الشيخ عبدالحميد: الظلم وتضييع الحقوق من أهم عوامل العذاب الإلهي

الشيخ عبدالحميد: الظلم وتضييع الحقوق من أهم عوامل العذاب الإلهي
molana30قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان مشيرا إلى بعض الآراء والتعليقات السطحية من قبل علماء جامعيين وكذلك من جانب بعض الخطباء في بيان أسباب وقوع الزلزلة المحتملة في طهران: لقد طرحت أخيرا قضية احتمال وقوع الزلزلة في العاصمة طهران، ومن الأمور المضحكة في هذه القضية هي التعليقات غير العلمية والفاقدة للمنهجية التي جاء استعراضا لبيان  أسباب وقوع الزلزلة، حيث جعل أحد من الخطباء عدم مراعاة النسوة والفتيات الحجاب السبب لوقوعها، وقال آخر من أساتذة الجامعة أن الزلازل بلايا طبيعية لا صلة لها بالمعاصي والذنوب.

وأَضاف فضيلة الشيخ: هذان الرأيان كلاهما مضحكان، فلا شك أن الدنيا محل الأسباب ولكل حادث سبب وعلة، ولكن هذه الأسباب كلها لها رب، وإن الله تعالى هو المسبب الحقيقي والأصلي لجميع الحوادث والوقائع في العالم، فلا تكون الطبيعة هي السبب الحقيقي لهذه الحوادث والوقائع.
وتابع قائلا: ينبغي لأستاذ جامعي مسلم أن يطالع القرآن والسنة ليعلم جيدا أن هذه الحوادث ليست أمورا طبيعية فحسب، بل جميع الحوادث من السيل والطوفان والزلازل لها صلة عميقة بالمعاصي والفحشاء. وقد صرح القرآن في بيان عاقبة أقوام عذبوا بالسيول والزلازل والعواصف، فقال الله تعالى: “فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.
فليست هذه النظرية نظرية علمية موضوعية. وإذا كانت نظرية علمية ومتخصصة كما يزعم صاحبها فلا تؤيدها تعاليم القرآن والإسلام.
واستطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى رأي أحد خطباء الجمعة الذي جعل سفور النسوة السبب لوقوع الزلزلة والعذاب فقط: لا شك أن السفور وعدم مراعاة الحجاب معصية ولكنها ليست كل المعصية، وهناك معاصي أكبر منها مثل الظلم؛ فالعذاب ينزل في مكان يتأتى فيه الظلم وتضييع حقوق الضعفاء.
لذلك يجب على الخطباء وأساتذة الجامعة أن يراعوا البعد الحقيقي للقضية. وكل إنسان في أي مكانة ومرتبة كانت ينبغي أن يتوب عن المعاصي. فعلى العامة أن ينتهوا عن معاصيهم وكذلك العلماء أيضا لا بد أن يتوبوا. وكذلك مسؤلوا الدولة لابد أن يتوبوا، ويقلعوا عن المعصية والظلم. ومخطيء من يحسب نفسه بريئا مطهرا يزعم أن العذاب الإلهي إنما ينزل بسبب نزول معاصي الغير، ويحسب أن معاصيه الذاتية لا تأثير لها في استنزال عقاب الله وعذابه. لا! بل يجب أن يهتم كل إنسان إلى تصرفاته وأعماله. القاضي الجالس  على كرسي القضاء والمؤظف الذي يرشح لإدارة النظم والنظام في المجتمع والعامة يجب أن ينظروا في أعمالهم ويتوبوا إلى الله عن المعاصي.
وأضا ف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن هذه القضية واضحة تماما بأن الحوادث والبلايا وغيرها من الأحوال تتعلق بأعمالنا وأفعالنا، فتصلح الأحوال بصلاح الأعمال وتفسد إذا فسدت الأعمال، فيجب علينا جميعا التوبة إلى الرب سبحانه وتعالى بإصلاح الأعمال والأفعال.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات