اليوم :30 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

نحن نفكر في أمن المحافظة والبلد ونرفض أي نوع من العنف

نحن نفكر في أمن المحافظة والبلد ونرفض أي نوع من العنف

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (25 رمضان 1445) على ضرورة الحفاظ على أمن المحافظة والبلاد، موصيا جميع الأطراف بتجنب أي نوع من العنف، وحل المشكلات من خلال الحوار.

لست أؤيد أبدا العنف وسفك الدماء
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: وقعت أخيرا مع الأسف حوادث أمنية في المحافظة ونحن قلقون بشأنها، نحن نفكر دائمًا في أمن المحافظة والبلاد ونؤمن بأن المحافظة والحدود يجب أن تكون آمنة، وكل من يعرفني ويعرف هذه المجموعة يعلم أننا لسنا مع الانفلات الأمني فحسب، بل إننا قلقون دائما انعدامه، ونعتقد بأنه يجب الحفاظ على الأمن وأن يعيش الجميع في ظلّ الأمن.
وأكد فضيلته قائلا: في الفيضانات الأخيرة، عندما خططنا للسفر إلى تشابهار ودشتياري، وكان بعض المسؤولين ضيقي الأفق منعونا من ذلك، أردنا أن نذهب سراً حتى لا يطلع أهل زاهدان والمدن التي في الطريق، وحتى أهل تشابهار لم يتم إعلامهم، لأننا لم نرغب في إثارة المشكلات، لكن بعد المنع اطلع الناس، وعندما انتشر الخبر وشعرنا أنه قد تكون هناك مشكلات للأشخاص المحتجين وللمسؤولين، رجعنا على الفور إلى زاهدان.
وأضاف خطيب أهل السنّة: لم أشتك من هذه القضية، وما أطرحه الآن ليس بشكوى أيضا، لكن أريد أن أقول إننا نريد أمن المحافظة، والبعض يتكلمون بأقاويل، ويتهموننا، وقد قالوا بمثل هذه الكلمات في الماضي، لكن جميع ما يقولون وينسبون تهم وافتراءات.

نحن دعاة إلى الحوار
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نحن ندعو إلى الحوار، ونعتقد أيضا أنه لا فائدة من الحوار دون العمل، بل يجب على الإنسان العمل بجانب الحوار أيضًا، وأن يحدث التغييرات، ولذلك ننصح الطرفين بالجلوس معاً وحل مشكلاتهم بالحديث والكلام بدلاً من الرصاص والاقتتال وسفك الدماء، ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن لا أحد هنا ينتبه للحوار، والآذان لا تسمع، إلا أنني مازلت أؤمن بالحوار وأؤكد على أنه يجب إصغاء الآذان وحل القضايا بالحوار.
وأضاف قائلا: نوصيكم بالاستماع إلى كلام الخصم كائناً من كان، حتى لو كان من أشرس الأعداء، بل إن كان الطرف الآخر هو أبو جهل وأبو لهب وفرعون يجب أن نستمع إليه؛ لقد سمع سيدنا موسى عليه السلام كلام فرعون، وسمع الرسول عليه السّلام كلام أبي جهل وأبي لهب. ولذلك إذا كان لدى أبي جهل في زمانك شيئاً يقوله لك، يجب عليك أن تستمع إليه وانظر ماذا يقول؛ عندما يكون ما يقوله خطأ، أخبره بأنه خطأ، ولكن يجب جعل الكلمة الصحيحة نصب العين، ومن الأفضل للإنسان أن يسمع ويتبع الحق.

الشّعب الإيراني يريد العدالة والسياسة الصحيحة والإدارة الصحيحة والاقتصاد القوي والمستقر
وتابع خطيب أهل السنّة قائلا: كان لدى الشعب الإيراني مطلب من الحكومة في الاحتجاجات التي كانت لهم في هذه السنة والسنتين الماضيتين، أن يسمع كلام الشعب. لا بد من الاستماع إلى الشعب قبل أن تضيع الفرصة؛ إذا أراد الشعب الإصلاحات، فعليهم القيام بها، وهو ما لم يحدث للأسف في بلدنا، ولم ينجح الإصلاحيون؛ فإما أنهم لم تكن لديهم الإرادة للإصلاح أو لم تُمنح لهم الفرصة.
وتابع قائلا: في وقت كان الشعب يريد الإصلاحات، أما الآن فقد يئس الشعب عن الإصلاحات ولا يكتفون بالإصلاحات، بل يطالبون بتغييرات عميقة وجذرية. الشعب يريد اقتصاداً قوياً ومستقراً، يريد الشعب إدارة سليمة ولا يعتبرون المديرين غير الأكفاء والضعفاء في مصلحة البلد والحكم والنظام ومصلحتهم الخاصة، ويريدون تعيين مديرين أكفاء بغضّ النظر عن القومية والدين والتوجه. لا يقبل الشعب التمييز ويريدون العدالة. ينتقد الشعب السياسات الداخلية والخارجية ويطالبون بسياسات داخلية وخارجية صحيحة. يجب عليكم أن تجلسوا مع الشعب والاستماع إلى كلامهم.
واستطرد خطيب أهل السنّة قائلا: الشّعب الإيراني من أفضل وأنبل شعوب العالم. أحيانًا أنظر إلى القوميات واللغات المختلفة الموجودة في إيران وأدرك نجابة هذا الشعب الذي يعيش في إيران! وليس بعد الله تعالى والإيمان به ثروة أعظم من الشعب؛ إن أعظم ثروة لأي بلد بعد الله تعالى هو شعب ذلك البلد.
وأضاف قائلا: نقول إنه يجب احترام كل الشعب الإيراني ويجب عدم التفريق بينهم؛ هذا هو تعليم الدين نفسه، فالدين لا يختلف عن الإنسانية بكلمة، والدين ينصح ويؤكد على الإنسانية والأخلاق والتسامح.

الحلّ العادل للقضية الفلسطينية يضمن أمن العالم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته خلال خطبة الجمعة في زاهدان، إلى الوضع الحرج الذي يعيشه أهل غزّة، وتابع قائلا: في هذه الأيام يعاني أهل فلسطين وغزّة أكبر معاناة. ما أصبر أهل غزة! يتم تدمير مدينتهم بالأرض وفي بعض الأحيان يموت جميع أفراد الأسرة وينجو واحد منهم فقط، لكنهم يصبرون.
وتابع قائلا: أهل غزة أعزل وأبرياء، ولقد تكبّدت النساء والأطفال أكبر عدد من الضحايا في هذه الحرب، في حين أن النساء والأطفال هم الأجدرون بالشفقة في جميع أنحاء العالم.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: على المجتمع الدولي ودول المنطقة وجميع دول العالم اتخاذ خطوات جادة لحل مشكلة فلسطين وغزّة، لأن مشكلة فلسطين مشكلة دولية، وإذا تمّ حل القضية الفلسطينية، وعادت الأراضي المحتلة إلى الشعب الفلسطيني، وحكم الشعب الفلسطيني مصيره، فإن ذلك سيضمن أمن العالم، وسيكون أكبر معركة ضد الإرهاب الدولي.
وأضاف قائلا: الإرهاب يحدث عندما لا يُسمع صوت المظلومين، ولا يستمع أحد لكلمة الحق، ولا يستسلم للعدل. الإرهاب هو عنف والعنف ينشأ من مكان لا يسمع فيه صوت المظلومين وصوت الحق، ونأمل أن يوقف العالم أجمع تعديات إسرائيل وعدوانها. إن الحل العادل للقضية الفلسطينية سيكون إنجازا كبيرا ليس للفلسطينيين فحسب، بل أيضا للأمم المتحدة ولجميع دول العالم.

المسجد المكّي مصدر عزّة لأبناء المحافظة والوطن
وفي ختام خطبة هذا الأسبوع، أوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد الجمهور بالمشاركة في إعمار المسجد المكي قائلا: المسجد المكي في زاهدان مدين بسبب أعمال بنائه. لهذا المسجد قيمة ومكانة ليس فقط لأهالي زاهدان، بل لأبناء المحافظة والبلاد أيضًا.
وأضاف: يقول القرآن الكريم إن المساجد لله تعالى. هنا في المسجد المكي يجري التفكير للإنسانية، ونحن لا نفكر في مصالح المسلمين فحسب، بل نفكر أيضًا في مصالح البشر كافّة؛ ولقد علمنا الإسلام هذا. إن الله تعالى لم يضع الكعبة لمصلحة المسلمين فقط، بل لمصلحة البشر كافة.
وتابع خطيب أهل السنة: المساجد ودور العبادة مقدسة في العالم كله. احترم المسلمون في بداية الإسلام دور العبادة لدى جميع الأمم ولم يدمّروا حتى دار عبادة واحدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات