اللجنة الدائمة للإفتاء: سب صحابة رسول الله جرم عظيم

اللجنة الدائمة للإفتاء: سب صحابة رسول الله جرم عظيم
efta-saudiaأصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، بيانًا استهجنت فيه الحملة ضد صحابة النبي الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم”، وقذف أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله رضي الله عنها، وأكّدت أن مثل هذه الأمور تُعد “جرم عظيم”.

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية أنّ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية اطلعت على ما تناقلته وسائل الإعلام من القذف والسب والطعن في عرض زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ما يُعد تكذيبًا للكتاب والسنة المطهرة.
وأكد البيان، أن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنهم، فهم الذين صحبوا خاتم الأنبياء والمرسلين، وهم الذين عايشوا نزول الوحي، وهم الذين مدحهم الله في كتابه وأثنى عليهم المصطفى عليه الصلاة والسلام في سنته، وكفى بذلك منقبة وفضيلة.
وأضاف: أنّه من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم، فهم وصية رسول الله كما ثبت بذلك الخبر من قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم: [أذكركم الله في أهل بيتي] ـ قالها ثلاثًا ـ وقد روى البخاري ومسلم أنّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: “والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي”، وقال رضي الله عنه كذلك كما في صحيح البخاري: “ارقبوا محمدًا في أهل بيته”.
وتابع البيان: “لا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته ويدل لذلك قوله تعالى {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب :[32 – 33].
وشدّد البيان على أنّه من معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت، يقول الطحاوي: “ومَن أحسن القولَ في أصحاب النبي وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق”. وقال: “ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان”.
وبهذا يتبين –بحسب البيان- أنّ سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم، وخصوصًا الصديقة بنت الصديق، وهي المبرأة من فوق سبع سماوات، وكانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وكانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق، فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أُشكل عليهم الأمر في الدين استَفتوْها.
ثم أورد البيان عددًا من مناقبها رضي الله عنها، ومنها:
– مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أُريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه].
– ومن مناقبها رضي الله عنها أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صرح بمحبتها لما سئُل عن أحب الناس إليه، فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها.

المصدر: وكالات

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات