أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (18 جمادى الثانية 1443) بعد تلاوة آية “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ”، إلى أن تأثير محبة الله ورسوله يكمن في العمل على الشريعة والتعاليم الشرعية، وترك المعاصي.
وقال فضيلته: محبة الله ورسوله سبب للحياة، وهي عين الإيمان. إن القرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة والعقل يأمر بمحبة الخالق والرسول صلى الله عليه وسلم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: «فوالذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده».
وأضاف فضيلته قائلا: حينما يحب الإنسان ربه، يترك الذنوب، ويدفع الزكاة، ويستيقظ من النوم لأداء الصلاة، والتوضؤ، والذهاب إلى المسجد في الهواء البارد، وتسهل له كل مشكلة. وهذا العشق بالله تعالى ورسوله سهل للصحابة والأسلاف الهجرة في سبيل الله والجهاد، وإطاعة الله ورسوله. فكان الصحابة يريدون مرضاة الله وإطاعة رسوله.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: لا يكفي إدعاء المحبة بالله ورسوله، بل المحبة المقبولة هي التي تكون من القلب، فالله تعالى ينظر إلى القلوب لمعرفة مقادير المحبة.
وأضاف فضيلته قائلا: المحبة تكون من شيئين، البعض من المحبة يكون من اللقاء، والبعض يكون من الأفكار. الصحابة رضي الله عنهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحبوه، لكننا الذي لم نشاهد الرسول الكريم يجب أن نفكر في محبتهم، ونفكر في نعم الله تعالى وعظمته وإحسانه. فكل ما نملكه من عند الله تبارك وتعالى.
وتابع فضيلته قائلا: إن الله دعانا إلى أن نفكر في نعمه وآياته؛ حينما يفكر الإنسان في الدنيا تدخل محبة الدنيا في قلبه، وحينما يفكر في الله وعظمته، وإحسانه، وآياته، تدخل محبة الله في قلبه. يجب أن نفكر في إحسان الله وخدماته، وشفقة الرسول الكريم وأهل بيته، وندخل محبتهم في قلوبنا لتستنير قلوبنا.
إزالة التصعيدات، وإقامة العلاقات الحسنة مع الجيران والعالم هي السياسة الحكيمة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى زيادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران وبعض القوى الكبرى، كما أكد على المسؤولين التزامهم بمرضاة الله والشعب في هذا المجال.
وتابع فضيلته قائلا: يسرنا أن المسؤولين يحاولون إقامة العلاقات بين شعبنا مع البلاد الكبرى المجاورة وغير المجاورة، والقوى الكبرى. هذه مبادرة تسرنا كثيرا. علمنا الإسلام أن نكون أهل التعامل والتسامح، ونختار التعايش السلمي.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: كمواطن أريد أن أطرح مطلبا في هذ المجال، وهو السر في النجاح، والطريق المهم في الوصول إلى النجاح، وهو أن نحافظ على الله وعلى الشعب في أي ظروف كانت. يقول الله تعالى: يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين.
وأكد فضيلته قائلا: الدراية الأصلية أن نحفظ حدود الله، ونجتنب ما يكون سببا لسخطه، يجب أن يكون الله معنا. اكتساب مرضاة الله ضروري لجميع الشعوب، والبلاد والقادة، والكبار و زعماء القوميات.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: المحافظة على الشعب، واستجلاب مرضاتهم، واستماع كلمتهم، وتلبية مطالبهم، مهمة جدا. كل نظام استطاع أن يحافظ الله، ويراعى شعبه، واستطاع أن يوفر أسباب مرضاة الله والشعب، سيخلد في الدنيا.
وأكد فضيلته على لزوم تطبيق العدل قائلا: يجب أن يعلم كافة المسؤولين والأنظمة، والحكام المسلمين وغير المسلمين، أنه لا يمكن حفظ نظام بغير تطبيق العدل، والمساواة، وحفظ الله والشعب. بسط العدل مهم جدا، وإن الله تعالى يرضى بالعدل.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: في بداية الثورة كان يطلق هتاف أن “الملك يدوم مع الكفر، ولا يدوم مع الظلم”. هذه حقيقة. فإن طبق العدل الفاروقي، والعدل العلوي في بلد، بإمكاننا أن نحفظ الله والشعب. نرجو أن يخطو مسؤولونا في طريق العدل وحفظ الله والشعب.
وتابع فضيلته على لزوم إزالة التصعيدات قائلا: إزالة التصعيدات، وإقامة العلاقات الحسنة مع الجيران، هي السياسة الحكيمة، ومطلب عامة الشعب الإيراني الذين لديهم مشكلات كثيرة، أن تكون أكثر الجهود في مجال حل مشكلات الشعب، وبناء دولة وتوفير الفرص وإزالة الفقر.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: توفير الفرص، وإزالة الفقر، من الوعود التي قطعتها دولة رئيسي، ونرجو أن يتم رفع خطوات في هذا المجال، ويخطو المسئولون في مجال إزالة العقوبات خطوات جادة، لتزول معاناة الشعب الإيراني، وأن يعود الذين خرجوا من البلاد بسب المشكلات إلى البلد، ويشاركوا في إعمارها.
وطالب فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأخير من خطبته، الدولة بأن تمارس رؤية متساوية بين القوميات والمذاهب في البلاد، قائلا: مطلبنا من دولة السيد رئيسي أن لا يكون هناك فرق بين القوميات والمذاهب الإيرانية في التعامل. نرجو أن يتم توظيف المؤهلين من القوميات والمذاهب في المستويات العليا، والمناصب الرئيسية في البلاد، وإدارة المحافظات والمدن. يرجو كل الشعب الإيراني أن يستخدم المسؤولون كفاءات القوميات المختلفة بسعة الأفق، والرؤية المتساوية.
تعليقات