خطبة الجمعة 21 ربيع الأول

خطبة الجمعة 21 ربيع الأول

Image 
غاب فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله عن خطبة الجمعة في مدينة زاهدان، وذالك لرحتله إلی الهند للمشاركة في مؤتمر «متطلبات العصر الراهن في مجال الدعوة والفكر، في ضوء أفكار الإمام أبي الحسن الندوي رحمه الله».

كان خطيب الجمعة في الجامع المكي سماحة الشيخ محمد قاسم القاسمي حفظه الله (أستاذ الحديث ورئيس قسم الإفتاء بجامعة دارالعلوم) حيث تطرق في خطبته إلی موضوع سيرة الرسول صلی الله عليه وسلم،…
 وتابع قائلاً: إن ولادة النبي عليه الصلاة والسلام وبعثته ليس موضوعاً يختص بزمن دون زمن أو هدية إلهية إلی شعب دون شعب، بل إنما هي رحمة من رب العالمين إلی البشرية جمعاء، بل إلی جميع الكائنات.
وأضاف: لونظرنا إلی عصر النبوة وقبله لعلمنا كيف أزال الله الضلال بالبعثة.
استشهد سماحة الشيخ القاسمي حفظه الله في ذلك بقول السيد الندوي رحمه الله وقال: يقول السيد ابوالحسن الندوي رحمه الله تعالی: إن ثمار جهود الأنبياء عليهم الصلوة والسلام وما أهدوه إلی البشرية من الهداية والإيمان كان علی شرف الضياع، ولم يبق من الموحدين إلا فئة قليلة من العرب.
بين هذه الظلمات أشرقت نور النبوة بولادة سيدنا محمد المصطفی صلی الله عليه وسلم، وهذه الولادة لم تكن ولادة طفل كسائر الأطفال بل هي ولادة السعادة والرحمة، حيث يقول الله عزوجل: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم».
وأشار سماحة الشيخ ألی إساءة بعض الصحف الأروبية للنبي عليه الصلاة والسلام، قائلاً: كيف يجتزء هؤلاء علی فعلتهم القبيحة؟
ألا يعرفون أنهم يعيشون تحت رحمة الله عزوجل التي تجلت في رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث يقول الله عزوجل: «وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين».
واستطرد قائلاً: لو أراد الإنسانية أن تعيش سعيداً وتحظی وتتمتع بحياتها، لا سبيل لها إلا اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال الله عزوجل: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة»، و«قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
أشار سماحة الشيخ إلی بعض نماذج من هدي رسول الله صلی الله عليه وسلم، وقال: جدير بنا أن نذكر هنا بعض خصال الرسول صلی الله عليه وسلم:

صلته بالله عزوجل:
إنه صلی الله عليه وسلم كان دائم الصلة مع ربه عزوجل مع كثرة اختلاطه بالناس لإصلاحهم وتزكيتهم.
 كان دائم الإتجاء إلی ربه عزوجل يطلب رحمته وفضله للأمة، حيث قال: «إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفرلهم فإنك أنت العزيز الحكيم».
وكان يقوم اليالي حتی تورمت قدماه، ولما قيل له لفمَ تتعب نفسك، فإنه قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، كان يقول صلی الله عليه وسلم: «أفلا أكون عبداً شكوراً».

صلته بأهله:
كان صلی الله عليه وسلم يقول: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يزور المرضی في أقصی المدينة.
وفي الأخير أذكر لكم كلمة الشيخ السيد سليمان الندوي رحمه الله تعالی في الاتباع من هدي النبي صلی الله عليه وسلم لكل فرد من المؤمنين، حيث يقول رحمه الله تعالی: لقد مثلت حياة النبي صلی الله عليه وسلم أعمالاً كثيرة متنوعة بحيث تكون فيها الأسوة الصالحة والمنهج الأعلی للحياة الإنسانية في جميع أطوارها، لأنها جمعت بين الأخلاق العالية والعادات الحسنة.
إذا كنت غنياً ثرياً فاقتد بالرسول صلی الله عليه وسلم عند ما كان تاجراً يسير بسلعة بين الحجاز والشام وحين ملك خزائن البحرين.
وإن كنت فقيراً معدماً فلتكن لك أسوة به وهو محصور في شعب أبي طالب وحين قدم إلی المدينة وهاجر إليها من وطنه وهو لايحمل من حطام الدنيا شيئاً.
 وإن كنت ملكاً فاقتد بسننه وأعماله حين ملك أمر العرب.
وإن كنت من الرعية ضعيفاً فلك في رسول الله صلی الله عليه وسلم أسوة حسنة أياماً كان محكوماً بمكة في نظام المشركين.
وإن كنت فاتحاً غالباً، فلك في حياته نصيب أيام ظفره بعدوه في بدر وحنين ومكة.
وإن كنت منهزماً – لاقدر الله ذلك – فاعتبر به في يوم أحد وهو بين أصحابه القتلی ورفقائه المثخنين بالجراح.
وإن كنت معلماً، فانظر إليه وهو يعلم أصحابه في صحن المسجد.
وإن كنت تلميذاً متعلماً فتصور مقعده بين يدي الروح الأمين جاثياً مسترشداً وغير ذالك.
وأياً من كنت، وأي شأن كان شأنك، فإنك مهما أصبحت أو أمسيت وعلی أي حال بت أو أضحيت، فلك في حياة سيدنا محمد صلی الله عليه وسلم أسوة حسنة وقدوة صالحة تضيء لك بنورها دياجير الحياة وينجلي لك بضوئها ظلام العيش، فتصلح ما اضطرب من أمورك وتثقف بهديه أودك، وتقوم بسننه عوجك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات