أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة الجمعة (15 شعبان 1446) التي ألقاها في جامع مدينة تشابهار، جنوبي محافظة سيستان وبلوشستان، إلى مشكلات المواطنين في المناطق الساحلية، وطلب من محافظ سيستان وبلوشستان والمدير التنفيذي لمنطقة تشابهار الحرة، بصفتهما مديرين محليين للمحافظة، حل مشكلات مواطني هذه المناطق، وإعطاء المواطنين الأولوية في الاستفادة من منافع المشاريع الضخمة.
لم يتم حتى الآن إصدار وثائق الملكية للعديد من العقارات المملوكة لسكان تشابهار
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: للأسف هناك العديد من المشكلات في “تشابهار”، و”تيس”، و”كنارك”، وغيرها من المناطق الساحلية، وخلال هذه الفترة لم تتم معالجة مشكلات أهالي تشابهار والمناطق الأخرى كما ينبغي.
وتابع قائلا: سمعنا أنّ الوثائق لم تصدر حتى الآن للكثير من ممتلكات وأراضي المواطنين في تشابهار؛ هناك الكثير من المواطنين يمتلكون الأراضي ولكن لم يتم منحهم وثائق الملكية، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل هذه الأراضي يتمّ تداولها بين أيادي متعددة.
واستطرد فضيلته قائلا: إحدى المشكلات الخطيرة التي ظهرت في البلاد مؤخرًا، هي تعدد الوثائق لعقار واحد وإصدار وثائق مزورة، مما يعكس حجم الفساد الذي طال العديد من الدوائر المعنية.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: إنّ الشركات الكبرى التي جاءت لاستغلال الأراضي في هذه المنطقة، تستولي عليها وتسجلها بأسمائها، وتجني أرباحاً هائلة من المشاريع التي تنفذ في هذه المناطق، لكن أهالي هذه المناطق يعانون من مشكلات الفقر والجوع والبطالة.
على الشركات المحلية والأجنبية المستثمرة في المحافظة مراعاة مصالح الشعب
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: في الماضي، كان سكان المناطق الساحلية أقل عرضة لمشكلة البطالة مقارنة بالمناطق الأخرى. ولكن الآن، مع ازدياد عدد الشركاء في استغلال الموارد البحرية وإبرام العديد من العقود من قبل بعض الدول والشركات الكبرى على أمل هذه الفوائد، قلت فرص العمل لسكانها، ومع ذلك، إذا ظل سكان هذه المناطق يعانون من الفقر والجوع، فإن ذلك مما لا يرضاه الله ولا يقبله الناس.
وأضاف: يجب إلزام الشركات المحلية والدولية التي تسعى لاستغلال موارد هذه المناطق، بأن تضع في الاعتبار مصالح السكان المحليين ومعيشتهم وفرص عملهم.
يجب أن يكون حل مشكلة المياه في المناطق الساحلية على الأولوية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضًا إلى مشكلة مياه الشرب التي يواجهها أهالي تشابهار قائلا: من يستطيع أن يجيب الله بأنّ المواطنين الذين يعيشون على البحر يواجهون مشكلات في مياه الشرب؟!
وأضاف: إذا تمت تنقية مياه البحر وتوفيرها للناس، فمن الممكن حل مشكلة المياه التي يعاني منها سكان المنطقة، وعندما تتمّ تنقية هذه المياه ونقلها إلى المحافظات الأخرى، فإن حل مشكلة مياه الشرب لسكان المناطق الساحلية ينبغي أن يكون من الأولويات.
مع وجود إدارة محلية للمحافظة ومنطقة تشابهار الحرة لم يعد هناك أي عذر لعدم معالجة مشكلات الشعب
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: الآن وبعد أن أصبح محافظ سيستان وبلوشستان والمدير التنفيذي لمنطقة تشابهار الحرة من السكان المحليين، لم يعد هناك أي عذر لعدم معالجة مشكلات أهالي هذه المنطقة.
واستطرد فضيلته قائلا: نصيحتنا للمسؤولين في المحافظة أن يركزوا كل جهودهم على حل مشكلات أبناء المحافظة، ونحن بالطبع نتوقّع المزيد من التعاون مع المسؤولين المحليين حتى يتمكنوا من النجاح في حل مشكلات الشعب.
لا بد من اعتبار أهالي المحافظة في المشاريع الكبرى
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن توقعاتنا من الحكومة والرئيس شخصيا هو أن يولي اهتماما خاصا لمحافظة سيستان وبلوشستان، وخاصة أهالي المناطق الساحلية، ولا بد من إعطاء الأولوية في الاستفادة بالمزايا لسكان المناطق الساحلية الذين عانوا من صعوبات في هذه المناطق.
وأضاف قائلا: خلال زيارة الرئيس لزاهدان أبلغته أن أهالي سيستان وبلوشستان تحملوا الكثير من الحرمان، في حين تتمتع هذه المحافظة بالعديد من المزايا، مثل المناجم الكبيرة والفريدة من نوعها، والأراضي الخصبة للغاية، والشواطئ التي تعتبر ثروات وطنية كبرى وهي فوق نطاق استثمار الشركات الصغيرة، ولا بد من أن يتم النظر إلى مصالح سكان المحافظة في هذه المشاريع الكبرى، ويجب أن يتم إنشاء البنى التحتية في المحافظة بما يعود بالنفع على المحافظة والبلاد، وينبغي أن تأخذ إدارة المحافظة والبلاد مصالح هؤلاء السكان بعين الاعتبار.
على المسؤولين أن ينظروا إلى مشكلات الشعب ويفكروا في حل عاجل
كما أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المشكلات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها عامة الشعب في البلاد، وقال: اليوم يمر كافة الشعب الإيراني بأيام صعبة للغاية من الناحية الاقتصادية، وانخفضت قيمة عملة البلاد، مما أضر بالشركات وتسبب في ارتفاع الأسعار والتضخم.
وأضاف: عندما لا يكون لدى ربّ الأسرة عمل أو دخل فإن العديد من المشكلات سيعاني منها المجتمع، وفي كثير من الحالات تتفكك الأسر، وترتفع معدلات الطلاق في البلاد. لقد تزايدت السرقة والسطو والقتل والعديد من أشكال الفساد الأخرى في المجتمع، وبعضها نتيجة للفقر، والفقر هو أحد أسوأ الآفات والمصائب في العالم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: إن المشكلات الاقتصادية تتطلب حلاً فورياً، وينبغي على المسؤولين أن ينظروا إلى مشكلات الشعب ويفكروا في الحلول، وإذا كان الناس جائعين يجب أن يتحمل العلماء والمسؤولون أيضا الجوع.
غياب الأمن أحد أسوأ الظواهر
في الجزء الأخير من كلمته، أكد خطيب أهل السنة على الحفاظ على الأمن، وقال: نحن نؤكد على الحفاظ على الأمن، ويجب على الناس والعلماء والمسؤولين أن يعملوا على حفظ الأمن.
وصرح فضيلته قائلا: إن غياب الأمن من أسوأ الظواهر التي تشوه سمعة المنطقة بشدة، والتي تلحق أكبر ضرر بمصالح الشعوب.
تعليقات