يمكن الخروج من الأزمة الحالية في البلاد بالتدبر وسعة الأفق

يمكن الخروج من الأزمة الحالية في البلاد بالتدبر وسعة الأفق

molana3أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان في القسم الأخير في خطبته يوم الجمعة إلى الأزمة والظروف الأخيرة في البلاد قائلا: يعلم الجميع أنها لم تشهد بلادنا منذ بداية  الثورة لحد الآن ظروف وأوضاع مثل هذه في هذ المستوى من الخطورة.

 

من ثم أننا إيرانيون، وإن مصيرنا منوط بإيران التي هي وطننا، كل من العلماء والمثقفين يفكرون في مستقبل البلاد، ونرى أن الأهم في الظروف والأوضاع المتأزمة هي إدارة الأزمة. فإن توفرت في الأوضاع المتأزمة إدارة قوية للأزمة، فمن الممكن إذا الخروج من الأزمة بالسلامة والنجاح.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن من أهم الأعمال التي لابد منها في مثل هذه الظروف هي الإصغاء إلى آراء ووجهات أهل الفكر والخبرة من ذوي الرأي ومن يحمل قلبا شفيقا للمجتمع. ومن لوازم هذه الظروف سعة الأفق والدراية والتدبير والتجنب من المشاعر أيضا، فإن المشاعر والعمل وفقا للأحاسيس تزيد الأوضاع خطورة وتدهورا، وإنها تكثر المشاكل لجانبي النزاع.
إننا ندعو جميع أطراف النزاع والشعب ومن له كلمة مسموعة ونافذة إلى الفكر والتدبر والدراية لحل المشاكل.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة في مدينة زاهدان: إن أهل السنة يشكلون حسب أقل الإحصيات ربع أو خمس سكان البلاد وهم ممن يرون الأخوة الوطنية والمساواة للجميع، ولديهم مشاكلهم الخاصة، ومن أفضل أمانيهم القلبية هي حل المشكلات التي يعانون منها لئلا تتبدل في القادم إلى الأزمة. نرجوا أن تسمع آراء وأقوال  المعارضين، وعلى المعارضة ضبط النفس وعدم السماح لمنتهزي الفرص باختراق صفوفهم.
وقال فضيلة الشيخ: إننا ننصح جميعا ونحن نكمن الشفقة لجميع الإيرانيين والأمة المسلمة ونقول: يجب أن لا يكفر طائفة طائفة أخرى وأن لا تتهم طائفة طائفة أخرى بالارتداد. وبنبذ التهم والفتاوى المكفرة والإساءة إلى المقدسات نبادر إلى حل المشاكل والقضايا بالحوار وسعة الأفق.

تطرق سماحة الشيخ عبد الحميد في بداية خطبته بعد تلاوة آية “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا” إلى بيان وتوضيح أنواع الجهاد في سبيل الله قائلا: إن القرآن الكريم أرشدنا في آيات كثيرة والسنة النبوية في مواضع متعددة إلى المجاهدة والجهاد في سبيل الله، كي نقوم ببذل الجهود والمساعي وإعداد أنفسنا للوصول إلى الله تعالى. فإننا في حياتنا ابتلينا بالنفس الأمارة بالسوء والشيطان المارد من ناحية، ومن ناحية أخرى بزخارف الحياة الدنيا وزينتها ولذاتها من المنصب والرئاسة وغيرها من النزعات والرغبات المادية التي تدعونا إلى الإثم والمعصية، كما أن النفس والشيطان أيضا يدعواننا إلى الذنوب والمعاصي.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى طريق النجاة من هذه البلايا والنجاح في هذا الاختبار العظيم: إننا لو أردنا  الخلاص من مكايد الشيطان ووساوس النفس والمعاصي فذلك لا يتيسر لنا إلا في المجاهدة، والمجاهدة هي الطريق الوحيد للخلاص من كل هذه.
وأشار فضيلة الشيخ إلى نوعي الجهاد قائلا: هناك جهاد يعرفه الجميع وهو القتال مع أعداء الدين والقتال ضد محتل أراضي بلاد المسلمين، ولكن نوع آخر من الجهاد عمل عليه الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم وهو الجهاد مع النفس، فهؤلاء الأكابر كانوا في جهاد دائم مستمر مع النفس.
ورد في حديث وإن كان ضعيفا من حيث السند والرواية ولكن يحمل معنا صحيحا وهو “عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم غزاة فقال قدمتم خير مقدم قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مجاهدة العبد هواه”. فهذا النوع من الجهاد، فالشيطان اللعين يمنعنا من العبادة ويدعونا إلى فعل المعاصي والذنوب. وإن سمى القرآن الكريم كيد الشيطان ضعيفا لكنه مع ذلك خطير جدا، وإن من مكايد الشيطان دائما أنه يقلل في أعيننا العبادات ويسعى أن لا يحصل لنا حضور قلب في الصلاة وفي غيرها من العبادات، وأن لا ننجح في تأدية صلاتنا بشكل صحيح يرضاه الله تعالى.
فالشيطان يحاول دائما أن لا نقوم بأداء الصلاة ولا نجيء إلى المسجد، وإن جئنا إلى المسجد فيحاول أن يفسد علينا تلك العبادة بتذكيرنا أمور الدنيا وأن نرجع بأيدى فارغة و يخطر بين المرء ونفسه يقول “أذكر كذا أذكر كذا”، والشيطان عدو لمنافعنا الدينية كلها. وهكذا بالنسبة إلى المال فكثير من الناس أعطاهم الله أموالا كثيرة ولا يتنفع بأموالهم أحد، وليست لديهم همة في الإنفاق على المساكين والفقراء، ولا همة لديهم أن يطلقوا سراح سجين بمالهم، ولا أن يكونوا  سبب إطلاق الأسارى، وذلك لأن النفس والشيطان عدوان مانعان من الإنفاق في سبيل الخير.
واستطرد فضيلة الشيخ حفظه الله مشيرا إلى معنى الآية المذكورة: إن الله تعالى يهديهم إلى الطرق الموصلة إليه، يهديهم إلى أنواع من الأعمال والعبادات وهي كلها طرق تهدي إلى الله تعالى. فالسبيل الوحيد للوصول إلى الله تعالى هي الجهاد. قال الله تعالى: “وجاهدوا في الله حق جهاده”. وقال تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”. إن الله تعالى أنزل الدين سهلا ويسرا. وقال النبي عليه الصلاة والسلام: “بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ”.
لا يوجد في الإسلام الإفراط والتفريط، ولا توجد فيه الخرافات والبدع، وعلينا أن نعمل بجمبع ما فرض الله علينا، ويكون فيها الخلوص لله عزوجل، ونعمل عل جميع شعب الدين ونعبد الله كأننا نراه كما ورد في الحديث، ونجاهد مع النفس الأمارة ونسعى لنحصل على رضى الله تعالى وعفوه، فقد كان الهدف السامي لجميع الأنبياء هو الحصول على رضى الله عزوجل، ونجتهد أن نتجنب المعاصى والذنوب وأن تكون خاتمتنا بالخير.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات