اليوم :26 April 2024

خطبة الجمعة 13 ذوالقعدة

خطبة الجمعة 13 ذوالقعدة

قال فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة بعد تلاوة آية الوسيلة من سورة المائدة: إذنتصفح سياق هذه الآية وسباقها نجد أن الله تعالی ذكر المعاصي والآثام والذنوب التي يقترفها العباد من القتل والسرقة وسائر الذنوب الإعتقادية والعملية والأخلاقية، ثم جاء بين ذكر الأمور المذكورة بهذه الآية الشريفة….

يقول تعالی: « ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله »، أي لاتسلكوا طريق الإثم والمعصية واجتنبوا كافة المعاصي حتی تكونوا في مأمن من عذابي.

واستطرد قائلاً: نجد في كثير من الآيات أن الله يحرضنا علی ترك المعاصي ويحثنا علی المعروفات والحسنات وعدم مخالفة أمره تعالی.

وأردف بالقول: المعصية تجذبنا وتدعونا إليها دائماً وكذلك النفس الأمارة والشيطان، ومن جهة أخری لابد أن نتذكر هذه الآية حيث إنها تنهانا عن اقتراف المعاصي.

القرآن يدعونا ويقول: عليكم بمراعات حقوق الناس، وخاصة علی الأزواج أن يراعوا حقوق الزوجات. « وعاشروهن بالمعروف ».

 من حقوق الزوجة علی الزوج النفقة والسكنی والمعاشرة بالمعروف.

وتابع قائلاً: المرأة خفلقت ضعيفة من حيث العقل والتدبير فيجب علی الزوج أن يتحمّل الزوجة ولايظلمها ولايأكل حقها وميراثها ومهرها.

وكذلك علی الزوجات أن يحترمن أزواجهن ويراعين حقوقهم لأن الزوج سيد البيت.

وأما بالنسبة للآباء فيقول الإسلام: يجب علی الآباء أن يعينوا أبنائهم في طريق طلب العلم والدين، وكذلك علی الآباء أن يحسنوا إلی أبنائهم ويظهروا المحبة لهم وأن يودّبوهم ويربّوهم تربية إسلامية.

وأضاف سماحة الشيخ عبدالحميد بالقول: الولد ثروة عظيمة لكم وقرة أعينكم، ومن حق الأبناء علی الآباء أن يحسنوا تسميتهم وأن يعاملوهم معاملة حسنة مع الرحمة والشفقة وأن لايتركوهم علی حالهم.

وتابع قائلاً : قبّلوا أولادكم ولاتنسوهم من الشفقة والرحمة.

أنا أقول لأبنائي هل تحبون أولادكم وإنهم يجيبون بنعم، فأقول لهم فكذلك كنا نحبكم حينما كنتم صغاراً.

وأضاف قائلاً: اغتنموا خدمة الوالدين واخفضوا لهما جناح الذل من الرحمة، ولما انتقلوا إلی رحمة الله لاتقطعوا من كان يصلهم، و لاتنسوهم من صالح دعواتكم.

واستطرد قائلاً: ولوكنتم رؤساء في الدوائر الحكومية فعليكم أن تخافوا الله في التمييز بين الناس واجتنبوا مفن أخذ الرشوة. ولوكنتم تديرون مسجداً فاتقوا الله في أثاث المسجد.

وتابع قائلاً: إن الله لايغفر الشرك فاجتنبوه، وكذلك إياكم والرياء لأن الله تعالی إنما يقبل العبادة التي لايشوبه شيء من الرياء.

لاتأكلوا أموال الناس بغير حق واحفظوا أعراضهم ودمائهم ولاتضيّعوا حقوقهم لأن الله يراكم دائماً، « يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معكم أينما كنتم ».

وأردف: لانستطيع أن نختفي من الله، فاتقوا الله في السر والعلن لأنه يرانا في كافة الأحوال.

« فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ».

 من يضيّع حقوق الله وحقوق العباد فإنه يظلم علی نفسه ويفلقي بيديه إلی التهلكة.

يقول تعالی: « اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة »، الوسيلة والوصيلة معناهما واحد وهو الصلة ومايوصل إلی شيء، ولكن هناك فرق بسيط بينهما وهو أن الوصيلة معناه مطلق الصلة ومعنی الوسيلة هي الصلة مع الرغبة ؛ أی اطلبوا ما يربطكم بالله ويوصلكم إلی مرضاته.

واستطرد بالقول: الصلاة هي  توصل المرء إلی الله وكذلك التلاوة والزكاة والحج والصوم ومساعدة الفقراء والمساكين والاستغفار وذكر الله تعالی، والوسيلة هي الإيمان والعمل الصالح.

هذه الكلمة من الكلمات الجامعة التي تشمل كثيراً من الأمور.

 حب الأنبياء والأولياء أيضاً يدخل ضمن الوسيلة، حيث جاء في الحديث الشريف: « اللهم إني اسئل حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلی حبك »، فإن حب الله الوسيلة للوصول إلی الله، فعليكم أن تبادروا إلی الأعمال التي تعينكم في مجال الوصول إليه سبحانه وتعالی.

وأضاف فضيلته قائلاً: الرحمة والشفقة من الأعمال التي توصل العبد إلی الله.

« ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء »، « من لايَرحم لايفرحَم » .

اسعوا إلی السماجد وأدوا صلواتكم بالجماعة واجلسوا هناك واذكروا الله تعالی.

وأردف: عليكم أن تعبدوا الله في جوف الليالي وسارعوا إلی مساعدة الفقراء والمساكين والمساجد وطلبة العلم الذين ليست لهم فرصة للمشاغل الدنيوية ويتعلمون العلم الشرعي، لأن هذا العمل يوصلكم إلی مرضاته تعالی.

« وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون » أي عليكم بالمجاهدة والسعي إلی الله، وهذا الجهاد يشمل القتال ضد الكفار وكذلك المجاهدة مع النفس والشيطان والمجاهدة مع المكاره والمصاعب والمشاكل، وكذلك تحمّل الصعوبات والمكاره في سبيل العمل بالشريعة الإسلامية، وعليكم أن تقوموا أمام الكفار والمحتلين حتی يجعل الله كيدهم في نحرهم.

واستطرد قائلاً: قد ذكر الله تعالی في آخر هذه الآية « لعلكم تفلحون »، “لعل” وعد من الله. والفلاح أن يحصل المرء علی جميع مراده ومقاصده ولم يواجه أية مشاكل، وهذا الأمر إنما يتحقق في الآخرة.

نسأل الله تعالی أن يوفقنا للعمل الصالح.

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات