إن كل أمة لا يخلو تاريخها من التطورات والتقلبات، وقد كان نصيب الأمة الإسلامية من هذه التقلبات والتطورات والأوضاع المؤلمة أو المفرحة في تاريخها الطويل منذ بزوغ فجرها في جزيرة العرب أكثر من غيرها. لكنها في العهد الأخير من تاريخها واجهت أزمات وتحديات وفتن لم يسبق لها نظير في الماضي، ولا يرى في الظاهر مخرج عاجل ومطمئن منها. فلو شبهنا العالم الإسلامي بجسد واحد، نرى أن هذا الجسد قد تقطع نتيجة قصور القادة وغفلة الشعوب واغتنام الخونة والعملاء في الداخل ومؤامرات الأعداء في الخارج. ولا زالت بلاد ودول مختلفة من هذ الجسد عرضة للتقطيع والتقسيم.
هذا وإن كثيرا من الشعوب الإسلامية لا تملك استقلالا تاما في تحديد مصيرها.وإن كانت الدول الإسلامية مع زوال سيطرة الاستعماريين تتمتع باستقلال جغرافي ويحتفلون بأيام استقلالها في بلدانهم، لكن معظمها مستعمرة لحد الآن في مجالات الثقافة والسياسة والتربية والتعليم والفكر والاقتصاد لدول أجنبية وهي متعلقة بها بشكل ما.
ولقد سلبت الخطوات المعادية للسلام والمضادة للأمن من قبل أعداء الأمة وعملائهم في الداخل، الأمن والراحة من المدنيين العزل، ولقد كونت كثرة الأحزاب والجماعات وكثرة الاختلافات السياسية والمذهبية، وظهور الفتن الفكرية والثقافية، في الجيل المعاصر نوعا من التردد والشك وزعزعت ثقتهم بالنسبة إلى تعاليم الإسلام وقيمها العالية.
إن الغزو الثقافي الواسع للأعداء من جانب، وضعف أبناء الأمة الإسلامية من ناحية أخرى، لقد جعل القيم الدينية والخلقية عرضة للضياع والتلف، وهي لا زالت تترك الضحايا. كما أن إشاعة المعاصي، والخلاعة والفحشاء وتعاطي الخمور والمخدرات لقد أفقدت الجيل الشاب كيانه وهويته الدينية.
إن ما تجري من الفتن والشرور والأزمات أيا كانت عواملها وأسبابها، لا شك أنها تعتبر فتنة كبيرة وتحديا للأمة الإسلامية، ونستطيع القول بأن الأمة الإسلامية والمسلمين لقد وقعوا في محنة تاريخية كبيرة ومصيرية. وإن كان الكثيرون ممن لا اهتمام لهم بقضايا الأمة لا يدركون حقيقة هذه الأوضاع المتأزمة، لكن الدعاة والمفكرون والمهتمون بأوضاع الأمة لقد أدركوا جيدا أن الأمة الإسلامية لقد وقعت في مستنقعات من المهالك ولا ينبغي التأخرلإنقاذها من هذه المهالك ولا بد من التعجيل إلى طرق جادة وشاملة لإيصال سفينتها إلى بر الأمن والأمان.
إن نبي الرحمة محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم كان خير مرب وطبيب لهذه الأمة. لقد نبه الأمة بمجيء هذه الأيام والفتن قبل أربعة عشر قرنا، وحذرها منها ليكون على حذر منها ويستعد لمواجهتها. فقال صلى الله عليه وسلم: “بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا” (رواه مسلم).
وورد في حديث آخر”يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها”. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: “بل أنتم كثير لكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن”. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: “حب الدنيا وكراهية الموت” (رواه أبوداود).
عن علي رضي الله عنه قال: ألا إنها ستكون فتنة. فقلت ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: “كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم” (رواه الترمذي).
إن رسالة ومسؤولية خواص الأمة ومشفقيها في هذه الظروف الحرجة المتدهورة أن يبادروا إلى إنقاذ الأمة ونجاتها، وأن ينصروا الأمة بالأساليب البناءة والطرق النافعة في ضوء القرآن والسنة وسيرة السلف الصالحين وتجارب من عبروا المشاكل والموانع والجسور في مختلف أدوار تاريخ الأمة الإسلامية.
لا شك أن أي نوع من الغفلة والتقاصر لها نتائجها السلبية ولها خسائرها التي لا يمكن تداركها في المستقبل القريب. لنعلم أن تبعات غفلة الأيام ستبقى لأعوام وسنين. وما وقعنا فيه اليوم من فتن وأزمات، لا شك أنها نتائج وتبعات الغفلات التي صدرت في الماضي .
إن القرآن الكريم يخاطب المسلمين بصراحة كاملة “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”.
فإن أكبر كارثة تواجهها أمة من الأمم أن لا تدرك العوامل الرئيسية لمشاكلها ومصائبها أو لا يهمها فهم قضاياها ومشاكلها. يقول الله تعالى: “ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون”.
ليفكر الخبراء السياسيون ما هي الأخطاء التي صدرت في الماضي عن هذه الأمة والتي تمزقت الأمة الإسلامية بسببها؟
لماذا أصبحنا نشهد المراقص والملاعب السياسية للدول الكبرى وحلفائها في أفغانستان والعراق؟ لماذا أصبحنا في مواجهة حالة من الضعف والخمول الذي عند ما يتعرض عضو من جسد العالم الإسلامي للقمع والعقوبات واحتلال الأعداء، لا تشعر الأعضاء الأخرى بالألم أبدا؟
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: “المسلمون كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو اشتكى له سائر الجسد بالحمى والسهر”.
عندما يتألم عضو يبتلى سائر الأعضاء بالألم والحمى. وإذا كان عضو انفصل من البدن أو تجفف فمن الممكن أن لا يشعر بشيء، ولكن العضو الحي والفعال المتصل كيف لا يشعر بالألم والوجع؟
كيف يستطيع معتد جبار أن يتجرأ في أرض محتل مثل أفغانستان وفلسطين والعراق أن يواصل تعدياته وانتهاكاته في حق الشعب الأبرياء من الشباب والعجائز والأطفال ويستبيح دمائهم. ولا نرى في دول الجيران أي نوع من الردود لجرائمه ذلك. فأين المؤاساة والرحمة الإسلامية؟ وأين الحمية الدينية والإيمانية ؟
ألن نكن نشاهد معاناة الشعب العراقي في التسعينات من العقوبات الإقتصادية وحرمان أطفالها وعجائزها من أبسط الحاجات للعيش؟
كانت الأمة الإسلامية تشاهد هذه الأوضاع السيئة من بعيد، إلى أن استمر هذا الوضع إلى احتلال العراق. وفي مطلع القرن الجديد الميلادي تعرضت أفغانستان الجريحة لهجوم وحشي واسع بحجج واهية وموهومة، وقد مضت سنوات على احتلال هذا التحالف الشيطاني لأفغانستان. واليوم استهدفوا إيران بفرض عقوبات عليها، والأمة لا زالت تواصل تفرجها من بعيد في سكوت عما يجري في العالم، لذلك أحبت الأعداء أن تمزق هذا الجسد كيف شاءت وتلتذ بها.
لنعلم أن الله تعالى لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. مع كل ذلك نحن نعتقد أنه لا شك أن دول الباطل متطورة ماديا وهي مسيطرة على أوضاع العالم، ولكن من ثم أن الله يحمي الحق ويدافع عنه والإسلام دين الفطرة، والأمة الإسلامية هي حاملة لرسالة الأخلاق والعدل والسلم والأمن، فلا نيأس ونجلس واضعا اليدين بعضها فوق بعض.
فيجب على الدعاة إلى الصحوة والوحدة والأخوة الإسلامية أن يقوموا بتوحيد صفوفهم، وينهضوا منسجمين متحدين، ويقدموا برامج ومخططات جديدة لحل مشاكل ومعضلات هذه الأمة وحمايتها من التحديات والفتن.
ونشير هنا إلى مجموعة من النقاط الرئيسية التي تعد كتدابير لحماية الأقطار الإسلامية من التحديات المعاصرة:
1- العودة الصادقة إلى تعاليم الإسلام الحية والعمل على الكتاب والسنة وتطبيق الشريعة الإسلامية. قال الله تعالى: “قل أطيعوا الله والرسول”. وقال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”.
2- التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والمعاصي والزلات الماضية، والتعريف بنقاط الضعف، والسعي لإصلاح عام في مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والأحزاب والجماعات. قال الله تعالى: “يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا”. وقال تعالى: “وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا”.
3- مكافحة اليأس والدعوات السلبية المخالفة للحيوية، وكذلك التجنب من تضييع الأوقات.
قال الله تعالى: “لا تقنطوا من رحمة الله”.
4- الصبر على شهوات النفس والغرائز الجنسية والتزام التقوى في جميع شئون الحياة. قال الله تعالى: “وإن تتقوا وتصبروا لا يضركم كيدهم شيئا”.
5- إقامة حركة إيمانية قوية شاملة في العالم الإسلامي تستهدف تقوية الإيمان بالغيب في قلوب الشعوب المسلمة وإصلاح أعمالهم وإحياء الوعي الإسلامي والفكرة الدينية فيهم.
قال الله تعالى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.
6-الوحدة والانسجام مع الإخلاص والتجنب من الفرقة والهتافات الخاوية والتظاهر. قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
7- التعرف على الطاقات والاستعدادات الموجودة، والتخطيط لتقويتها وترشيدها للوصول إلى القيم الدينية والمادية، والتشجيع على الابتكار وتوليد العلم والفكرمع الرجولة وعلو الهمة.
قال الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل”.
8- تقوية روح التعاون والتضامن، والتجنب من الكبر والعجب والاستبداد بالرأي.
قال الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.
9-الانتفاع من تجارب الآخرين في مجالات التخطيط والتقنية والفنون. “فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها”.
10- الاجتناب من الغلو والاستبداد بالرأي والاستعجال في الحكم على الأفراد والجماعات والمكاتب الفكرية والمذاهب، وعدم الإصرار على الآراء الشاذة غير المنصوصة، وضرورة الانتباه إلى الاحترام المتبادل وآراء الغير وأفكارهم، والاعتقاد إلى التسامح بدل الطرد والنبذ والتعاملات المتطرفة، والتحسين والإصلاح بدل التحقير والتخريب.
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى”.
11-الدعاء والتضرع إلى الله عزوجل مع اليقين وحسن الظن إلى نصر الله تعالى.
“إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين”.
ولقد سلبت الخطوات المعادية للسلام والمضادة للأمن من قبل أعداء الأمة وعملائهم في الداخل، الأمن والراحة من المدنيين العزل، ولقد كونت كثرة الأحزاب والجماعات وكثرة الاختلافات السياسية والمذهبية، وظهور الفتن الفكرية والثقافية، في الجيل المعاصر نوعا من التردد والشك وزعزعت ثقتهم بالنسبة إلى تعاليم الإسلام وقيمها العالية.
إن الغزو الثقافي الواسع للأعداء من جانب، وضعف أبناء الأمة الإسلامية من ناحية أخرى، لقد جعل القيم الدينية والخلقية عرضة للضياع والتلف، وهي لا زالت تترك الضحايا. كما أن إشاعة المعاصي، والخلاعة والفحشاء وتعاطي الخمور والمخدرات لقد أفقدت الجيل الشاب كيانه وهويته الدينية.
إن ما تجري من الفتن والشرور والأزمات أيا كانت عواملها وأسبابها، لا شك أنها تعتبر فتنة كبيرة وتحديا للأمة الإسلامية، ونستطيع القول بأن الأمة الإسلامية والمسلمين لقد وقعوا في محنة تاريخية كبيرة ومصيرية. وإن كان الكثيرون ممن لا اهتمام لهم بقضايا الأمة لا يدركون حقيقة هذه الأوضاع المتأزمة، لكن الدعاة والمفكرون والمهتمون بأوضاع الأمة لقد أدركوا جيدا أن الأمة الإسلامية لقد وقعت في مستنقعات من المهالك ولا ينبغي التأخرلإنقاذها من هذه المهالك ولا بد من التعجيل إلى طرق جادة وشاملة لإيصال سفينتها إلى بر الأمن والأمان.
إن نبي الرحمة محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم كان خير مرب وطبيب لهذه الأمة. لقد نبه الأمة بمجيء هذه الأيام والفتن قبل أربعة عشر قرنا، وحذرها منها ليكون على حذر منها ويستعد لمواجهتها. فقال صلى الله عليه وسلم: “بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا” (رواه مسلم).
وورد في حديث آخر”يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها”. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: “بل أنتم كثير لكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن”. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: “حب الدنيا وكراهية الموت” (رواه أبوداود).
عن علي رضي الله عنه قال: ألا إنها ستكون فتنة. فقلت ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: “كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم” (رواه الترمذي).
إن رسالة ومسؤولية خواص الأمة ومشفقيها في هذه الظروف الحرجة المتدهورة أن يبادروا إلى إنقاذ الأمة ونجاتها، وأن ينصروا الأمة بالأساليب البناءة والطرق النافعة في ضوء القرآن والسنة وسيرة السلف الصالحين وتجارب من عبروا المشاكل والموانع والجسور في مختلف أدوار تاريخ الأمة الإسلامية.
لا شك أن أي نوع من الغفلة والتقاصر لها نتائجها السلبية ولها خسائرها التي لا يمكن تداركها في المستقبل القريب. لنعلم أن تبعات غفلة الأيام ستبقى لأعوام وسنين. وما وقعنا فيه اليوم من فتن وأزمات، لا شك أنها نتائج وتبعات الغفلات التي صدرت في الماضي .
إن القرآن الكريم يخاطب المسلمين بصراحة كاملة “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”.
فإن أكبر كارثة تواجهها أمة من الأمم أن لا تدرك العوامل الرئيسية لمشاكلها ومصائبها أو لا يهمها فهم قضاياها ومشاكلها. يقول الله تعالى: “ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون”.
ليفكر الخبراء السياسيون ما هي الأخطاء التي صدرت في الماضي عن هذه الأمة والتي تمزقت الأمة الإسلامية بسببها؟
لماذا أصبحنا نشهد المراقص والملاعب السياسية للدول الكبرى وحلفائها في أفغانستان والعراق؟ لماذا أصبحنا في مواجهة حالة من الضعف والخمول الذي عند ما يتعرض عضو من جسد العالم الإسلامي للقمع والعقوبات واحتلال الأعداء، لا تشعر الأعضاء الأخرى بالألم أبدا؟
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: “المسلمون كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو اشتكى له سائر الجسد بالحمى والسهر”.
عندما يتألم عضو يبتلى سائر الأعضاء بالألم والحمى. وإذا كان عضو انفصل من البدن أو تجفف فمن الممكن أن لا يشعر بشيء، ولكن العضو الحي والفعال المتصل كيف لا يشعر بالألم والوجع؟
كيف يستطيع معتد جبار أن يتجرأ في أرض محتل مثل أفغانستان وفلسطين والعراق أن يواصل تعدياته وانتهاكاته في حق الشعب الأبرياء من الشباب والعجائز والأطفال ويستبيح دمائهم. ولا نرى في دول الجيران أي نوع من الردود لجرائمه ذلك. فأين المؤاساة والرحمة الإسلامية؟ وأين الحمية الدينية والإيمانية ؟
ألن نكن نشاهد معاناة الشعب العراقي في التسعينات من العقوبات الإقتصادية وحرمان أطفالها وعجائزها من أبسط الحاجات للعيش؟
كانت الأمة الإسلامية تشاهد هذه الأوضاع السيئة من بعيد، إلى أن استمر هذا الوضع إلى احتلال العراق. وفي مطلع القرن الجديد الميلادي تعرضت أفغانستان الجريحة لهجوم وحشي واسع بحجج واهية وموهومة، وقد مضت سنوات على احتلال هذا التحالف الشيطاني لأفغانستان. واليوم استهدفوا إيران بفرض عقوبات عليها، والأمة لا زالت تواصل تفرجها من بعيد في سكوت عما يجري في العالم، لذلك أحبت الأعداء أن تمزق هذا الجسد كيف شاءت وتلتذ بها.
لنعلم أن الله تعالى لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. مع كل ذلك نحن نعتقد أنه لا شك أن دول الباطل متطورة ماديا وهي مسيطرة على أوضاع العالم، ولكن من ثم أن الله يحمي الحق ويدافع عنه والإسلام دين الفطرة، والأمة الإسلامية هي حاملة لرسالة الأخلاق والعدل والسلم والأمن، فلا نيأس ونجلس واضعا اليدين بعضها فوق بعض.
فيجب على الدعاة إلى الصحوة والوحدة والأخوة الإسلامية أن يقوموا بتوحيد صفوفهم، وينهضوا منسجمين متحدين، ويقدموا برامج ومخططات جديدة لحل مشاكل ومعضلات هذه الأمة وحمايتها من التحديات والفتن.
ونشير هنا إلى مجموعة من النقاط الرئيسية التي تعد كتدابير لحماية الأقطار الإسلامية من التحديات المعاصرة:
1- العودة الصادقة إلى تعاليم الإسلام الحية والعمل على الكتاب والسنة وتطبيق الشريعة الإسلامية. قال الله تعالى: “قل أطيعوا الله والرسول”. وقال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”.
2- التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والمعاصي والزلات الماضية، والتعريف بنقاط الضعف، والسعي لإصلاح عام في مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والأحزاب والجماعات. قال الله تعالى: “يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا”. وقال تعالى: “وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا”.
3- مكافحة اليأس والدعوات السلبية المخالفة للحيوية، وكذلك التجنب من تضييع الأوقات.
قال الله تعالى: “لا تقنطوا من رحمة الله”.
4- الصبر على شهوات النفس والغرائز الجنسية والتزام التقوى في جميع شئون الحياة. قال الله تعالى: “وإن تتقوا وتصبروا لا يضركم كيدهم شيئا”.
5- إقامة حركة إيمانية قوية شاملة في العالم الإسلامي تستهدف تقوية الإيمان بالغيب في قلوب الشعوب المسلمة وإصلاح أعمالهم وإحياء الوعي الإسلامي والفكرة الدينية فيهم.
قال الله تعالى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.
6-الوحدة والانسجام مع الإخلاص والتجنب من الفرقة والهتافات الخاوية والتظاهر. قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
7- التعرف على الطاقات والاستعدادات الموجودة، والتخطيط لتقويتها وترشيدها للوصول إلى القيم الدينية والمادية، والتشجيع على الابتكار وتوليد العلم والفكرمع الرجولة وعلو الهمة.
قال الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل”.
8- تقوية روح التعاون والتضامن، والتجنب من الكبر والعجب والاستبداد بالرأي.
قال الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.
9-الانتفاع من تجارب الآخرين في مجالات التخطيط والتقنية والفنون. “فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها”.
10- الاجتناب من الغلو والاستبداد بالرأي والاستعجال في الحكم على الأفراد والجماعات والمكاتب الفكرية والمذاهب، وعدم الإصرار على الآراء الشاذة غير المنصوصة، وضرورة الانتباه إلى الاحترام المتبادل وآراء الغير وأفكارهم، والاعتقاد إلى التسامح بدل الطرد والنبذ والتعاملات المتطرفة، والتحسين والإصلاح بدل التحقير والتخريب.
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى”.
11-الدعاء والتضرع إلى الله عزوجل مع اليقين وحسن الظن إلى نصر الله تعالى.
“إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين”.
الكاتب: فضيلة المفتي محمد قاسم القاسمي
رئيس تحرير مجلة نداء الإسلام ورئيس دار الإفتاء بجامعة دار العلوم زاهدان
تعليقات