اليوم :11 October 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الحكومات التي ترى نفسها ممثلة عن الإسلام يجب عليها أن تحيي الأخلاق الإسلامية

الحكومات التي ترى نفسها ممثلة عن الإسلام يجب عليها أن تحيي الأخلاق الإسلامية

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (11 جمادى الثانية 1443) إلى دور الأخلاق وسلوك الرسول الكريم والصحابة في انتشار الإسلام في العالم، موصيا الفئات المختلة ولا سيما الحكومات الإسلامية بإحياء الأخلاق الإسلامية والتأسي بالرسول الكريم في التحمل وسعة الصدر.
واعتبر فضيلته “ضعف الأخلاق” أكبر تحد للمجتمعات المعاصرة، قائلا: هناك ضعف في المجتمعات في العمل على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سيما في الأخلاق؛ لقد اكتفينا باسم الإسلام بدل العمل على تعاليم الإسلام وتطبيقها، ولم نهتم بالتعاليم الرائعة للرسول في مجال الاعتقادات والمعاملات، ولا سيما الأخلاق، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة فتحوا شطرا من العالم بالأخلاق والإخلاص والأعمال الصالحة، لقد تأثر الشعوب بالأخلاق الحسنة للرسول والمسلمين، واعتنقوا الإسلام بدل المقاومة والحرب.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لم ينتشر الإسلام بالقوة ولا بالسيف، بل انتشر بالصدق والأمانة والوفاء بالعهود، وكانت هذه الأخلاق سببا ليترك الكثير من الناس عبادة الأصنام والأوثان، ومعابد النيران، والذنوب والمعاصي، والعادات السيئة القبيحة المخالفة للقيم الشرعية والإسلامية. إن الإسلام صنع الإنسان بالاعتقاد الصحيح، والعمل الصحيح، والأخلاق الحسنة، ووسع رؤية الإنسان، ويزيدهم صبرا وتحملا.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعظم أسوة في الأخلاق الحسنة وسعة الأفق؛ يقول أنس رضي الله عنه: “خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت”. كان النبي صلى الله عليه وسلم واسع الصدر، يسمع كلام العبد والأمة، والعجوز. كان الصحابة رضي الله عنهم يقومون للجماعة، فكان أحدهم يأخذ بيده صلى الله عليه وسلم ويتكلم معه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن يسمع كلام المسلمين فحسب، بل كان يسمع كلام الأعداء والمنافقين، ويتحمل أذى المنافقين. والمنافقون يستهزئون به، ويقولون: “أذن” أي يسمع كلام كل شخص. وإن الله تعالى أثنى بنزول الآية صفة الاستماع إلى الناس، فقال : “قل أذن خير لكم”.
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حلم النبي الكريم وصبره، قائلا: نصح البعض من المسلمين أن يقتل المنافقين الذين يؤذونه، ويوصلون أخباره إلى الأعداء، ويضرون بالإسلام، ويطعنون فيه، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض مطلبهم هذا قائلا: “لا يتحدّث الناس أنه كان يقتل أصحابه”.
وأكّد خطيب أهل السنة قائلا: يجب على الحاكم أن يسمع كلام الناس؛ وهذا من علامات التحمّل وسعة الصدر. مع الأسف غابت الأخلاق الكريمة في المجتمع؛ يغضب الناس فورا، ولا يتحملون كلام المخالف. على المسلمين ولا سيّما الحكومات التي ترى نفسها ممثلة عن الإسلام، أن تتمسّك بالأخلاق الإسلامية والنبوية.

على المسئولين أن يعالجوا مشكلة هروب النخب من البلاد
وفي قسم آخر من خطبته، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه من هروب النخب من البلاد، وأضاف قائلا: مع الأسف صارت الظروف صعبة في البلاد، وهذه الظروف جعلت الحياة صعبة على الجميع.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أكبر ثروة وأهمها في بلد هي الثروة الإنسانية، ولا سيما أصحاب التخصصات والكفاءات والمهارات المختلفة. إن هروب الإيرانيين الذين لديهم مهارة وتخصص، وأنفق عليهم من بيت المال ليخدموا الشعب، خسارة كبيرة لا تتدارك.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: أسباب اعتراضات الطبقات المختلفة من الشعب كالعمال، والمعلمين، والمتقاعدين، والقضاة، وسائر الطبقات، هي الضغوط الاقتصادية. هؤلاء المعترضون لا يحركهم عدو ولا أي شيء، لكن الحقيقة أن المجتمع تحت الضغوط الاقتصادية الشديدة.
وأضاف فضيلته قائلا: المشكلات الاقتصادية شطر من المشكلات الوطنية والمطالب العامة للشعب، ويجب على المسؤولين القيام بحل هذه المشكلات.

على الدولة الثالثة عشرة أن تعمل بوعودها الاقتصادية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى انخفاظ قيمة العملة قائلا: هذه ليست مكانة العملة الإيرانية أن تفتقد قيمتها بحيث تصير أرخص من عملة الكثير من البلاد الفقيرة. هذه عملتنا الوطنية، ويجب أن تستعيد قيمتها.
وأضاف فضيلته قائلا: على الدولة الثالثة عشرة أن تعمل بوعودها الاقتصادية التي قطعتها، وتعيد قيمة العملة. هذا مطلب وطني وشعبي.

على العلماء أن يفكرو في إصلاح الشباب ويخططوا له
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم الاهتمام بالشباب قائلا: مطلبي من العلماء أن يهتموا بإصلاح الشباب الذين هم ثرواتنا في المستقبل، ويعقدوا لهم جلسات إصلاحية وتربوية.
وتابع فضيلته قائلا: على العلماء الكرام أن يعقدوا جلسات مختلفة للشباب والنساء في الأحياء المختلفة، ويقيموا دروسا أخلاقية واعتقادية والسيرة وغيرها. يجب علينا جميعا أن نسعى ليصل مجتمعنا إلى الأخلاق الكريمة، ويبتعد عن المنكرات والمعاصي، ويتأسى بسيرة الرسول الكريم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات