اليوم :3 December 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة عيد الأضحى:

حكومة لا تعدل ولا تنصف كيف تكون إسلامية؟

حكومة لا تعدل ولا تنصف كيف تكون إسلامية؟

دعا فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة عيد الأضحى 1445 الجميع إلى مراعاة العدالة والإنصاف، مؤكدا على أن الإنصاف إذا لم يكن في حكومة دينية وإسلامية، فكيف تكون تلك الحكومة إسلامية؟
وتابع قائلا: المخاطبون بالعدل في القرآن هم الشعوب والحكومات، والعدالة تم التأكيد عليها في جميع الثقافات والحضارات والديانات السماوية، ومراعاة العدل تستجلب مرضاة الله، وإذا فصل العدل عن الدين لا يبقى منه شيء، وينبغي لجميع الدول والحكومات أن تجعل العدالة محور أعمالها ومهامها وأن تنفذها.
وأضاف خطيب صلاة العيد لأهل السنة في زاهدان قائلا: يجب على الحكومات أنْ تعامل شعوبها بالعدل والمساواة، فإذا لم يكن هناك عدل وإنصاف في حكومة دينية وإسلامية، فكيف تكون تلك الحكومة إسلامية؟
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أهمية العدالة قائلا: العدل والإنصاف أصلان مهمان من أصول الحكم، ويجب إقامة العدل والإنصاف بين جميع القوميات والمذاهب، نساء ورجالا، على اختلاف طبقاتهم وطوائفهم واتجاهاتهم.

التمييز وعدم المساواة نموذجان من الظلم
وأشار خطيب عيد الأضحى إلى التمييز وعدم المساواة كنماذج للظلم، وتابع قائلا: أولئك الذين كانوا يتحدثون عن العدالة طوال حياتهم وينتقدون الآخرين، لماذا نسوا العدالة الآن وهم في السلطة؟
وتابع فضيلته: حتى في البلاد غير الإسلامية، تحكم الإنسانية بأن يقام العدل. إن الإسلام والإنسانية والعقل يملي على الإنسان العدل والإنصاف، كما تتفق القوانين الدولية على ضرورة إقامة العدل بين جميع أطياف الشعوب والأمم، فالحريات الفردية والدينية والسياسية والاجتماعية، وحرية التعبير والقلم، تعاليم إسلامية وعلى الجميع أن يخضعوا لها، وليس من واجبنا أن نتدخّل في كيفية عبادة الناس. واجبنا توفير الحرية لجميع الناس، وإن الإهانة إلى أماكن العبادة والشخصيات والعلماء ومن يحترمهم الناس، هو أمر مغاير لتعاليم الإسلام. ولسوء الحظ قام البعض من المحسوبين على الإسلام اليوم بسلوكيات معادية للإسلام وأطلقوا عليها اسم الإسلام.

التعذيب والاعتراف القسري محرمان شرعاً
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد التعذيب والاعترافات القسرية في قضايا المخدرات أو الموقوفين لأسباب سياسية، محرمة شرعاً، وقال: لا يسمح الكتاب والسنة الحصول على الاعترافات بالإكراه، ومن أمر بتعذيب السجناء يعذّب يوم القيامة، لأن الإسلام أمر بحسن معاملة الأسرى والحفاظ على كرامة الأفراد، ولا يجوز لأي حاكم أن يحلّ ما حرم الله ويستحل تعذيب أحد، ولا يجوز لأي قاض أن يأمر بالتعذيب للحصول على الاعتراف. تعذيب السّجناء لم يكن في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا يجوز شرعا.

تعذيب السجناء ليس خدمة للنظام بل خيانة
وفي إشارة إلى ما تداولته وسائل الإعلام عن وفاة معتقل في زاهدان نتيجة التعذيب، قال خطيب أهل السنة في زاهدان: يجب التعامل مع من ارتكب مثل هذه الجريمة ومحاسبته. يظن البعض أنهم يخدمون الوطن والنظام والحكومة بهذه الأعمال، لكن هذه خيانة.

لا ينبغي إعطاء الفدية لمحتجزي الرهائن
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى زيادة جرائم الاختطاف، مطالبا المواطنين بعدم دفع الفدية لمحتجزي الرهائن للتعامل مع هذه الظاهرة، وأضاف متسائلا: أين إنسانية من يختطفون الأشخاص كرهائن من أجل المال ويقيّدون أيديهم وأرجلهم؟ كيف يختطفون مواطنا ظلما ويطالبون أهله بالمال؟ مثل هذه الأموال سوف تكون وباء يدمر حياة من يأخذها ويسبب له عذاب الجحيم في الآخرة، واللصوصية والسرقة والابتزاز تدمر حسنات الإنسان.

يريد الشعب معاقبة محتجزي الرهائن
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد الأمن والاستقرار بقضية مهمة، وأكد على ضرورة الحفاظ على أمن المحافظة، وأضاف: ليس الأمن مسؤولية الشعب ورؤساء القبائل فقط، بل هو واجب الحكومة أيضاً، ولم يتم حتى الآن القبض على أي شخص بتهمة الاختطاف، والشعب يطالب مطاردة هؤلاء الأشخاص واعتقالهم ومعاقبتهم، والأمن في مصلحة الجميع.

لا بد من تحمّل النقد
ونصح فضيلة الشيخ السلطات والشعب بقبول النقد، وتابع قائلا: تم مؤخرا فصل أحد خطباء أهل السنة في محافظة خراسان الجنوبية من إمامة الجمعة بسبب انتقاداته. لم يتم تعيين حاكم سني واحد حتى الآن في مدن محافظتي خراسان الجنوبية والرضوية، مع أن أهل السنة يشكلون الأغلبية في بعض تلك المدن، فإذا كان هناك أي انتقاد يجب الاستماع إليه وحل القضايا من خلال التفاوض والحوار.
وأضاف: يرى أهل المدن ذات الأغلبية السنية في خراسان أنهم يعانون من التمييز ويطالبون بتعيين رؤساء ومحافظين من أهل السنة، وإذا انتقدوا فعلى المسؤولين أن يتحملوا انتقادهم لأن هؤلاء المواطنين لديهم مشكلات وهم على حق، وعلى الجميع أن يرحّبوا بالنقد البناء.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات