فضيلة الشيخ عبد الحميد: البعثة المحمدية أكبر نعمة إلهية

فضيلة الشيخ عبد الحميد: البعثة المحمدية أكبر نعمة إلهية
molana-damanتطرق سماحة الشيخ عبد الحميد في خطبته التي ألقاها في مديرية “كورين” من توابع مدينة زاهدان بعد تلاوة آية “هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا”، إلى بيان النعم الإلهية التي أنعم الله بها على عباده، بأن خلقهم أولا ثم جعل لهم السمع والبصر وغير ذلك من النعم، وخلقه في أحسن تقويم.

وأضاف فضيلة الشيخ: إن قيمة هذه النعم المودعة في الإنسان إنما يعرف بعد زوال واحدة منها. فالأعمى يعرف قدر نعمة البصر، والأصم يعرف قدر نعمة السمع، والأبكم يعرف قدر نعمة اللسان والتكلم جيدا، كما أن فاقد الرجلين واليدين يعرف قدر هاتين النعمتين جيدا.
وقا سماحة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى النعم المادية التي أكرم الله بها هذه المناطق بعد القحط والجفاف: قد كنا شاهدنا طوال المدة التي أصابت محافظة سيستان وبلوشستان القحوط والجفاف وقلة الأمطار، الوضع السائد على هذه المنطقة؛ قد جفت المزارع والبساتين كلها، وغيضت مياه الأنهار والعيون والآبار، وواجه الناس المشكلات والمعضلات.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد رئيس جامعة دارالعلوم مشيرا إلى النعم الروحية: إن جميع ما ذكرناه هي نعم إلهية، ولكن النعم تتفاوت في الدرجات، فهناك نعم هي أعلى وأعظم من غيرها من النعم بحيث لا يمكن موازنتها مع غيرها من النعم. من هذه النعم هي نعمة القرآن الكريم، ونعمة البعثة المحمدية ونعمة الإسلام. فهذه كلها نعم تتضائل أمامها النعم الأخرى مثل نعمة الوالدين ونعمة الأولاد والأزواج والعشيرة.
وأضاف فضيلته قائلا: إن نعمة بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة علمتنا معرفة الرب سبحانه وتعالى وعلمتنا الحياة الآخرة والجنة والنار وطرق السعادة والفلاح في الدارين. قال الله تعالى: ” لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”. لقد ذكرت الآية التعليم والتزكية وتلاوة القرآن وهي من ثمرات ونتائج البعثة المحمدية صلى الله عليه وسلم.
واستطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى الإتباع الكامل لتعاليم الرسول وسيرة الصحابة رضي الله عنهم في جميع أبعاد الحياة قائلا: كان الصحابة رضي الله عنهم يسعون للعمل على سنة الرسول وأحكام القرآن في جميع مراحل حياتهم وأحوالهم، وكان العمل على تعاليم الرسول وتوجيهاتهم مقدما عندهم على المصالح  والمنافع الذاتية. كانوا ينظرون ما هو حكم الله ورسوله وما هي منافع الدين والشريعة، وشاركوا في معارك كثيرة لتحقيق هذه الأهداف والآمال، وضحوا بأموالهم وأرواحهم في سبيل ذلك، وإن تضحياتهم في سبيل ذلك غير خافية على أحد. ولقد كانت تضحياتهم وجهودهم بقدر لو اجتمع جميع المسلمين في العصر الراهن لما بلغوا إلى منزلة ومكانة واحد منهم. لأجل ذلك رضي الله تعالى عنهم ووعدهم بالجنة. والصحابة كانوا حملة راية الإسلام في أقصى المعمورة .
وأضاف: إن الصحابة عرفوا قيمة نعمة الدين والهداية، وقد ضحوا بجميع ما عندهم من المنافع الذاتية لأجل الدين. ولكن المسلمين في العصر الحاضر وإن كانوا يعتبرون أنفسهم مؤمنين مسلمين، لكنهم يرجحون الدنيا ومنافعهم المادية على الدين والمطالب الدينية. إن المشكلة فينا أننا أصبنا بضعف وهوان في الدين والإيمان، لأجل ذلك عندما تتعارض منافعنا الشخصية مع تعاليم الإسلام، نهمل تعاليم الدين ونرجح منافعنا المادية ونميل إليها، ونميل إلى الربا وغيرها من المعاصي والأمور المحظورة، وإن الإقبال إلى الربا إعلان حرب مع الله تعالى ورسوله.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: هناك إثمان كبيران يعتبران بمثابة إعلان حرب مع الله تعالى ورسوله، لقد جاء ذكر أحد من هذين الإثمين في كتاب الله وذكر الآخر في السنة. فاعتبر القرآن الكريم الربا إيذانا بالحرب مع الله تعالى ورسوله، وفي السنة اعتبرت العدواة وإيذاء أولياء الله حربا مع الله تعالى. فورد في الحديث القدسي “من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب”، فالإساءة إلى الصحابة وتوجيه التهم إليهم وكذلك الإهانة إلى أهل البيت وأولياء المقربين والمنصورين من عند الله تعالى إعلان حرب مع الله تعالى.
وقال فضيلة الشيخ مخاطبا الحاضرين في الجلسة: لنتجنب المعاصي والمنكرات، ونعرف قيمة الدين والهداية ونحافظ عليها، وكذلك اوصى الجميع إلى طلب الحلال من الرزق والقناعة في الحياة والكفاف في المعيشة والتجنب من التجملات، وعلى الشباب أن يخطوا خطوات جادة في سبيل كسب العلوم في المجالات المختلفة.

وفي القسم الأخير من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ذكرى الانتخابات الرئاسية التي أعقبت اختلافات واحتجاجات واسعة النطاق في البلاد، قائلا: غدا 22 من شهر خرداد (12 من يونيو) ذكرى الانتخابات التي أعقبت اختلافات واحتجاجات واسعة النطاق في البلاد، وقد فقد كثير من مواطنينا أرواحهم في الحوادث التي تلت هذه الإنتخابات وأصيب كثيرون أيضا.
وأضاف فضيلة الشيخ مقدما مؤاساته لأسر ضحايا الحوادث والمصابين: كانت هناك طرق أخرى لإنهاء هذه الاحتجاجات والاعتراضات، وكان بإمكان المسؤولين أن يقنعوا المعترضين بالتدبير وسعة الأفق وبطريقة أفضل، دون أن تترك خسائر.
وتابع خطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان: المشكل الأساسي في بلدنا عدم التنفيذ الكامل والصحيح للدستور، ومشاكل أهل السنة كلها ناشئة من هذه المشكلة. فلو نفذ الدستور بشكل صحيح لزال قلق الأكثرية من أبناء المجتمع.
وأكد رئيس جامعة دارالعلوم زاهدان على الحاجة الشديدة إلى إصلاح بعض المواد من الدستور قائلا: الدستور ليس وحيا منزلا من السماء  ليكون محفوظا من الخطا، بل هو صنع العقل البشري الذي يحتمل الخطأ. وقد أثبتت تجربة السنوات الثلاثين أن بعض الأجزاء من الدستور بحاجة ماسة إلى الإصلاح والتعديل.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: أوصي المسؤولين مشفقا وناصحا، إن كنتم تريدون الحفاظ على الوحدة الوطنية وبقاء النظام فعليكم بإعادة النظر في بعض مواد الدستور، خاصة قانون الانتخابات لابد من إصلاحه وتعديله إلى شكل يزيل قلق الشعب واضطرابهم.
وأضاف فضيلة الشيخ: إن الحوادث التي أعقبتها الانتخابات الأخيرة لقد أثبتت أن القوانين الموجودة ليست كافية ولا مقنعة، ويجب أن تقام الانتخابات بشكل لا نشعر بالخوف من حضور المراقبين الدوليين، ونثبت للعالم أننا نملك انتخابات حرة ونزيهة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات