اليوم :28 March 2024

فضيلة الشيخ محمد يوسف رحيم يارخاني في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان:

“الدعوة إلى التوحيد” هي الدعوة المشتركة لجميع الكتب السماوية وأنبياء الله تعالى

“الدعوة إلى التوحيد” هي الدعوة المشتركة لجميع الكتب السماوية وأنبياء الله تعالى

ألقى خطبة الجمعة في مدينة زاهدان في هذه الجمعة (1 شعبان 1443) فضيلة الشيخ “محمد يوسف رحيم يارخاني”، مدير “جامعة العثمانية” في رحيم يارخان، من توابع إقليم بنجاب بباكستان، ومن الشخصيات السياسية البارزة.
أكد فضيلته في خطبته بعد تلاوة آية: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ»، على تخصيص العبادة لله تعالى، والدعوة إلى التوحيد، قائلا: إن الله تعالى خلق الجن والبشر، والغايةُ من الخلق هي عبادة الله تعالى، ولقد بُعث جميع الأنبياء لهذه الغاية، يقول الله تعالى: “وما أرسلنا من قبلك من رسول إلّا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون”. بُعث جميع الأنبياء ليبينوا للبشر توحيد الله تعالى، إلا أن الأنبياء السابقين كانوا يرسلون إلى بلادهم ومناطقهم، ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أرسل إلى البشرية كافّة، «قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا». وعلى هذا الأساس دعا النبي صلى الله عليه وسلم الجنّ والناس وحتى أهل الكتاب الذين كانت لهم كتب مستقلة وهي التوراة والإنجيل، إلى قبول هذا الدين.
وأشار فضيلته إلى آية 64 من سورة آل عمران، موضحا أن الدعوة إلى التوحيد التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن دعوة جديدة، لكنها كانت دعوة مشتركة لجميع الكتب السماوية وأنبياء الله تعالى.
وتابع فضيلة الشيخ محمد يوسف: معنى العبادة هي أن يكون السجود والركوع والطواف والاعتكاف والنذور والصدقات والجهاد وكل عبادة فرضها الله تعالى، خاصة له ولمرضاته، فلا يجوز للإنسان أن يؤدي عبادة خاصة بالله لغير الله؛ سواء كان لنبي أو ملك.
وأضاف قائلا: يقول الله تعالى: “وَأَنَّ الْمَسَاجَدِ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعِ الله أَحَدًا” أي أماكن السجود وأعضاء السجدة لله تعالى، ولا ينبغي أن يسجد الإنسان مع أعضاء السجود لغير الله تعالى. عن أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند مرض الموت: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”.
وتابع شيخ التفسير محمد يوسف رحيم يارخاني: البعض من الناس يسألون أهل القبور أن يرزقوهم أولادا، ويحلوا مشكلاتهم وحاجاتهم، بينما مَن في القبور ليست لديهم معلومات عن حالة الشخص الذي يطلب منه حل مشكلاته فحسب، بل لا يسمعون صوته أيضا.
وتابع الشيخ قائلا: إن قصة سيدنا عزير عليه السلام مذكورة في القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى أماته مائة عام، ومرت عليه خلال هذه المدة أحوال وأحداث مختلفة مثل النهار والليل، وكانت هناك رياح ومطر وبرودة وحرارة، لكن سيدنا عزير عليه السلام لم يكن على علم بأي من تلك الحوادث، ولم يكن حتى على علم بحالته، إذن عندما يجهل المرء حالته فكيف يحل مشكلات الآخرين؟
وتابع مدير جامعة العثمانية في رحيم يارخان: قال الله تعالى مخاطبا نبيه: «قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ». صاحب المنفعة والضرر هو الله تعالى. يقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير».
قال فضيلة الشيخ محمد يوسف رحيم يار خاني في الختام: ذكر الله تعالى في القرآن قانونا وضابطة وهي قوله تعالى: «وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ». رزقنا الله تعالى جميعا الفهم الصحيح للدين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات