطنية لصالح مجموعاتهم والشركات التابعة لهم أو منظماتهم وهيئاتهم، والنتيجة أن خزانة الحكومة تبقى فارغة ولا يبقى شيء فيها.

الشعب سئم هذه الأوضاع ولا يمكن حل أي شيء بالتغييرات البسيطة
وقال خطيب أهل السنة: إيران من البلاد الغنية، لكنها الآن تواجه تحديا خطيرا. إن استياء الشعب واحتجاجه مشروع، لأن الأوضاع سيئة والمنافع تذهب إلى جيوب البعض من أصحاب الكراسي المؤثرين وعائلاتهم ومنظماتهم. الشعب الإيراني يريد العدالة والحريات المشروعة، وعلى الحكومة أن توفر هذه الحريات لشعبها لتتحدث وتنتقد. يجب أن يتمتع الصحفيون والكتاب بالحرية.
وصرح فضيلته قائلا: الشعب الإيراني شعب نبيل وشريف جدا. لقد عانى هذا الشعب المشكلات حتى الآن من أجل الإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية، ولكن الآن سئموا هذه الأوضاع وهناك حاجة إلى تغييرات وتطورات كبيرة في البلاد، وبهذه التغييرات البسيطة التي تم إجراؤها، لا يتحقق رضا الناس ولا يصلون إلى مطالبهم. يجب على المسؤولين أن يفكروا في هذه القضية بطريقة أساسية.

حتى القوات المسلحة غير راضية عن الوضع الحالي
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أهمية التغييرات الداخلية قائلا: نحن سعداء بأن تتحسن العلاقات مع جيراننا وهذه كانت من مطالبنا، لكن لا يكفي هذا في حل مشكلات البلاد. يجب أن تكون هذه التغييرات على نطاق واسع ويجب أن يكون لدينا تواصل واسع مع العالم كله وهذا ضروري لمصالحنا الوطنية، ولكن الأهم هو التغييرات الداخلية؛ ما لم تحدث تغييرات كبيرة داخل البلاد، لن تحل آلام ومعاناة الشعب. نعتقد أن الغالبية العظمى من الشعب الإيراني، حتى على مستوى موظفي ومسؤولي الحكومة، غير راضين عن الأوضاع، وهناك استياء واسع النطاق من الأوضاع الراهنة بين القوات المسلحة. عندما يصاب الاقتصاد بالشلل، يتعرض الجميع للضغوط. هذا الراتب الذي يتقاضاه الموظفون لا يكفي. الجميع مدينون ويتعرضون للضغوط.
وتابع فضيلته قائلا: على المسؤولين أن يعلموا أن الاستياء واسع جدا، ونصيحتنا لمسؤولي النظام التنازل للشعب والخضوع لمطالبهم المشروعة. هؤلاء هم شعب إيران وطالما أنهم غير راضين ستزداد المشكلات. الشعب يعاني من مشكلات كبيرة وننصح أن تتعامل الحكومة مع هذا الشعب وتكتسب موافقتها؛ يجب حل المشكلات بالطريقة التي ترضي الشعب.

الخطوات التي تمّ اتخاذها بخصوص “الجمعة الدامية” غير كافية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ضرورة معاقبة مرتكبي جريمة الجمعة الدامية قائلا: فيما يتعلق بالجمعة الدامية، نأسف لأنه رغم أن اليوم هو يوم الفرح للجميع، فإن الكثير من أبناء شعبنا يتذكرون هؤلاء الأحبة الذين استشهدوا، واليوم يعاني الشعب الإيراني كلهم بسبب هذا، وعائلات الشهداء والمصابين يعانون أكثر من هذا، ويتساءلون لماذا نشأ مثل هذا الموضوع بلا أي سبب! بالنسبة للجريمة التي وقعت يوم الجمعة الدامية، رغم أنها اتخذت خطوات، إلا أنها غير كافية، الشعب يريد العدالة، كل الشعب الإيراني قلقون بالنسبة إلى هذه القضية، ومطالبتهم أنه لا ينبغي معاقبة من هم باشروا الجريمة فحسب، بل لا بد من معاقبة أولئك الذين أصدروا الأوامر أيضا.

نحن نعيش مع هذا الشعب ونبقى معهم
وصرّح فضيلته قائلا: قلنا من قبل لن نتنازل عن الحق قيد شعرة، ولا نتوقع أن نحصل على أكثر من حقنا. إذا طبّق العدل، سيرى الله ذلك وسترتاح قلوب الشعب، ونعتقد أن كل الإيرانيين الذين قُتلوا في الاحتجاجات لم يكونوا مسلحين وقتلوا في الاحتجاج السلمي، وقتلهم لا يجوز من ناحية الشريعة الإسلامية، ولا من ناحية القوانين الدولية أو حتى القانون الإيراني نفسه. من المناسب أن تتخذ السلطات إجراءات لتعزية كل الإيرانيين الذين فقدوا أحباءهم في جميع المناطق، من خوزستان وكردستان وتبريز إلى طهران ومشهد وشيراز ومدن إيرانية أخرى.
وأضاف فضيلته قائلا: يطالب الشعب جميعا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين تم سجنهم في هذه الاحتجاجات من رجال ونساء وأطفال وشباب، وفي النهاية يجب الاستجابة لما تريده الغالبية العظمى من الشعب الإيراني، فرضا الله في رضا الشعب. نحن نعيش مع هذا الشعب، ونبقى معهم، ويجب أن ننتبه لرغباتهم.

الاحتجاج السلمي والانتقاد حق الشعب
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى مشروعية حق الشعب في الاحتجاج: نتمنى أن ينزل الله تعالى اليوم أطيب البركات وأزكى الرحمات على الشعب الإيراني وجميع المسلمين وكافة الناس، ونعتقد أن لدينا جميعا مصالح مشتركة ونحن جميعا شعب واحد ومطلبنا الأساسي هو المصالح الوطنية أولاً ثم المصالح القومية والمذهبية. نؤكد على سيادة أراضي البلاد وأمنها ونعتقد أن أمن البلاد يعني عدم نشوب حرب وصراع في البلاد. نحن نؤمن بأن الاحتجاج السلمي والنقد والتحدث عن المشكلات حق للشعب ويجب السماح به. الحكومات الشعبية تقف مع الشعب ولا ينبغي لنا أبدا أن نغضب الشعب.

نحن لسنا خاضعين لاي دولة بخصوص إعلان العيد
وأنهى فضيلة الشيخ عبد الحميد خطبته مشيرا إلى الشكوك التي أثيرت في إعلان عيد الفطر (يوم الجمعة)، وتابع قائلا: يدور في أذهان الكثيرين كيف يعلن هؤلاء العيد؟ اعلموا أننا لسنا خاضعين لأي دولة بخصوص العيد، وهذه مسألة فقهية. ما لم نشهد الهلال، لا نعلن العيد، وكل الشعب يعرفون هذا من الماضي. تختلف محافظتنا أيضا عن سائر مناطق البلاد بشكل عام، وهي ثقافة تحري الهلال، ولدينا أيضا أناس محترفون يتحرون الهلال ويقدرون على رؤية الهلال بطريقة جيدة. هؤلاء رؤوا هلال العيد في المدن المختلفة، وشهدوا بذلك، وتم التحقيق في لجنة برئاسة العلماء وأخيرا تم تأكيد رؤية الهلال وقررنا إعلان العيد يوم الجمعة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات