اليوم :3 December 2024

مأدبة إفطار لعوائل الشهداء وجرحى الجمعتين الداميتين في “زاهدان” و”خاش”

مأدبة إفطار لعوائل الشهداء وجرحى الجمعتين الداميتين في “زاهدان” و”خاش”

أقيمتْ مساء يوم الثلاثاء 15 رمضان 1445 مأدبة إفطار ولقاء لجرحى وعوائل شهداء الجمعتين الداميتين في “زاهدان” و”خاش” مع فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في الجامع المكي بمدينة زاهدان.
تحدّث في هذا الاجتماع فضيلة الشيخ عبد الحميد والشيخ المفتي محمد قاسم القاسمي، أستاذ الحديث والفقه ورئيس دار الإفتاء بدار العلوم زاهدان.
واختتم هذا الاجتماع المعنويّ بإفطار الضيوف وإقامة صلاة المغرب. وفيما يلي مقتطف من كلمة فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا الاجتماع.

فضيلة الشيخ عبد الحميد: من واجبنا جميعا أنْ نحافظ على حرمة الشهداء وعوائلهم
أبدى فضيلة الشيخ عبد الحميد، في بداية كلمته، ارتياحه عن لقاء جرحى الجمعة الدامية وذوي الشهداء، وتابع قائلا: حرمة الشهداء وأيضا عوائلهم الذين تحملوا هذه المصيبة وصبروا عليها، ضرورية لنا ولأفراد المجتمع. في تلك الجمعة اختار الله عز وجل هؤلاء من بين ستين إلى سبعين ألف مصلّ، ليصلوا إلى مرتبة ومنزلة الشهادة، وهي أعلى درجة بعد درجة النبيين والصديقين.
وأضاف فضيلته قائلا: لم يكن أحد يتوقع أن يحدث مثل هذا الحدث وهذه القسوة في ذلك اليوم، بأن يرتكب فيه مواطننا ومن يتقاضى راتباً من بيت المال مثل هذه الوحشية، ولا ينسجم هذا الظلم مع مبادئ القرابة والمعايير الإسلامية والإنسانية.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الذين قُتلوا ظلماً في تلك الحادثة، حصلوا حقاً على درجة عند الله تعالى، لأنهم لم يرتكبوا أي جريمة، بل جاؤوا فقط لأداء صلاة الجمعة، والمشاركة فيها فرض عين، وإن الشخص الذي يأتي للمشاركة في صلاة الجمعة هو مثال حقيقي لـمن خرج في سبيل الله تعالى، وبحسب الأحاديث والروايات فإن نار جهنم وحتى دخان نار جهنم لن تمس جسدا وصل إليه الغبار في سبيل الله.
وتابع فضيلته: بعد حادثة الجمعة الدامية في زاهدان، رؤيت أحلام كثيرة مبشرة عنها. لم يتضرر سيدنا الحسين رضي الله عنه لما استهشد، بل منحه الله تعالى منزلة الشهادة، ولكن بقي العار لمن تلطخت أيديهم بدماء الحسين الطاهرة، هكذا في جريمة الجمعة الدامية، لم يتضرر الشهداء وعوائلهم، بل تضرر وخسر من تلطختْ أيديهم وأقلامهم وألسنتهم وأوامرهم بالدماء. ورد في الأحاديث أن من شارك ولو بنصف كلمة في قتل ظلماً وأعطى ضوءاً أخضر لقتل ظلماً، فإنه يحشر يوم القيامة ومكتوب على جبهته عبارة “آئس من رحمة الله”، وفي القرآن الكريم تصريحات شديدة حول عقوبة من يرتكب القتل بغير حق يقشعر منها الشعر على جسم الإنسان؛ يقول الله تعالى: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» [النساء: 93]
واستطرد: إنّ قتل شخص بغير ذنب هو خطيئة عظيمة جداً، وحتى قتل غير المسلمين ظلماً من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم، فهو إثم عظيم جداً، وإثم قتل المؤمن أعظم عند الله بكثير.

صبر الجرحى وعوائل الشهداء نعمة ورحمة
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: إننا نتقدم بالشكر الجزيل لذوي الشهداء والجرحى في هذه الأحداث على صبرهم، وكان هذا الصبر سبب بركة ورحمة، لقد تعاطف الشعب الإيراني بأكمله مع هذه القضية، وما زال تستمر هذه التعاطفات، ونتيجة لهذا الصبر اتضحت الحقيقة، والنقطة الأهم بالنسبة لنا أنه رغم أن البعض أراد تشويه هذه الجريمة ونسبوها إلى الانفصاليين، إلا أنه اتضح للمركز وللجميع أنه لا يوجد انفصاليون هنا وإنما تمّ قتل المصلين بغير حق.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: يجري ملف قضية الجمعة الدامية في زاهدان وننتظر الحكم النهائي، لقد قلنا إنه إذا كان هناك فشل في التعامل مع حادثة الجمعة الدامية، فإن الله تعالى سيتولى الأمر، ونحن نعتقد أن الله تعالى يساعد المظلومين وينصرهم.
وأضاف فضيلته قائلا: رغم أن الصبر مرّ وصعب، إلا أنّ النتيجة حلو جدًا. الصبر هو مفتاح النصر، ونسأل الله تعالى أن يرفع درجات الشهداء. في هذا الحادث، أصبحت عشرات العائلات بلا معيل، وأيتمت مئات الأبناء، وثكلت عشرات النساء، ومن بين الشهداء نساء وأطفال وشيوخ، ومن بين المصابين العديد من الأشخاص الذين أصبحوا معاقين وبترت أطرافهم وأصيبوا بالنخاع الشوكي، كما أصيب 25 شخصا في أعينهم في هذه الحادثة، وهؤلاء الجرحى نطلق عليهم “الشهداء الأحياء”، وبمشيئة الله لقد وصلوا إلى مرتبة الشهادة أيضا.

ظُلمنا ولم نظلم أحدا ولسنا أذلة
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في اجتماع المصابين وذوي شهداء الجمعتين الداميتين في زاهدان وخاش: أقول كلمة وقد لا يرضى بها البعض؛ نحمد الله تعالى على أننا وإن ظُلمنا في هذه الحادثة، لكننا لم نرتكب ظلما بحق أحد، وإن رحمة الله تشمل المظلوم، أما الظالم فهو يجلب لنفسه غضب الله ولعنه.
وأضاف فضيلته قائلا: النقطة الأخرى هي أننا وإن كنا مظلومين، لكن الحمد لله لسنا أذلة، لأننا طالبنا بحقوقنا ونعيش بكل عزّة، ولا نريد أن نعيش مع الذل. الحمد لله شعبنا يعيش بكرامة وعزّ، واليوم يقدم الشعب الإيراني بأكمله التعازي لأسر الشهداء. سارع الشعب الإيراني لمساعدة أهل هذه المنطقة في فيضانات دشتياري الأخيرة من جميع الجوانب، وأصبح هذا ذكرى في أذهان الناس، وهذا هو نفس الوعد الذي أعطاه الله تعالى للصابرين حيث قال: «أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ» [بقره: 157]

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات