اليوم :20 January 2025

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

لم تتخذ السلطات أيّ إجراءات لحل المشكلات الاقتصادية

لم تتخذ السلطات أيّ إجراءات لحل المشكلات الاقتصادية

أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (18 جمادى الثانية 1446) عن أسفه لتزايد الفقر والمشكلات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب في البلاد، وشدد على ضرورة التشاور مع مختلف الجهات المعنية في هذا الصدد، داعيا إلى “تغيير السياسات”.
وأضاف قائلا: للأسف، الآن فقر وجوع ومشكلات اقتصادية كثيرة في إيران، والدولار الواحد اليوم اقترب من ثمانين ألف تومان، بينما كنا نتوقع أن يتراجع الدولار إلى عشرة آلاف تومان أو عشرين ألف تومان.
وأضاف: لقد أصبح اقتصاد البلاد مهجورا والمشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب تتزايد، ولكن للأسف لم تتخذ السلطات أي إجراءات لمنع تفاقم هذه المشكلات واستعادة قيمة عملة البلاد.

لو كنت مسؤولا لاطلقت سراح جميع السجناء السياسيين
وأكّد خطيب أهل السنة قائلا: من واجب المسؤولين ألا يجلسوا مكتوفي الأيدي، بل يجب أن يفكّروا في حلّ المشكلات، ويتشاوروا مع غيرهم في هذا الصدد، واليوم هناك خبراء في الجامعات وحتى في السجون لا بد من استشارتهم والاستفادة من خبراتهم وآرائهم.
وتابع قائلا: لو كانت لي مسؤولية أو سلطة في هذا البلد، لما سمحت للسجناء السياسيين بالبقاء في السجن حتى ليلة واحدة؛ هذه البلاد للجميع، وينبغي مراعاة آراء الأكاديميين وعلماء المدارس الدينية وأهل السوق والشرائح المختلفة من المواطنين.

تغيير السياسات يحلّ المشكلات الاقتصادية
وشدد فضيلة الشيخ عبد الحميد على حلّ المشكلات الاقتصاديّة وقال: المشكلات الاقتصادية لها حلول، وفي الدولة الثانية عشرة، قدمت مقترحات من أجل تحسين اقتصاد البلاد، لكن نشرت إحدى الصحف مقالة رداً عليّ، ورد فيها أن هناك الكثير من الخبراء والاقتصاديين في البلاد ولا يستطيعون حل المشكلة، فكيف يمكنك فعل شيء؟ قلت: اسأل عن رأيي ووجهة نظري أوّلاً، ثم انتقدني.
واعتبر فضيلته تغيير السياسات ضروريا لحل المشكلات الاقتصادية، وصرّح قائلا: إن السبب الأكبر للمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، هي المشكلات السياسية، ولا يمكن حل المشكلات الاقتصادية من قبل الاقتصاديين وحدهم، ولكن تغيير السياسات يمكن أن يحل المشكلات الاقتصادية، وكما هو الحال في بعض البلدان التي شهدت تغييرات هذه الأيام، ارتفعت قيمة عملتها على الفور بنسبة خمسين في المائة، فإذا غيرتم سياساتكم، وتخليتم عن بعض السياسات الخاصة، واستسلمتم لآراء الشعب، فسوف تجدون قيمة العملة ستعود إلى حالتها الطبيعية.

الفقر هو أصل العديد من المشكلات الأمنية
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان مشيراً إلى عواقب ونتائج “الفقر” في المجتمع: “الفقر” هو أصل العديد من مظاهر المشكلات الأمنية، وإن انتشار الفقر في المجتمع يضر بالدين، ويدفع الناس إلى الكفر والفساد والمعصية، وينشر الفساد الأخلاقي في المجتمع.

الاختطاف ظاهرة قبيحة ومن أعظم أنواع المفاسد الأخلاقية
واستنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد ظاهرة اختطاف الناس، وقال: للأسف، هناك بعض الأشخاص الذين لا نصيب لهم من الإنسانية وهم في الواقع على حد تعبير الشاعر مولانا جلال الدين الرومي، أشباه البشر وليسوا بإنسان، لا يبالون بقتل الأبرياء، وفي بعض الأحيان يؤخذ الأشخاص رهائن لمقاضاة الديون ويؤخذون أحيانا رهائن للابتزاز، في حين أن أخذ الرهائن ظاهرة قبيحة للغاية.
وأضاف: في السابق عندما لم تكن هناك ظاهرة الاختطاف في المنطقة، ولما وقعت حادثة واحدة، حذرنا من أنه إذا لم يتم وقف هذه الظاهرة فإنها ستتبدل إلى مشكلة كبيرة في المستقبل.

قتل الشاب الذي تم احتجازه كرهينة من أجل فدية كان مؤلما للغاية
وأشار خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان إلى استشهاد أحد شباب زاهدان الذي تم اختطافه مؤخرا، قائلا: في الأيام الأخيرة تم اختطاف شابّ بغرض الابتزاز، واستشهد تحت التعذيب. كانت هذه الحادثة صادمة ومؤلمة للغاية بالنسبة لنا، ومن المؤلم حقاً أن تقع مثل هذه الحوادث في مدينة ومحافظة تقام فيها صلاة الجمعة والصلوات الخمس، وتقام فيها اجتماعات بمناسبة تكريم حفاظ القرآن الكريم وخريجي العلوم الدينية والأكاديمية.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد الاختطاف أعظم فجور، وقال: إن الاختطاف وإن كان من أجل الحصول على الدين، فهو أسوأ الفجور وأعظمه، فهناك طرق أخرى لتحصيل الديون من المدينين غير الاختطاف، وإذا واجه الدائن طريقا مسدودا في تحصيل دينه ولم يكن هناك أي حل آخر، فإنه يستطيع الاستيلاء على شيء من أمواله والمطالبة بدينه، بدلا من اختطاف إنسان كرهينة مقابل الأسباب المالية.

يجب على الجميع محاربة ظاهرة الاختطاف وغيرها من الظواهر المتعلقة بالأمن
وأكّد خطيب أهل السنّة في مدينة زاهدان: علينا جميعاً أن نقف ضد عمليات الاختطاف وغيرها من الظواهر التي تؤدي إلى المشكلات الأمنية، ويجب على المسؤولين والقضاء والجيش ومؤسسات تطبيق القانون، وكذلك الشعب القيام بواجباتهم في هذا المجال، كما أن مسؤولية العلماء وشيوخ القبائل في المنطقة ثقيلة جداً، وعليهم أن يحرصوا على أن لا ينخدع شبابهم ولا يرتكبوا الظلم بسبب المشكلات الاقتصادية أو غيرها، ويجب على الجميع أن يتكاتفوا لمنع ظاهرة الاختطاف.

على المواطنين والمسؤولين السعي للحفاظ على أمن المحافظة
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد بشدّة الهجوم على سيارة إسعاف حدث مؤخرًا في إحدى مدن سيستان وبلوشستان، قائلًا: أطلق بعضهم النّار على سيّارة إسعاف كانت تقلّ الجرحى للعلاج مؤخّرًا، في إحدى المدن، وإن الاعتداء على سيارة إسعاف تنقل المرضى مغاير للقانون والأعراف الدولية، ويجب علينا جميعاً، بما في ذلك الشعب والحكومة، الالتزام بالقوانين الدولية.
وأضاف: إذا كان سائقو سيارات الإسعاف أو رجال المرور الذين ينفذون قوانين المرور ويتعاملون مع حوادث الطرق، شعروا بالخوف من أن يتم استهدافهم على طول الطريق، فلن يجرأ أحد بعد ذلك ولا يستطيع أن يقدم الخدمات للجمهور.
وأكد خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان: على الشعب والمسؤولين أن يسعوا جاهدين للحفاظ على أمن المحافظة، فإذا كان لدى شخص ما مشكلة أو مطلب، فيمكنه التحدث وتقديم المطالب، ولكن لا ينبغي استخدام الرصاص بدلاً من الكلمة، لأن الحفاظ على أمن المحافظة هو مصلحة الجميع.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات