اليوم :29 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الغني بدري في خطبة الجمعة:

لنجتهد في هذه الأشهر من أجل إصلاح النفس والعبادة

لنجتهد في هذه الأشهر من أجل إصلاح النفس والعبادة

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الغني البدري في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان (15 شعبان 1443)، شهري “شعبان” و”رمضان” من أشهر الإصلاح والتزكية، مؤكدا على ضرورة العمل والدعاء، وتزكية النفس وإصلاح القلب.
وتابع فضيلته قائلا: شعبان ورمضان من أشهر الطاعة والعبودية، والتزكية والإصلاح، حتى أن السلف كانوا يعطلون برامجهم العلمية خلال هذين الشهرين، ويتطرقون إلى العبادة. الموفقون يقومون بأعمال عظيمة خلال هذين الشهرين، ومن حرم التوفيق بالعبادة، يحرم منها بالقرب من الكعبة رغم توفر الوسائل و أسباب العبادة، لذلك يجب أن نسأل الله التوفيق والسعي لجبر الفوائت.
وأضاف فضيلته قائلا: كلما ابتعدنا عن خير القرون واقتربنا من يوم القيامة، كلما ازدادت الفتنة والفساد والجريمة والضيق والحزن. كلما تمّ توفير أثاث ووسائل الترفيه والراحة أكثر، زادت المشكلات والقلاقل، رغم أن العالم يحاول تقليص المشكلات من خلال تشكيل الجمعيات والمؤسسات واتخاذ الإجراءات، إلا أن المشكلات لا تزال تتزايد.
وأضاف فضيلة الشيخ بدري: ما سبب هذا الفساد والدمار ومصدر كلّ هذه المشكلات؟ والحقيقة أن فساد العالم يعود إلى فساد الإنسان نفسه. اليوم للأسف يهتم الناس بمظهرهم ودنياهم، لكنهم غافلون عن قلوبهم، بينما عندما لا يتزكّى القلب، يميل إلى الشرك والكفر والخرافات والفساد، وتنشأ فيه طبيعة الوحشية، ويفسد سائر الأعضاء، ولكن عندما يصلح القلب ويتقى الله ويدخل الإيمان فيه، يضحي المرء بأمواله وحياته في سبيل رضا الله والرسول.
وتابع فضيلته قائلا: القلب مهم. القلب هو مكان الإيمان ومكان نظر الله تعالى والقرآن، ومكان النشاط الرئيسي لجميع الأنبياء. لهذا السبب كان تركيز النبي الكريم في السنوات الثلاث عشرة في مكة، على قلوب الناس.
وأضاف نائب خطيب أهل السنة في زاهدان، قائلا: إن الله تعالى يختبر الإنسان بالنفس التي مكان نشاطها القلب، وجعل فيها غريزتين؛ أحدهما النزوع إلى الفسق والفجور والشهوة والظلم، والآخر الميل إلى الإيمان والله والتقوى والذهاب إلى المعروفات. لذلك توجد في النفس موهبة السعي وراء الشهوات أو الفضائل.
وتابع أستاذ التفسير في جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: لقد أرسل الله منهجاً وكتابا ومعلما لتنمية قلوب البشر وتقواهم. الرسول الكريم أعظم معلم، والقرآن أعظم كتاب في التزكية والإصلاح. تلاوة كلام الله عز وجل وفهم رسالته، وشهر رمضان والصيام، والزكاة، وجميع التعاليم الإلهية لتزكية النفس وإصلاح القلب.
وتابع نائب رئيس جامعة دار العلوم زاهدان في الشؤون التعليمية: إننا في امتحان في هذه الأحكام وفي كل الأمور، فإذا قهرنا النفس بتقوى الله، والعمل بأمر الله، والتخلي عن شهواتنا، فسيرضي الله عنا ويرزقنا الجنة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات