اليوم :2 December 2024

تفاصيل حادثة الجمعة الدامية في زاهدان على لسان فضيلة الشيخ عبد الحميد

تفاصيل حادثة الجمعة الدامية في زاهدان على لسان فضيلة الشيخ عبد الحميد

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى شرح ما حدث في حادثة الجمعة الدامية في مدينة زاهدان 3 ربيع الأول 1444، التي راحت صحيته عشرات من الشهداء وعدد كبير من الجرحى، مؤكدا على ضرورة “محاكمة ومعاقبة من قتل المحتجين بغير حق”.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تفاصيل الحادثة في بداية حديثه، وتابع قائلا: إن العديد من وسائل الإعلام ليست لديها معلومات دقيقة عن الحادث الدموي الذي وقع يوم الجمعة في زاهدان، وقد تم نشر العديد من الشائعات والتقارير في هذا الصدد، ويحاول الكثير إخفاء حقيقة الحادث بتقديم تقارير كاذبة، بناء على هذا يجب إيضاح حقيقة ما حدث يوم الجمعة في زاهدان لكشف الحقيقة وأن لا يضيع حق أحد.
وتابع فضيلته قائلا: أقيمت صلاة الجمعة في 3 ربيع الأول بأمن وسلام مطلوب. جاءت الخطبة متماشية مع الاعتدال، ونُصح عامة المصلين بالحفاظ على الهدوء والسلام، والاجتناب من تدمير المنازل والممتلكات العامة، كما نُصحت قوات الأمن وقوات الشرطة بالتسامح والتصرف بشكل جيد مع الشعب، وفي النهاية أوصي أهالي المحافظة بضبط مشاعرهم وانفعالاتهم فيما يتعلق بقضية تشابهار والحفاظ على هدوئهم حتى إعلان نتائج تحقيق النظام القضائي.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: بعد دقائق من أداء صلاة الجمعة، عندما مكث المصلون في المصلى كالمعتاد لأداء السنة والنوافل، سمع صوت إطلاق النار، وفي وقت لاحق  تبين أن عددًا قليلاً من الشبان تجمعوا أمام مركز للشرطة قرب المصلى ورددوا هتافات بعد أداء الصلاة، وقام بعض هؤلاء الشباب برشق الحجارة على المخفر.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أنّ عناصر الشرطة كانوا يطلقون النار على الناس والمصلين، وقال: حسب التقارير التي وصلت إلينا، فإن قوات الوحدة الخاصة التي يبدو أنها كانت متمركزة بالفعل في مركز الشرطة المذكور، كانت تطلق الرصاص الحي ليس فقط على الشباب الذين تجمعوا أمام مركز الشرطة، بل كانوا يطلقون الرصاص من فوق مبنى الشرطة على المصلى والمصلين، وألقوا الغاز المسيل للدموع على الرجال والنساء، بحيث استشهدت إحدى السيدات المصليات أيضا، بينما لم يهتف أحد داخل المصلى بأي شعارات، لكن مجموعة صغيرة من الشباب تجمعوا أمام مركز الشرطة ورددوا هتافات، إضافة إلى ذلك فإن أفرادا من القوات المسلحة الذين كانوا قد كمنوا على أسطح المنازل أطلقوا النار أيضًا على الأشخاص العائدين إلى منازلهم، والعجيب أن معظم هذه الطلقات أطلقت على رؤوس المصلين وقلوبهم، مما يدل على أنه كان من صنع القناصين.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد حادثة الجمعة في زاهدان بأنها “كارثة” وقال: للأسف حدثت مأساة كبيرة في هذا اليوم ووقع ظلم كبير وهو أمر غير مسبوق من نوعه. في هذه الحادثة أطلقت أعيرة نارية على أشخاص عزل كانوا توضأوا وحضروا إلى المصلى لأداء صلاة الجمعة فقط، وبحسب آخر التقارير استشهد أكثر من 40 مصليًا وأصيب أكثر من 100 شخص في هذا الحادث الدموي.
وأضاف قائلا: قمنا على الفور بدعوة الناس للحفاظ على السلام والأمن في رسالة متلفزة حتى لا تتوتر أجواء المدينة والمحافظة ولا ينعدم أمن الناس والمنطقة، على أمل أن يتم التحقيق بجدية في هذا الحادث الدموي، ووقعت بعض الاشتباكات في بعض مناطق المدينة ربما قتل فيها بعض عناصر الأمن لكن ليست لدينا إحصائيات دقيقة. لكن بجهود علماء وأمناء المدينة عاد السلام إلى المدينة اليوم السبت 4 ربيع الأول.
وانتقد مدير دار العلوم زاهدان كذلك رجال الشرطة وقال: لماذا لم تستخدم قوات الشرطة أدوات مثل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وغيرها لتفريق الناس، وتسببوا في إحداث هذه المأساة؟! يحاول البعض إلقاء اللوم على الآخرين من خلال تغيير المشهد والموضوع، في حين أن سفاهة قوات الشرطة وقلة وخبرتها في هذا الحادث واضحة.
ووصف فضيلته الشعب بـ “محور الأمن” وقال: إن الشعب من المحاور المهمة لضمان الأمن والوحدة في المنطقة، لا ينبغي معاملة هؤلاء الأشخاص بطريقة تؤدي إلى مقتل وجرح المئات منهم في غضون ساعات قليلة؛ لم يكن هذا من حق الشعب وهو مخالف للشريعة الإسلامية وقانون البلاد.
وقال فضيلته قائلا: إن عامة الناس قلقون للغاية ويشتكون من هذا الحادث ويريدون التحقيق في هذه القضية وتحقيق العدالة وعدم إهدار دماء القتلى والجرحى في هذا الحادث. لذلك نطلب من السلطات والمعنيين النظر في هذه المسألة. نريد العدالة وهذا آه المظلوم الذي أنقله للسلطات، أولئك الذين قتلوا الناس ظلماً يجب أن يحاسبوا على أفعالهم ويجب تقديمهم إلى المحكمة ومعاقبتهم.
وفي الختام نصح خطيب أهل السنة الأهالي بـ “متابعة حقوقهم مع الحفاظ على الأمن والسلام” وقال: أؤكد لأهالي المحافظة ومدينة زاهدان الحفاظ على أمن المدينة والمحافظة والمطالبة بحقوقهم القانونية.
وأضاف: منذ ثلاثة وأربعين عامًا كنا نقول إنه يجب توظيف أهل السنة في الجيش وقوات الشرطة، فلو كانت القوات العسكرية الشيعية والسنية معا خلال حادثة زاهدان لما شهدنا هذه الحادثة الدامية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات