علماء: امتهان الشريعة سبب تفجُّر ثورات الربيع العربي

علماء: امتهان الشريعة سبب تفجُّر ثورات الربيع العربي

أكد الداعية المصري الدكتور علي خليفة أن ما يعرف بربيع الثورات العربية قد فاجأ العالم كله وكان من أسبابه ظهور القمع والاستبداد وتفاقم مشكلة البطالة والأوضاع المعيشية المتردية فى الوطن العربي حيث تجاوز معدل البطالة بين الشباب العربي وفق ما ذكرته منظمة العمل الدولية 23% عام 2010م.
وجاءت كلمة الدكتور خليفة في مستهل افتتاحية الندوة الشهرية لمجلة “التبيان” التي تصدر عن الجمعية الشرعية في مصر  والتي جاءت تحت عنوان: “الثورات العربية.. دروس وآمال” .
وقد عقدت الندوة بمشاركة كل من فضيلة  الدكتور محمد المختار محمد المهدى الرئيس العام للجمعية الشرعية و عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد عمارة المفكر المعروف و عضو مجمع البحوث الإسلامية و الدكتور محمد مختار جمعة مقرر هيئة علماء الجمعية و الأستاذ بجامعة الأزهر.
وتناول الدكتور محمد المختار المهدي  أبرز الدروس المستفادة من الثورات العربية فأكد أهمية الحفاظ والثبات على أحكام الله، مؤكدًا أن العدوان على أحكام الله وشريعته كان من أهم أسباب اندلاع الثورات العربية.
وقال الدكتور المهدي: “الاعتداء على شريعة الله عز وجل مآله الذل فى الدنيا والعذاب فى الآخرة {إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَو يُصَلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِم وَأَرْجُلُهُم مِن خِلافٍ أَو يُنفَوْا مِن الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُم خِزْيٌ فِى الدُّنيَا وَلَهُم فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة: 33).
وعلل بدء الشرارة الأولى من تونس بأنها البلد العربي الذي اعتدى فيه حكامه على دين الله منذ أن رأسه بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق، حيث اعتبر رؤساء  تونس أن الصيام مضيعة للاقتصاد.
وكان يسجل اسم كل فرد يدخل المسجد للصلاة ومن يعتاد صلاة الفجر يعد فى نظرهم إرهابيّا، بل جعلوا دخول المسجد بالبطاقة ومنعت النساء المسلمات من ارتداء الحجاب، كما منع تعدد الزوجات في الوقت الذي سمحوا فيه بالزنا واعتبروه أمرا عاديا
وأشار المهدي إلي أن مصر لم تكن تختلف عن تونس ولهذا انتقلت شرارة الثورة إلى مصر لأنها كانت تسير في نفس الطريق الذي رسمته الأمم المتحدة لتغيير هوية الأمة المسلمة، حيث كانت البداية بتغيير القوانين الخاصة بالمرأة والطفل.
وتحدث عن انتشار مؤتمرات المرأة التي تنادى بالعرى والسفور والشذوذ الجنسي كما رفعوا سن الطفولة إلى 18 عاما، ورغم تصدى علماء المسلمين لهذا القانون بالدراسة والتحليل إلا أن القائمين على مثل هذه القوانين ساروا فى غيهم لتنفيذ مقررات الأمم المتحدة.
وأضاف الدكتور المهدي: “”ومن مصر إلى ليبيا إلى هذا الرجل الذى غير تاريخ الأمة الإسلامية وتلاعب بشرع الله ومنهجه وكتابه فيشير فضيلة الإمام إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب جعل التاريخ الإسلامي يبدأ من الهجرة، ومنذ تلك اللحظة وتاريخ المسلمين يبدأ بتاريخ هجرة النبى  غير أن “القذافى” الرئيس السابق لليبيا جعل التاريخ يبدأ بوفاة رسول الله، وألف كتابًا سماه “الكتاب الأخضر” وفرضه على الناس بدلاً من القرآن ونادي بحذف كلمة “قل” من القرآن الكريم لأن هذه الكلمة كانت موجهة إلى النبي  والنبي مات فلا داعي لذكرها فى القرآن”.
وأردف: “من ليبيا إلى اليمن وكانت بداية تغيير شريعة الله مع اليوم الأول الذي يتولى فيه الرئيس علي عبد الله صالح الحكم والذي قال وهو يناقش الدستور والقانون المطبق فى اليمن اكتبوا ما شئتم إن في مصر مادة تقول إن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ومع ذلك لا تطبق فاكتبوا ما شئتم ونحن لن نطبق”.
وأكد الرئيس العام للجمعية الشرعية أن هذا العدوان على الشريعة كان أيضاً فى سوريا والتى ارتكبت فيها جرائم ضد الشريعة فمعظم القادة السوريين ينتمون إلى الباطنية والعلوية وهذه الفرق معروف موقفها من العقيدة وموقفها من الإسلام.
وأوضح أن الثورة المصرية لم تكن نتيجة شباب عُزَّل بل إن هؤلاء الشباب كانوا سببًا فقط، وأن الفضل يجب أن ينسب لصاحبه وهو إرادة الله عز وجل التى تحكمت وأنزلت الرعب فى قلوب هؤلاء الظلمة والطواغيت ولولا ذلك ما نجحت الثورة.

المصدر: مفكرة الإسلام

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات