اليوم :19 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الشعب الإيراني يرفض الإعدامات

الشعب الإيراني يرفض الإعدامات

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (5 رجب ١٤٤٤) على مخالفة الشعب الإيراني للإعدام، داعيا إلى إلغائه.

الشعب الإيراني داخل البلاد وخارجها ينتمون إلى عائلة واحدة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الانسجام الأخير الذي حصل بين مكونات الشعب الإيراني، قائلا: الشعب الإيراني اليوم يمر بظروف خاصة، وقد حصلت بينهم أخوة ووحدة، وهم يشعرون بمحبة تجاه بعضهم البعض، لم نجد مثلها من قبل في إيران. هذه المحبة والتضامن مع الشعب الإيراني اليوم هو نموذج يحتذى به. هؤلاء الشعب مثل عائلة كبيرة، وهي عائلة إيران الكبيرة. كل هؤلاء أعضاء في نفس العائلة. الإيرانيون داخل البلاد وخارجها مرتبطون بشدة ويتعاطفون مع بعضهم البعض، لدرجة أنهم مثل أفراد من عائلة واحدة.
وأضاف فضيلته قائلا: هذا التضامن والوحدة الوطنية يضمنان أمن بلادنا ووحدة أراضينا. نحن على يقين على أنه لا يمكن لأيّ عدو أن يطمع بأرضنا بعد هذه الوحدة الوطنية. اليوم هؤلاء الشعب متحدون. فإذا كان شخص ما يعاني من الفقر والمعاناة أو تعرض أحدهم للظلم، فإن الجميع سيرفعون أصواتهم، والجميع يتعاطفون معه ويقلقون عليه. إذا حصل شخص واحد على السعادة ونال نعمة، فسيكونون سعداء عندما يطلعون عليه.

يطالب الشعب بنفس المطالب التي هتفوا بها في ثورة 1979
وأشار خطيب أهل السنة إلى استمرار مطالب ثورة 1979 في الاحتجاجات الأخيرة، وتابع قائلا: ما زال الشعب يردد مطالب ثورة 1979 نفسها؛ الشعب الإيراني الذي وقف بعضهم بجنب بعض من أجل الحرية والعدالة وتحقيق حقوقهم، وكافحوا من أجل تقدم إيران، ورددوا شعارات لتنفق ثروات إيران داخل البلاد، هذه الأيام تشبه أيام انتصار ثورة 1979، واليوم أيضا ينادي الشعب الإيراني بنفس الهتافات. شعب إيران لا يريد الكثير، إنه يريد العدالة والحرية المشروعة.

لماذا هبطت قيمة العملة الإيرانية إلى هذا المستوى؟ / الشعب يريد دولة متقدمة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الهبوط الحاد لقيمة العملة الوطنية، وتابع قائلا: الدولار الواحد اليوم وصل إلى 45 ألف تومان. 45 مليون تومان تساوي ألف دولار. لم يمض وقت طويل حيث كان عشرة ملايين عشرة آلاف دولار، كل مليون كان ألف دولار. في ذلك الوقت لما كان شخص ما يحصل على راتب يساوي عشرة ملايين أو كان لديه هذا المبلغ، كانت عنده عشرة آلاف دولار، وفي ذلك الوقت أيضا كان الشعب يشتكون من أن أموالهم أصبحت بلا قيمة. والذي راتبه 45 مليون، يساوي ألف دولار اليوم. يراسلنا الناس ويسألون كيف نعيش؟ لا يستطيع بعض الناس شراء علبة بيض أو دجاجة. البعض من العوائل لا يملكون قدرة شراء الخبز. لماذا وصلت بلادنا إلى هنا؟ هذا ما يقلق الشعب، بلد لديه كنوز وثروات مختلفة، لماذا ابتلي بهذا المصير؟
واعتبر فضيلته مطالب الشعب مشروعة، وطالب بالاهتمام بهذه المطالب وأضاف قائلا: يرى الشعب الإيراني من حقه أن تتحقق العدالة وأن يتمتع بحرية التعبير والقلم، وأن يكون قادرا على اختيار مديرين أكفاء لإدارة البلاد. يريد شعب إيران أن تنافس بلادهم الدول المتقدمة ويمكن لهذا البلد أن ينافس الدول المتطورة ويمكن للشعب أن يعيش حياة مريحة. هذا هو حق الشعب. شعب قام بثورة 1979 وهذا من كرم هذا الشعب حيث قامت بثورة وانتفاضة وأحدثت التغيير في البلاد. والآن يكرر الشعب نفس المطالب ويتوقع تحقيقها.

حافظوا على حرمة العلماء
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الشعب الإيراني يستحق الترحم، وبحسب شهادة كبار المسؤولين فإن الشعب الإيراني من الشعوب الجيدة في العالم. يجب إدراك هذا الشعب والاهتمام بمطالبه. نرجو أن يفتح الله تعالى على هذا الشعب ويهتم المسؤولون بمطالبه. واليوم إذا وجد هؤلاء الشعب أن العدالة تحققت فيهم، فإن جميع أفراد العائلة الإيرانية سيكونون سعداء، وإذا عوملوا بشكل غير عادل، فإن الشعب بأسره سيواصل الشكوى.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى منع الشيخ “محمد حسين كركيج” من الخطبة وإمامة الجمعة، والضغط على علماء السنة الآخرين، قائلا: الشيح محمد حسين كركيج ، شيخ التفسير، وهو من نفس العائلة الإيرانية التي واجه مشكلات اليوم ومُنع من المنبر. مطلب جميع الشعب أن يعامل العلماء والنخب باحترام وتسامح، فإذا واجه علماء كردستان أو أي مكان آخر مشكلات، فهذا يهم الشعب كله. الشيخ “سيف الله حسيني” والشيخ “محمد خضر نجاد” وغيرهما من العلماء واجهوا مشكلات، ومطلب الجميع الحفاظ على حرمة العلماء وتحمّلهم.

الشعب الإيراني يفكر اليوم في السلام
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: الشعب الإيراني اليوم يفكر في السلام، ويرفض أي تصعيد في السياسات الخارجية، والشعب يريد أن تكون إيران دولة مسالمة. يجب أن يكون هناك سلام في اليمن ولا تستمر الحرب حتى لا يتضرر شعب اليمن. السلام العادل وتشكيل حكومات شاملة هو السبيل الوحيد للخروج من الصراعات في اليمن.
وأردف قائلا: إن الشعب الإيراني يريد السلام في فلسطين ويعتقد أن الحكومة الإسرائيلية والشعب الفلسطيني يجب أن يصلوا إلى السلام، ويشكل الفلسطينيون حكومة مستقلة. يجب أن يكون لفلسطين أرضها المستقلة. الشعب الإيراني يدعم السلام في كل مكان. في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يريد الشعب الإيراني السلام. الحرب ضرر وخطر. كلّ البشر عيال الله تعالى، بمعنى أنها عائلة الله تعالى والله تعالى يرزق جميع عباده. علينا أن نرحم البشرية جميعا، ويجب أن نكون رحماء بالحيوانات أيضا.
وتابع قائلا: يجب أن نفكر في الإنسانية ونعتقد أن البشر من جنس واحد، ونحن جميعا من نفس الجنس والنوع ويجب أن نشعر بالرحمة تجاه الآخرين. الحروب المستمرة مدمرة يقتل فيها الأبرياء، ونأمل أن تنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا وأن يحترم البلدان حدود بعضهما البعض.

لا نريد الإعدام في أي مكان في العالم
وفي قسم آخر من خطبته، وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، الشعب الإيراني بـ “رسول السلام والمصالحة” وأكد قائلا: يقول الشعب الإيراني “لا للإعدام”، ولا نريد الإعدام في أي مكان في العالم. الإعدام لو كان في الصين فإن الشعب الإيراني يقول: لا للإعدام. وتابع قائلا: انتقدني البعض وقالوا: “لماذا تنتقد هنا ولا تذكر اسم السعودية فيما يتعلق بالإعدام؟” أقول لهم لا فرق بالنسبة لنا، فرسالتنا للسعودية أيضا أن تتجنب الإعدام. إذا رجعنا إلى بداية الإسلام وحياة الخلفاء الراشدين، نرى كم عدد الأشخاص الذين أعدموا! نعتقد أنه لا إعدام في الإسلام إلا في القصاص حيث يرتكب أحدهم قتلا، وكذلك في بعض الحالات النادرة والقليلة.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن نتمنى الخير للجميع وهذه هي رسالة العائلة الإيرانية بأن على الدول جميعا إلغاء عقوبة الإعدام من قوانينها. القصاص حق شرعي ويقبله العالم، ولكن هذا القصاص أيضا يوجد بجانبه العفو والدية. شعبنا يرفض الإعدام، وهذا الشعب هم أصحاب هذا البلد ويريدون من المسؤولين أن يكونوا حذرين في بقية عمليات الإعدام.
وذكر خطيب أهل السنّة في زاهدان قائلا: من الصعب للغاية على العائلات التي تفقد أولياء أمورها أو أحبائها. نرجو أن يفرج الله عن المشكلات ونريد السلام والحوار. الشعب الإيراني يريدون الحوار. إذا كان هناك نزاع في الأسرة، فإنهم يجلسون ويتحدثون مع بعضهم البعض. هذه العائلة التي ذكرت فيها من كل قبيلة ونسب وعقيدة ودين. لا ينظر الإيرانيون اليوم إلى الدين والمعتقدات، لكنهم ينظرون إلى حقيقة أن الجميع إيرانيون، فإن كان هناك ظلم ضد شخص ما، من أي قبيلة أو قومية أو عقيدة أو دين، فيشتكي الجميع.

على المجتمع الدولي أن يدرك الشعب الأفغاني
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الأوضاع المؤسفة للشعب الأفغاني، قائلا: إن افغانستان نظرا لما أنها لا علاقات دبلوماسية لها مع المجتمع الدولي، تواجه صعوبات وفقرا.
وتابع قائلا: نريد من المجتمع الدولي أن يتفهم شعب أفغانستان ويرحمها، ومن العدل إقامة علاقات دبلوماسية من أجل شعب أفغانستان. ستحل المشكلات التي يواجهها العالم مع الحكومة هناك في هذه الحالة بطريقة أفضل. نأمل أن يتم حل قضايا حقوق الإنسان وتعليم المرأة وتوظيفها، كما لو تم إقامة هذه العلاقات الدبلوماسية، يمكن لعلماء العالم الإسلامي أيضا أن يكونوا مؤثرين. نحن نؤمن أيضا بحقوق الإنسان ونؤمن بأن الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان متقاربة جدا. كما نؤمن بضرورة تعليم النساء وتقديم عملهن. وعلماء العالم الاسلامي يحاولون أيضا إن شاء الله، وإذا أقيمت هذه العلاقة سينجو الشعب الافغاني من هذا الوضع.

لا ينبغي الخلط بين إهانة المقدسات وحرية التعبير
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه من الإساءة للقرآن الكريم في هولندا والسويد، قائلا: كما تعلمون وقعت في السويد وهولندا الأسبوع الماضي مأساة خطيرة للغاية وحادثة مفجعة. أشعلوا النار في المصحف وأحرقوه. هذا الحادث خطير وحرب مع رب العالمين واختبار لغضب الله. هذه إهانة كبيرة لما يقرب من ملياري مسلم في العالم، وإحراق لقلوب جميع المسلمين وتحريضهم.
وأضاف: ليس للسويد وهولندا والدول الأخرى أن تقول: إن منعهم إحراق المصحف هو ضد الحرية. ما هذه الحرية؟ هذه الحرية ليست معقولة بالنسبة للمسلمين. القرآن هو أسمى كتاب مقدس والأنبياء جميعهم مقدسون، ولا ينبغي لأي قانون أو دولة أن تسمح بإهانة مقدسات المسلمين.
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: هذا سلوك يستفز المتطرفين، وإذا فعل هؤلاء المتطرفون شيئا غدا سيقولون إنهم إرهابيون، نحن جميعا ندين الإرهاب دائما، ولكن يجب محاربة علة القضية، ويجب محاربة الشيء الذي يسوق الناس إلى الإرهاب.

لبناء الجامع المكي لم نأخذ مالا من أي دولة
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من خطبته التي ألقاها داخل الجامع المكي بسبب الأمطار: لبناء هذا الجامع لم نأخذ ريالا واحدا من أي دولة، بل لم نأخذ من دولتنا أيضا. تم بناء هذا الجامع بمساعدة وتبرعات الطبقات المختلفة من هذا الشعب بما في ذلك العمال والتجار والمؤظفون والنساء.
وأوصى فضيلته بمواصلة المساعدات العامة لإكمال أعمال بناء المسجد المكي الكبير، وقال: الأعمال النهائية للمسجد جارية، ونطلب منكم الاهتمام بالمسجد والعناية به.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات