فضيلة الشيخ عبد الحميد: ليس من الإنصاف أن نتمتع بالنعم وننسى خالقها

فضيلة الشيخ عبد الحميد: ليس من الإنصاف أن نتمتع بالنعم وننسى خالقها
molana27قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته التي ألقاها في الجامع المكي: إن القرآن الكريم كتاب مليء بالعجائب. والذين لا يؤمنون بهذا الكتاب هم المحرومون الحقيقيون عن هذه النعمة الإلهية، ولكن المؤسف أن الأمة الإسلامية قد ابتعد عن هذ الكتاب القيم الذي هو خير هدي ومشتمل على أفضل التعاليم في المجالات المختلفة لحياة البشر. فهو  رحمة ونور وكتاب حكيم ممتلئ بالحكم، يهدينا إلى الصراط المستقيم؛ وقد تطرق هذا الكتاب العظيم إلى ذكر جميع طرق السعادة والفلاح للإنسان صراحة أو إشارة.

وأضاف قائلا:  فالقرآن الكريم روح البشر وروح العالم، والعالم بغير القرآن لا روح فيه ولا حياة في الحقيقة، وكل حياة تحلت بالقرآن تلألأت في سماء الدنيا، وكل وجود تحلى بهذ الكتاب الإلهي لمع في العالم. وإن كل آية من آيات هذا الكلام الإلهي تحمل معها رسالة لنا.
واستطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى الآيات الأولى من سورة الإنفطار: حدثتنا هذه الآيات عن نهاية الكون والأيام المقبلة التي تنتظرنا كما قال الله تعالى في موضع آخر: “وفتحت السماء فكانت أبوابا” وتنزل الملائكة والله عزوجل أيضا ينزل كما هو يليق بشأنه، ويبدأ بالحساب وتجري حوادث أخرى في تلك الساعات من حياة الكون ما لا يمكن إدراكها بالعقول، فقال الله تعالى: “وإذا الكواكب انتثرت” فتنهدم النجوم وتفقد ضيائها ونورها، وينهدم النظام الشمسي والقمري للعالم، وإلى ذلك أشار قوله تعالى “إذا الشمس كورت”، وينتهي أيضا نظام البحار والجبال والأشجار. فقال الله عزوجل: “وإذا البحار فجرت”، وقال في موضع آخر: “وإذا البحار سجرت”. وتبدل الأرض غير الأرض، والعالم إلى عالم آخر، ويحضر الجميع للحساب والكتاب أمام الله في أرض المحشر.
وتابع قائلا:  إن قول الله تعالى “علمت نفس ما قدمت وأخرت” يشير إلى أن جميع هذه التبدلات والتغييرات في نظام الكون تمهيد للحساب. ومعنى الآية أن الإنسان يعلم ما قدمه من الحسنات، وقد سجل جميع أعماله ويطلع عليها بعد موته، كما أنه يعلم ما فاتته من الأعمال الصالحة. وقد فسر البعض من علماء التفسير قول الله تعالى “وأخرت” بأنه يعلم ما تركها من بعده من الأعمال الصالحة من إحياء السنن والنفقات والصدقات والذرية الصالحين.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: ففي ذلك اليوم نتحسر على فوات الأعمال من الصلاة والزكاة والصوم والحج وعدم الالتفات إلى تربية الأولاد تربية إسلامية صحيحة. فالأولاد هو خير مال للإنسان في حياته إذا أحسن تربيتهم.
وأضاف قائلا: قد خاطب الله الإنسان في آخر السورة بعوامل اغتراره بحياة الدنيا وغفلته عن الآخرة، فقال: “ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم” هل غرك المال؟ أم اغتررت بالمال أو النسب فنسيت الآخرة و نسيت الكتاب والقيامة وأنت لا تشعر بذلك وقد وليت وجهك نحو غير الذي خلقك من العدم. وهو أكبر نعمة ذكرها الله امتننانا على عباده. قال الله تعالى: “خلقك فعدلك”. فالله تعالى هو الخالق الذي خلقنا من العدم. فالإنسان معتدل في خلقه اعتدالا لا يوجد في غيره من المخلوقات. فلا نغتر بحياة الدنيا ولا نغتر بمالها ونعيمها، ونستعد لهذه الساعات القادمة بالإيمان والعمل الصالح.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا:  ليس من الإنصاف أن ننتفع بنعم الله ونتمتع بجمال الطبيعة والجمال الموجود في العالم ونعرف هذا الجمال جيدا وننسى خالق ومصور هذه الجمالات. بل كل هذه النعم الإلهية – ومن أهمها نعمة القرآن الكريم والرسول الذي هو رحمة للناس كافة والدين الذي أنزله على رسوله – لهدايتنا يطلب منا الشكر. فعلينا أن نشكر الله على هذا الدين الذي هو ناسخ لجميع الأديان السماوية، وهو أكبر كرامة للبشر كلهم. قال الله تعالى: “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”. فنكون ثابتين على هذا الدين إلى قيام الساعة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات