اليوم :11 October 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان:

لا يزال أهل السنة يعانون من التمييز رغم مرور ثلاثة وأربعين عاما على انتصار الثورة

لا يزال أهل السنة يعانون من التمييز رغم مرور ثلاثة وأربعين عاما على انتصار الثورة

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان/إيران، في خطبة الجمعة (2 رجب 1443) بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للثورة الإسلامية في إيران، إلى مطالب القوميات والمذاهب، مؤكدا على أن أهل السنة لا يزال لديهم قلق تجاه التوظيفات، والحريات المذهبية.
وأضاف فضيلته قائلا: بعد عقود من انتصار الثورة وتأسيس النظام الإسلامي في إيران، كان المتوقّع أن ينتشر العدل في البلاد بحيث يمكن لجميع العرقيات والديانات وحتى الأديان وغير المسلمين أن يعيشوا مرتاحين بما لديهم من أفكار واتجاهات.
وتابع فضيلته قائلا: الآن وقد دخلنا الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار الثورة، لكن ما زالت هناك مخاوف كثيرة. إن أهل السنة الذين رافقوا النظام والثورة، وكانوا مؤثرين في الوحدة الوطنية والأمن، يعانون من التمييز ويتوقعون إزالة التمييزات.
وأضاف قائلا: هذا مطلب قديم لأهل السنة أن يتم توظيف مؤهليهم في المناصب العامة، ولسوء الحظ لم يتحقق العدل في توظيف أهل السنة الأكفاء في المناصب العامة بالبلاد والدوائر العامة في مراكز المحافظات والمناطق السنية، حتى التوازن النسبي في المناطق السنية لم تتم ملاحظته ولا تزال هناك مخاوف كثيرة في هذا المجال.
واستطرد فضيلته قائلا: كنا نتوقع أن تهتم السلطات بأهل السنة اهتماما خاصا ويمنحوهم المزيد من حقوقهم. تتعرض العديد من الأقليات للاضطهاد في بعض البلدان، ولكن في العديد من البلدان المتقدمة الأخرى، تحظى الأقليات باحترام أكبر بكثير من حقوق الأغلبية حتى لا تكون لهم شكوى.
وأضاف فضيلته قائلا: كلّ الأمم أبناء حكومة ونظام واحد، ولا ينبغي أن يكون هناك فرق بينهم. نتوقّع أن تراعى الأهلية والكفاءة بالمعنى الحقيقي، ولا ينبغي توزيع المناصب بناء على العرق والمذهب والقوم.
وصرّح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة كمواطنين أصليين في إيران، يرجون تلبية مطالبهم. لسوء الحظ يطبق عدد من السياسات غير المكتوبة منذ بداية الثورة بشأن قضية حقوق السنة، والتي لا تزال تستمر، لأن أي محاولة تبذل لتحقيق حقوق السنة لا تثمر.
وأضاف فضيلته قائلا: إن كانت توجد هناك اهتمامات إلى أهل السنة في بعض المجالات العامّة، إلا أن المطلب المهم والمحوري لأهل السنة، وهو الحرية الدينية الكاملة وتوظيف أبنائهم، لم يتحقق كما ينبغي.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: نريد أن يتمّ توفير الحرية الكاملة لأهل السنة حتى يتمكنوا من عبادة الله بسهولة في كل مكان وبناء المساجد في المدن التي يتواجدون فيها.
وأضاف قائلا: على الرغم من أنّ أهل السنة لديهم مساجد في بعض المناطق، إلا أن مناطق أخرى توجد فيها مشكلات بالنسبة إلى المساجد، فمن المتوقع أن يسمح ببناء المساجد في المدن التي يوجد فيها أهل السنة، أو على الأقل يتم السماح بالأنشطة في المصليات والتعاون معها.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم استقلال أهل السنة في الشؤون المذهبية قائلا: هذا مطلب أهل السنة أن لا يجري تدخل في شؤونهم المذهبية، بل يكفي أن يكون إشراف من جانب الحكومة.

هناك حاجة إلى إعادة النظر في السياسات
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: نحن ضدّ العنف والتطرّف، وإنّ عدم تمكن المتطرفين من إثبات وجودهم في البلاد، ليس فقط بسبب تصدي الحكومة والنظام لهم، بل بسبب معارضة السنة والشيعة للتطرف والعنف.
وأضاف فضيلته قائلا: طريقنا طريق الاعتدال والوسطية وطريق الأخوة. نصيحتنا لجميع الدول أن تحترم حقوق العرقيات المختلفة وأتباع الأديان والمذاهب، ولدينا نفس النصيحة للمسؤولين في بلدنا.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: للأسف، شهدنا تراجعاً كبيراً وأصبح كثير من الشعب، بمن فيهم الشيعة والسنة، غير راضين، وانتشر فيهم الاستياء، لذلك يجب إعادة النظر في السياسات. نصيحتي لجميع الدول الإسلامية هي توسيع الأفق والعمل على جلب مرضاة الشعوب.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام هذا الجزء من خطابه قائلا: إن الحكومة يجب أن تكون ظل رحمة للشعب، وتزيد من وحدة الشعب وأخوّته والاهتمام بمطالبه، ويمكن أن يؤدي هذا إلى استقرار حكم أي نظام في العالم. نحن نريد خير الوطن والأمّة والنظام.

تجارة المخدرات حرام في الشريعة الإسلامية / أنا أخالف العديد من عمليات الإعدام التي تحدث في البلاد
واستنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته في صلاة الجمعة لأهل السنة في زاهدان تجارة المخدرات، وأضاف قائلا: الحقيقة أن تجارة المخدرات التي تدمر الكثير من العوائل، محرمة وغير مشروعة.
وتابع فضيلته قائلا: رغم أنني ضد الإعدامات العديدة التي تجري في البلاد وأنا آسف لذلك، لكن وعندما لا يقبل القضاة كلامنا، يجب على عامة الناس الاستماع إلينا والاجتناب من تجارة المخدرات. قد يقول البعض: من أين نأكل؟ لكن يجب أن يعلموا أن الله تعالى يرزقهم كما يرزق الكثير من الذين لا يقومون بمثل هذه التجارات.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: لماذا يقتل شبابنا بسبب تجارة المخدرات؟! في بعض العائلات، عندما يُعدم شقيق بسبب الاتجار بالمخدرات، يقوم الأخ الآخر بتجارة المخدرات ويُقبض عليه. في بعض العائلات أعدم ثلاثة أشقاء بتهمة الاتجار بالمخدرات. يا ليت قضاتنا فكروا قليلا، وحينما يُحكم على ثلاثة أشقاء بالإعدام، استخدموا على الأقل الرحمة بحقّ الإثنين منهم.
وتابع فضيلته قائلا: من يجيب يوم القيامة أو في الدنيا العائلات والنساء والأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى والأرامل والأيتام بسبب الإعدامات؟ هذه العائلات مواطنون لنا. فهل ستعتني الحكومة بهذه العائلات حتى يذهب أبناؤها إلى المدرسة ولا ينحرفوا ولا يتحولوا إلى تهديد للمنطقة والشعب في المستقبل؟
وقال مدير دار العلوم زاهدان مخاطبا أولئك الذين يسعون لتجارة المخدرات: لقد أكدت مرارا على أن تجارة المخدرات محرمة في الشريعة الإسلامية، لذلك فلا تطعموا أهلكم وأولادكم مثل هذا الطعام والخبز. لستَ مضطرا لإعطاء مثل هذا الطعام لأطفالك أو بناء مبنى فخم لهم، بل أطعمهم خبزًا حلالًا وطيبا ولا تحرم أطفالك وعائلتك من الأمان، واسعَ في مجال تعليمهم وتربيتهم.
وصرّح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إنّ تجارة المخدّرات لا تتوافق مع الأخلاق الإنسانية ولا مع الشريعة الإسلامية. فعليكم بتجارة ليس لها عواقب على المجتمع ولا تؤدي إلى مشكلات.

الإسلام تكفل حقوق الإنسان
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبة الجمعة إلى أنّ الإسلام ضمن حقوق النّاس جميعاً، مؤكدا على ضرورة التمسك بالأخلاق الإسلامية وتعاليمه واحترام الحقوق.
وتابع فضيلته قائلا: ذات مرّة عاش على الأرض فقط آدم وحواء، ثم في فترات مختلفة تضاعف عدد السكان تدريجياً، واليوم لقد زاد أكثر من أي وقت مضى، وقد وصل عدد السكان إلى تسعة مليارات.
وأضاف فضيلته قائلا: لقد ازداد عدد البشر، لكن السؤال: ما هي الإنسانية والأخلاق والسلوك والرحمة بين كل هؤلاء البشر، بغضّ النظر عن المعتقدات والآراء المختلفة؟ كم من الناس يتعاطفون مع الآخرين، ولا يضطهدونهم، ولا ينتهكون شرفهم وممتلكاتهم؟
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: هكذا يجب أن يُسأل كم عدد المسلمين الذين يستخدمون تعاليم القرآن والإسلام وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويلتزمون بالصلاة والتقوى، ويتجنبون الكذب والنميمة وما حرّم القرآن؟ إلى أي مدى يرى البشر الحق لمن تختلف معهم في أفكارهم ومعتقداتهم؟
وتابع فضيلته قائلا: للأسف يقدر عدد الذين يهتمون بالقرآن والتعاليم الإلهية والحلال والحرام والدين ويفتخرون بالإسلام بالقليل، بينما يليق بالمسلم ألا يعمل بما يخالف سيرة الرسول الكريم، ويجتنب المعاصي.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: عند المراجعة إلى القرآن والسنة، نجد أن قدرة الإسلام عالية جدًا. حقوق الإنسان مضمونة في الإسلام. نصح النبي الكريم في اللحظات الأخيرة من حياته الحكام وجميع المسلمين باحترام حقوق غير المسلمين. يحمي الإسلام أرواح أهل الذمة وممتلكاتهم. كما نصح الخلفاء الراشدون باحترام حقوق غير المسلمين امتثالا لسيرة النبي الكريم. يجب مراعاة حقوق اليهود والمسيحيين والوثنيين وكل غير مسلم.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نهى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحجة الأخيرة في منى في الشهر الحرام وفي يوم العيد عن سفك دماء المسلمين، قائلا: “لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ”، فإن قطع الرأس وسفك دم المسلمين اعتبر كفرًا وإثمًا عظيمًا. الغيبة والتهمة والاستهزاء اعتداء على كرامة المسلم والاعتداء على المسلم ممنوع. إلى أين يتجه المسلمون والإنسانية اليوم؟ أولئك الذين يدعون احترام حقوق الإنسان، انظروا كم يحترمون حقوق الإنسان؟
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: على المسلم أن يلتزم بالإسلام، والمسلم لا يكون مسلما إلا إذا عاش في إطار الشريعة الإسلامية ويكون مطيعًا لأوامر الله تعالى، ولا يكون متبعا لأهوائه وشهوات نفسه.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات