اليوم :29 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

يرى الكثيرون أن تسميم الطالبات من أشكال قمع الاحتجاجات

يرى الكثيرون أن تسميم الطالبات من أشكال قمع الاحتجاجات

أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إنام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (10 شعبان 1444)، عن أسفه من تسميم بنات المدارس والثانويات، واصفا هذه التصرفات بأنها “من أشكال قمع الاحتجاجات”.

أسوء حاكم من يكذب على شعبه
أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على أهمية الصدق في العلاقة بين الحكومة والشعب، وتابع قائلا: إن أسوء حاكم هو الذي يكذب على شعبه، وعندما ينتخب الشعب شخصا ما قائدا لهم ومسؤولا وممثلا لهم، ثم يأتي ويكذب لشعبه، فهو في الحقيقة ارتكب أكبر خيانة. أسوء كذب، كذب أولئك الذين يثق الشعب بهم.
وتابع فضيلته قائلا: النجاة في الصدق، والكذب يؤدي إلى هلاك الإنسان. هذا تعليم مهم في الإسلام أن لا يكون نقض للعهد، ولا تكون خيانة في الأمانة.

كم من متظاهر قتل في هذا المصلى!
وأضاف خطيب أهل السنة مشيرا إلى تصريحات وزير الخارجية في مقابلة تلفزيونية حيث صرح بأنه لم يقتل ولم يسجن متظاهر في إيران: للأسف البعض لا يترددون في القول بالكذب وهذه خطيئة كبرى، وقد فوجئنا بتصريحات أحد المسؤولين ممن ذهب في رحلة إلى أوروبا حيث قال في مقابلة تلفيزيونية إنه لم يُقتل ولم يسجن أحد في الاحتجاجات الأخيرة! لا شك أن هذا كلام مغاير للواقع، ولقد سجن العديد من الأشخاص وقتل العديد في الاحتجاجات الأخيرة، وفي هذا المصلى، في حادثة الجمعة الدامية، بينما الاحتجاج السلمي حق الشعب، ويجب الاستماع إلى كلام الشعب. كانت هناك حادثة في تشابهار وقلنا إنه يجب التعامل معها، لكن حدثت مأساة يوم الجمعة الدامية. ثم في كافة المدن ألم يقتل متظاهرون؟
وأضاف فضيلته قائلا: على المسؤولين بيان الحقائق. لا يجوز لسلطة أو حكومة أو جيش، وإن كان ذلك باسم الإسلام والدين، أن يكذب. لا يبقى نظام إسلامي عادل أو جائر حتى يوم القيامة، وهل تبقى الصحة والحياة إلى الأبد؟ على كل، سوف ينقضي عمرنا، وسنغادر الدنيا يوم تنتهي حياتنا، لكن الشيء الذي يبقى هو الصدق والخدمة للخلق.

من يصدق أنه لم يتم التعرف على مرتكبي تسميم الفتيات؟
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه من تسميم طالبات المدارس والثانويات، وقال: إن تسميم الفتيات في عشرات المدارس، واستهداف الفتيات بصفة خاصة أثار قلقا عاما في الشعب، وهذه قضية معقدة، ولقد مرت ثلاثة أشهر منذ أن انطلقت هذه القضية في قم وانتشرت إلى طهران والعديد من المدن الأخرى، ومئات الفتيات وحتى الفتيان في بعض الأماكن تسمموا.
وأشار قائلا: من وراء هذه القضية حيث لم يتم تحديدهم بعد؟ من يصدق أن السلطات لا تعرفهم ولا يعرفهم الأمن والعسكر؟ من يصدق هذا؟ يتم التعرف بسرعة على الأشياء الصغيرة والتافهة. قضية هزت العالم كله فكيف لا يعرفون من ورائها؟
وصرح خطيب أهل السنة في زاهدان: يرى الكثيرون ورؤيتهم قد تكون قريبة من الواقع، أن هذا شكل من أشكال قمع الاحتجاجات. هؤلاء الفتيات احتججن في المدارس والآن عندما تقوم حركة بتسميم هذه الفتيات ولا يوقفها من يعرف عنها، فذلك بسبب الاحتجاجات. هذا لا يليق ببلدنا. الاحتجاج شيء يسمح به قانوننا. لا يجوز الإضرار بالممتلكات وتدميرها والاعتداء على حياة الناس، لكن القانون يسمح بالاحتجاجات السلمية التي يتم فيها التعبير عن القضايا والمشكلات.
وتابع فضيلته قائلا: لا بد من إيقاف حركة تسميم الطالبات، لأنها مضرة جدا لبلدنا. العلم والمعرفة ضروريان لكل مجتمع ذكورا وإناثا، ومهمة الحكومة ومسؤوليتها هي توفير الأمن؛ يجب توفير الأمن لجميع الشعب الإيراني، من التجار والأكاديميين والطلاب. يجب أن يستمر التعليم بأمان. من المحاور المهمة في البلاد التعليم والمعرفة.

بيع الأماكن التعليمية خسارة لا تعوض وعمل مغاير للمصالح الوطنية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بيع الأماكن التعليمية في مشروع بيع ممتلكات الدولة، قائلا: كتب ستة وزراء تعليم سابقين خطابا إلى رؤساء السلطات الثلاث، حذروهم من بيع الأماكن التعليمية. في العديد من المحافظات لدينا حاليا نقص في المساحة التعليمية، وفي بعض المحافظات على وشك الحاجة إلى المزيد من الأماكن التعليمية. في بلد يتزايد فيه عدد السكان، يؤدي بيع الأماكن التعليمية إلى حدوث عجز لا يمكن تعويضه.
وأكد قائلا: الأماكن التعليمية والمدارس والجامعات والمراكز العلمية والتعليمية هي حاجة البلاد للتطور والتقدم، ولا ينبغي بيعها؛ خاصة في محافظة مثل محافظتنا حيث هناك حاجة ماسة إلى الأماكن التعليمية. ورد في بعض وسائل الإعلام أنهم يبيعون أماكن تعليمية هنا أيضا، وهذا غير مقبول للمجتمع. هؤلاء الوزراء الستة قالوا إن هذا غير معقول ومغاير للعلم، وأنا أؤكد أن هذا يتعارض مع مصالحنا الوطنية. يرجى أن يتم المزيد من التفكير في هذا المجال والمنع من بيع الأماكن التعليمية.

من حق هذا الشعب أن توفر لقمة عيشه
استطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى هبوط قيمة العملة الوطنية للبلاد: على الرغم من أن قيمة عملتنا الوطنية قد تراجعت إلى حد ما من السقوط، يجب أن تعود قيمة العملة إلى مكانتها المطلوبة، وهذا مهم للغاية. سقوط قيمة العملة يعطل كل الخطط ويشل البلاد، وهذه قضية مهمة تحتاج إلى المعالجة. هناك العديد من الدول التي تم الحظر عليها لكن عملتها لم تهبط، وبعض البلدان أفقر منا بكثير، لكن قيمة عملتها أرفع من عملتنا. هبوط قيمة الريال الإيراني خسارة لا تعوض. الاقتصاد أمر حيوي ومهم، ويجب أن يكون الشعب قادرا على الأقل على توفير الخبز، ويستلزم ذلك الاهتمام إلى الاقتصاد وقيمة العملة. هذه من الأمور المهمة، ومن واجب المسؤولين الاهتمام بهذه القضية وإيلاءها أهمية كبرى.
وأضاف قائلا: الاقتصاد هو حاجة الجميع، والجميع في معاناة وعذاب، سواء كانوا موظفين حكوميين أو من القوات المسلحة، أو التجار أو فئات أخرى.

يجب على جميع السياسيين وعلماء الدين الاستماع إلى كلمات المعارضين
واعتبر خطيب أهل السنّة في زاهدان النقد البناء ضروريّا لتنمية البلاد، وأضاف قائلا: النقد البناء مفيد للبلد؛ لن تتحسّن البلاد بغير النقد البناء، ويجب على الجميع الترحيب بالنقد، والاجتناب من المدح. لما مدح شخص شخصا آخر عند الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “قصمت ظهر أخيك”. المدح يكسر ظهر المرء، والعقلاء لا يعجبهم المدح، والسفهاء يسعدون بالمدح. النقد مفيد. لا ينبغي أن يخشى المسؤولون من الانتقاد، بل يجب أن يرحبوا به. كل من لا ينتقد لن يصلح، وسيظهر الاستبداد بسبب غياب النقد وهو أكبر خطر على البشرية.
وخاطب فضيلة الشيخ المسؤولين قائلا: على المسؤولين ألا يستمعوا فقط لخبراء مؤسساتهم، بل يجب أن يستمعوا أيضا إلى انتقادات الجمهور. يجب الاستماع إلى الآكاديميين والعلماء والمعارضين. الشخص قد يقع في الخطأ ويرتكبه إن لم يسمع انتقادات الخبراء. على كل الشيوخ السياسيين والدينيين أو من لهم مكانة الأب في المجتمع أن يستمعوا إلى المعارضين لفهم الحقائق ومعرفة ما يجري على أرض الواقع وما يجب عليهم القيام به. في المشكلات التي نشأت، يجب أخذ كلام الشعب بعين الاعتبار ويجب أن نرى ما هي مطالبهم وماذا تريد الغالبية العظمى في إيران. الشعب في كل بلد لهم حقوق وآراء. لقد قلت في الماضي إننا يجب أن نستسلم لإرادة الأغلبية ونحل المشكلات بالطرق السلمية.

الشعب هو محور حفظ الأمن
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى دور الشعب في الحفاظ على الأمن، قائلا: الأمن مقولة تخص كل الشعب وكل الأطياف، ويجب على الجميع التفكير في الأمن. جاء أحد المسؤولين من المركز وتحدث عن الأمن. إن الأمن أمر أساسي لا سيما في محافظتنا، والشعب هم الذين تعاونوا في أمن هذه المحافظة المجاورة مع عدة بلاد. نحن لا نقول أن القوى الأمنية لا دور لها، فالجميع يقومون بدورهم، ولكن إذا لم يتعاون الشعب، فلن يتمكن أحد من الحفاظ على الأمن. التجربة السابقة هي خير شاهد، وهؤلاء الشعب هم الذين يتعاونون.
وأضاف فضيلته قائلا: كانت هناك في الجمعة الدامية مأساة، وكل المسؤولين يعترفون بأن هؤلاء الأبرياء قتلوا بدم بارد، والمطلوب من المسؤولين الذين يأتون إلى هنا أن يقدموا تعازيهم على هذه المأساة، ليتخفف حزن الشعب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات