اليوم :24 March 2025

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

انضمّ الشعب الإيراني إلى الثورة على أمل العدالة والحرية والتنمية والازدهار

انضمّ الشعب الإيراني إلى الثورة على أمل العدالة والحرية والتنمية والازدهار

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة الجمعة (٨ شعبان ١٤٤٦) إلى الذكرى الـ 46 لانتصار الثورة في إيران، وتابع قائلا: إن “العدالة” و”الحرية” و”إنفاق الثروات داخل البلاد”، هي أهم أهداف الشعب من انضمامه إلى هذه الثورة، مؤكدا على أنه على الرغم من مرور 46 عاما على انتصار الثورة، فإن الشعب الإيراني يشكو من المشكلات.

الحكومة السابقة في إيران لم تكن تستمع إلى الشعب
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: فرح الشعب الإيراني كثيراً بعد انتصار الثورة؛ لأنهم شعروا أن الحكومة السابقة كانت استبدادية والحاكم لم يكن يستمع إلى كلام الشعب، ومن كانوا حول الحاكم لم يسمحوا لكلام الشعب بالوصول إلى الحاكم. على مر التاريخ كان من أكبر الموانع أمام الحكام هو عدم قيام الناس من حول الحكام بنقل كلام الشعب إلهم.
وأضاف فضيلته: قبل الثورة في إيران كان هناك تنظيم مخيف اسمه “سافاك”، كان يتنصت وينشط في جمع المعلومات والتعامل العنيف مع الشعب والتعذيب، في ذلك الوقت مارس الجيش أيضًا ضغوطًا على المناضلين من أجل الحرية.

انتفض الشعب الإيراني تحت شعار “العدالة” و”الحرية”
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: نظراً لعدم وجود عدالة ومساواة في ذلك الوقت، نهض الشعب الإيراني تحت شعار “العدالة” و”الحرية”، وكان الشعب متعطشا للعدالة والحرية ولاقتصاد قوي، وحينها قال قادة الثورة: إن قوى كثيرة في العالم تستولي على نفط وثروات الوطن والشعب، والذين كانوا حول الحكومة فاسدون ويتدخلون في بيت المال. لقد طالب الشعب بحكومة قادرة على تطبيق العدالة بين الشعب الإيراني بأكملها، بما في ذلك الرجال والنساء ومختلف الطبقات والأطياف.
وأضاف قائلا: في الصف الأول لثورة الشعب الإيراني كان رجال الدين والعلماء، وكان قائد الثورة الإسلامية الراحل هو المسؤول عن قيادة هذه الثورة. لذلك انضم جميع أبناء الشعب الإيراني إلى هذه الثورة على أمل الحرية وتطبيق العدالة وعلى أمل أن يتم إنفاق جميع ثروات إيران التي وهبها الله من أجل الشعب نفسها، وتحقق البلاد التنمية والازدهار، وانتصرت الثورة.

لو تم إنفاق الثروات في الداخل، لكانت إيران اليوم أحد الأقطاب الاقتصادية في العالم
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: لقد مرت ستة وأربعون عامًا على الثورة في إيران، والشعب الإيراني يشكو اليوم. لا يوجد يوم إلا وفيه تحتج إحدى النقابات في إحدى مدن ومحافظات البلاد على الوضع الاقتصادي الحالي.
وأضاف قائلا: إن احتجاج الشعب الإيراني هو أنه لو تم استثمار هذه الثروات داخل البلاد، لكانت إيران اليوم تعتبر أحد الأقطاب الاقتصادية في العالم وسيرضى الشعب ويستفيد آخرون من إيران.

لماذا صارت العملة الإيرانية من أكثر العملات عديمة القيمة في العالم؟!
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: قبل الثورة رغم شح المال في إيران، إلا أن عملة البلاد كانت ذات قيمة. في ذلك الوقت كان يمكن للشخص أن يفعل الكثير من الأعمال بالقليل من المال، أما اليوم إذا كان لديه كيس مليء بالأموال وأراد عرضها في السوق فلا قيمة لها.
وأضاف: معظم المواطنين في إيران ليس لديهم دخل، ومن لديهم دخل يواجهون مشكلات؛ لأن المال ليس له قيمة. لماذا تعتبر العملة الإيرانية من أكثر العملات عديمة القيمة في العالم؟!

هناك العديد من مراكز صنع القرار في البلاد
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أن إحدى مشكلات البلاد أنه لا يوجد مركز واحد لصنع القرار في البلاد، ولا يوجد تركيز للسلطة، بل هناك تعدد للسلطات في البلاد، وهناك العديد من مراكز صنع القرار، والعديد من هذه المراكز ليست مسؤولة أمام البرلمان أو أي جهة. إن الحكومة التي ينتخبها الشعب لها صلاحيات محدودة للغاية.
وتابع: المشكلات في البلاد هي نتيجة هذا التعدد في السلطات. وأي دولة لديها مثل هذه الظروف تواجه مشكلات.

موانع التوظيف من المشكلات المهمة في البلاد
وأشار خطيب أهل السنة إلى مشكلة أخرى وهي موانع الانتخاب في البلاد وقال: هناك مشكلة أخرى مهمة في البلاد وهي الموانع الموجودة في طريقة تأهيل المواطنين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أو التوظيف في الدوائر. ترفض هذه الموانع الأشخاص القادرين والمستحقين، ولا تتم الموافقة إلا على طيف معين؛ وهذه الطريقة نادرة في العالم كله.
وأضاف: عندما يتم استبعاد الأشخاص الأقوياء، يدخل المسؤولون والمديرون الضعفاء ميدان العمل، ونتيجة لذلك تنشأ مشكلات واستياء واسع النطاق.

الشعب أهمّ من النظام/ النظام للشعب وليس الشعب للنظام
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: أنا لا أرى شيئًا أهم مثل الشعب. في رأيي الشعب أهم من النظام، ونحن نقول: لا ينبغي للشعب أن تتحمل المشقة والجوع، ورضا الشعب مهم للغاية.
وتابع فضيلته قائلا: النظام للشعب، وليس الشعب للنظام. إن واجب كل نظام في العالم أن يوفر الراحة للشعب ويوفر المجال لمرضاته.

لو كان الشعب راضيا اليوم لكانت البلاد قوية جدا
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: الأسلحة والمعدات العسكرية جيدة للدفاع ولا نرفضها، لكن لا شيء يساوي رضا الشعب. إن انتصار العدالة لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام أعظم من قوة كل الأسلحة الحديثة والمتطورة، والحفاظ على الشعب مهم جدا، فلو تم العدل بين الرجال والنساء والطوائف والأديان، لرضي الشعب اليوم.
واستطرد فضيلته: لو كان الشعب اليوم راضيا ولم تكن لديه مشكلات ومتاعب، لكانت البلاد قوية جدا. رضا الله في الحصول على رضا الناس، لذلك المطلوب أن يتم تحديد المشكلات بشكل صحيح من قبل العلماء والنخب في الوطن والمجتمع، وأن يفكر المسؤولون في حلول لحل مشكلات الشعب.

ليس الحل في فرض العقوبات، بل في التفاوض والحوار
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى فرض دونالد ترامب عقوبات جديدة على إيران، وتابع قائلا: العقوبات خاطئة وتزيد من مشكلات الشعب؛ لقد فرضت العقوبات السابقة أكبر قدر من الضغط على الشعب، والعقوبات الجديدة هي ضغوط جديدة على الشعب الإيراني.
وأضاف: لماذا لا يفكر من ينفذ هذه العقوبات بالشعب الإيراني؟! هؤلاء الشعب لا يقدرون تحمل المزيد من العقوبات الجديدة. ليس الحل في العقوبات، بل حل المشكلات هو التفاوض والحوار.

خطة ترامب الجديدة لغزة قسوة صريحة / لقد دمرت إسرائيل غزة منذ البداية بهدف تنفيذ هذه الخطة
ووصف خطيب أهل السنة في زاهدان، في جزء آخر من كلمته خلال خطبة الجمعة، قرار ترامب الجديد بشأن قطاع غزة بأنه “خطير للغاية”، وقال: القرار الخطير جداً الذي اتخذه ترامب هو أنه طالب بطرد أهل غزة من أرضهم، وقال إنه يريد تحويل غزة إلى منطقة ترفيهية.
وأشار: إن الخطة التي اقترحها ترامب لغزة قد تمت دراستها من قبل المتطرفين الإسرائيليين منذ البداية. منذ البداية دمرت إسرائيل غزة بهدف جعل هذه المدينة غير صالحة للسكن حتى تتمكن من تنفيذ خطتها.

يجب إعادة بناء غزة من أجل سكان غزة، وليس من أجل المستوطنات اليهودية
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إنه لظلم كبير أنهم في البداية قتلوا قرابة 50 ألف إنسان في غزة بحجة وجود مسلحي حماس، وألقوا عشرات الآلاف من القنابل المتطورة على غزة، ودمروا جميع المباني والبنى التحتية لهذه المدينة، والآن يطالبون سكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص بمغادرة منازلهم وأراضيهم. أين يذهب هؤلاء الناس؟!
وقال: جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية ألقت باللوم على خطة ترامب هذه. أحد بنود وقف إطلاق النار في غزة هو أنه يجب إعادة إعمار غزة لسكان غزة، وليس للمستوطنات اليهودية.

على نتنياهو وترامب أن يخافا من العقاب الإلهي/ إن قوة الله تعالى أعظم من قوة العالم أجمع
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: هل يمكن تهجير شعب من بيوتهم المهدمة؟! ما أعظم هذا الظلم! لماذا لا يخاف الإسرائيليون والأميركيون من الله ومن العقاب الإلهي؟! نأمل ومتأكدون أن الله تعالى سوف يعاقبهم. على نتنياهو وترامب أن يعلما أن هذا الظلم السافر والكبير لن يغفره الله تعالى، وسيعاقبهم الله تعالى ويأخذهم إن شاء الله تعالى. فإن كانا أكثر قوة، فإن قوة الله أعظم من قوتهما ومن العالم أجمع.

إن أمن الشرق الأوسط ممكن من خلال تطبيق العدالة والسلام العادل
وقال خطيب أهل السنة مخاطبا المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين: إذا كنتم تبحثون عن السلام والأمن في المنطقة والشرق الأوسط، وإذا كنتم تريدون إنهاء الإرهاب وانعدام الأمن، فعليكم تطبيق العدالة وتثبيت السلام العادل بين إسرائيل والفلسطينيين، وإعادة الأراضي الفلسطينية إليهم، وترك مصير الفلسطينيين بأيديهم.
وأكد قائلا: لا يمكن إحلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم بالغطرسة والقسوة؛ لذلك لا بد من إعادة النظر في القرارات والتفكير في الإنصاف والعدالة والسلام والمودة.

ليس من الصواب هدم بيوت المواطنين / الأراضي الوطنية ملك للشعب، ولا بد من إعطاء هذه الأراضي للشعب
وفي جزء آخر من كلمته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تدمير منازل المواطنين حول مدينتي تشابهار وزاهدان وقال: يجب أن يعلم المسؤولون في البلاد والمحافظة أن الحياة أصبحت صعبة للغاية على الشعب الإيراني. الآن يتوجه أهالي المناطق الساكنة في شمال طهران إلى مناطق جنوبها بسبب عدم قدرتهم على دفع إيجار المنازل، ويذهب سكان الجنوب إلى أطراف المدينة أو القرى. عندما يواجه سكان طهران طريقا مسدودا، يصبح وضع الشعب في المدن الأخرى من البلاد واضحا، وأهالي زاهدان ومدن المحافظة الأخرى غير قادرين على دفع الإيجارات الباهظة.
وأضاف قائلا : الأراضي الوطنية تعني الأراضي التابعة للشعب، ولا بد من إعطاء هذه الأراضي للشعب لبناء منازل لأنفسهم. لقد أعطيتم بعض هذه الأراضي لبعض الدوائر والجهات، فعليكم أن تسلموا بعضها بأسعار رخيصة للمواطنين الذين يعيشون مستأجرين.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: أعطوا الأراضي للمؤسسات والإدارات بقدر حاجتها، لكن تسليم هذه الأراضي للمؤسسات والإدارات لتتاجر بهذه العقارات أو لتسيطر على العقارات الفارغة والزائدة – بينما المواطنين ليست لديهم أرض- هذا ظلم بحق الشعب. تتمتع محافظة سيستان-بلوشستان، التي تبلغ مساحتها مساحة دولة، بمساحات شاسعة، لا يمكن زراعة الكثير منها، فلا بد من جعل هذه الأراضي في متناول الشعب.
وتابع فضيلته قائلا: هدم بيوت المواطنين ليس معقولا ويؤدي إلى دعاية سيئة. نأمل أن تظهر السلطات التعاطف مع المواطنين وألا تسمح لبعض الناس بملاحقة المشاعر وتوفير الأرضية للدعاية السيئة. نعلم جميعا أن الوضع الحالي ليس جيدا وينبغي تجنّب أي عمل استفزازي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات