التقى كبار العلماء من مدن “خاش” و”ميرجاوه” و”تفتان” يوم الأحد 2 من ربيع الأول 1445 مع فضيلة الشيخ عبد الحميد، بهدف الإعلان عن دعمهم لمواقف فضيلة الشيخ وتضامنهم معه.
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا الاجتماع الذي عُقد في الجامع المكي، إلى بيان مواقفه.
وفيما يلي مقتطفات من خطابه:
🔹بدلا من أن نحصر تفكيرنا، من الأفضل أن نوسّعه ونفكر في خير الناس أجمعين. رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعمّ البشر جميعا، فالجميع أمة الرسول، حتى عبدة الأصنام يعتبرون أيضاً أمة دعوة النبي، ويجب معاملتهم بالرحمة والإحسان حتى تصل إليهم الدعوة الإسلامية.
🔹نحن نريد الخير للحكومة، إن كنا نقول كلاما فليس عن العداوة، ونعتقد أننا إذا قلنا ما أدى إلى العمل، فإنه يعود بالنفع على الجميع. نحن لا نقول إلا “العدل” و”الإنصاف” و”القانون” و”الشريعة” و”الحقوق”.
🔹لقد مرّت أكثر من أربعين عاما على انتصار الثورة وإقامة النظام الإسلامي في البلاد، ومنذ ذلك الوقت يتابع علماء السنة القضايا، ويتابع النواب كل فترة القضايا. عندما رأينا أنه ليس لدينا طريق آخر للحصول على حقوقنا، شاركنا في الانتخابات.
🔹في الانتخابات الرئاسية حاولنا أن نساند أحد مرشحي الرئاسة ليفوز، ليعيّن منا (أهل السنة) وزراء ونواب وزراء ومحافظين، لكننا أدركنا أنه ليس شيء في يد النواب والرئيس.
🔹في الانتخابات الرئاسية بادر العلماء ليتم التصويت لأحد مرشحي الرئاسة الذي وعد بتعيين وزير ونائب وزير من أهل السنة، وتعيينهم مديرين في عاصمة المحافظة والبلاد. وكانت مطالبنا في هذا المستوى. لكن تغير الرئيس تماما بعد الانتخابات. وعندما تابعنا مطالبنا توصلنا إلى أن الرئيس ليست له أي سلطة.
🔹ذهبنا مع مجموعة من العلماء لزيارة “أحمدي نجاد” (حينما كان رئيسا) لمناقشة قضية “تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة” وقلنا له: إن مجلس الثورة الثقافية اقترح قراراً لتنظيم المدارس الدينية السنيّة، وإن أهل السنة قلقون من هذا القرار، ويجب عليكم حل هذه القضية. فقال رداً على ذلك: “التخطيط بيد العلماء! ولا شيء بيدي. اجلسوا أنتم بعضكم مع بعض (علماء الشيعة والسنة) وحلوا هذه المشكلة”.
🔹خلال الجولة الثانية لانتخاب “أحمدي نجاد”، ذهب الشيخ أحمد رحمه الله مع اثنين من المثقفين وقالوا لأقاربه: سندعمكم في الانتخابات بشرط أن تختاروا وزيراً من أهل السنة، لكنه رد قائلا: ليس في وسعنا تعيين وزير من أهل السنة ولا نستطيع أن نفعل شيئا. إذا طلبتم منّا بناء سدود وتوفير الكهرباء والمياه، سنفعل ذلك لكم دون مشورة.
🔹بعض المسؤولين تجنبوا اللقاء معنا. لقد منع “مجلس الأمن القومي” الرئيس من اللقاء معنا، وكانت المشكلة أن لدينا مطالب. قلنا: للسلطات إننا مواطنون في هذا البلد ونحن في مصلحتكم، إنه لشرف وفخر لكم أن تهتموا بنا وتحافظوا علينا وتعطونا حقوقنا. في تلك الأيام، كنا نتابع في الغالب مطالب أهل السنة.
🔹لماذا لا يوظف أهل السنة في القوات المسلحة؟! لماذا لا يصبح المؤهلون من أبناء الوطن وزراء ونواب وزراء ومحافظين؟ توظيف أهل السنّة في مصلحتكم.
🔹لقد قلنا دائماً إن سياستنا هي “الحوار”، ورفضنا العنف وكنا ندينه دائما، والآن توصلنا إلى أن الحوار السرّي لا يجدي نفعًا.
🔹عندما كنت أنتقد، كانوا يقولون: لماذا تنتقد علانية؟ تكلم معنا ولا تذكر في أي مكان آخر. كنت أقول لهم: حسنًا، مع من أتحدث؟! كنت أقول لضباط الأمن: أنتم القوات الأمنية السرية، أنا أشارككم الأمور الأمنية، لكن كلامي سياسي، ويجب أن أتحدث مع السياسيين.
🔹قلت: قولوا للرئيس أن يفتح الباب، أنا لا أتحدث على المنبر إطلاقا، سأتحدث مع الرئيس والوزراء والقائد، ولكن لا يمكن الحوار مع قائد الحرس الثوري، لأنهم عسكريون.
🔹شاركنا في الانتخابات الأخيرة ولم تتحقق الوعود التي قطعوها لنا، بعد ذلك ظهرت بعض المشكلات، سافرت إلى طهران حينها وبقيت هناك لمدة أسبوعين. أدركنا أنه لا يوجد إرادة لحل المشكلات على الإطلاق، وفقدنا الأمل. عندما عدنا إلى زاهدان، وقعت حادثة الجمعة الدامية. هذه الحادثة غيّرت الأوضاع.
🔹توصلنا إلى أن المفاوضات السرية لا فائدة منها. لقد قلت بعض المسائل على المنبر وراعيت حتى يكون جديرا بالسماع للبعض من المسؤولين، ولم نطرح الكثير من القضايا حتى لا يثقل عليهم.
🔹شعبنا يطالب بمعاقبة مرتكبي جريمة الجمعة الدامية ولن تهدأ قلوبهم بغير ذلك.
🔹مشكلتنا ليست في التعامل مع حادثة الجمعة الدامية فحسب، بل في التمييز وعدم المساواة أيضاً. سبب تعرضنا للقتل كان بسبب التمييز. لو كان أهلنا من زاهدان إلى تشابهار والحدود موظفين في أعلى مستويات القوات المسلحة، لما قُتل شعبنا بسبب الوقود.
🔹أغلب مطالبنا هذه الأيام وطنية. كل الشعب لديهم مشكلات. نحن جزء من الشعب ولدينا مشكلات أيضا. واحدة من أكبر المشكلات هي أن الإدارة سيئة. في المناصب الإدارية، لم يتم استخدام حتى المؤهلين من الشيعة. إن كنتم لا توظفون سنياً، وظّفوا على الأقل شيعياً مؤهلا وجديراً حتى تحل مشكلات الشعب.
🔹نحن لا نفكر في نطاق المذهب فقط، بل نفكر في الإنسانية، وعندما تحل مشكلة الشعب كلها، ستحل مشكلتنا أيضا.
🔹يجب علينا نحن أهل العلم أن نحافظ على استقلالنا. فبدلاً من أن نكون أتباعا للآخرين ونعمل لأجلهم، من الأفضل أن نشتغل بعبادة الله تعالى. نطرح مطالب الشعب باللغة المناسبة. يجب الحفاظ على وحدتنا وشعبنا. نحن بحاجة إلى الوحدة والتضامن اليوم.
🔹لسنا أعداء لأحد، لكننا نقف مع الحق ولا نحيد عن الحق ولا نتعاون مع أحد في السوء والشر. نحن مع كل ما يرضي الله وما فيه مصلحة الشعب، ونسير على طريق الاعتدال، فلنفهم شعبنا أنه ليست لنا عداوة مع أحد.
🔹من واجب العلماء العمل على صحوة الشعب، إن التفكير في تحسين دين الناس ودنياهم من الواجبات الذاتية للعلماء، واجتماع العلماء علامة على محبتهم وتعاطفهم وتضامنهم في طريق الخير.
🔹يجب علينا الرجوع إلى الله تعالى والتوكل عليه. فلنسأل الله تعالى العون ونذكره كثيراً.
🔹إن الله تعالى أمر نبيه بـ “تلاوة القرآن” و” إقامة الصلاة” و”الذكر”، وعندما ينتهي الذكر الإلهي تأتي “معية الرب تبارك وتعالى”، ويأتي عونه، وهو ما نحتاجه.
تعليقات