اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، اليوم الخميس (1 شوّال المعظم 1442) في خطبة عيد الفطر، “إقامة العدل” بحق أبناء أهل السنة، المطلب الوحيد لأهل السنة من النظام والمسؤولين في إيران.
وأضاف فضيلته قائلا: المكوّن السنّي مكون إيراني، وجميع شعب إيران متساوون أمام القانون. ينص الدستور على استثناءات فقط في انتخاب الرئيس، ولكن لا توجد استثناءات أو قيود في الدستور فيما يتعلق بانتخاب وزير ونائب رئيس والمشاركة في مراكز صنع القرار لأبناء الطائفة السنّة؟ لكن لا مشاركة لهم في مراكز صنع القرار إلا بضعة أشخاص يوجدون في مجلس الشورى.
وأردف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: تهميش أهل السنة عن مراكز صنع القرار سلوك شخصي يمارس نتيجة ضغوطات المتطرفين، في حين أن رؤية المتطرفين تضرّ بالجمهورية الإسلامية وتسبب تدمير البلاد. إيران لكل الإيرانيين، ونحن لا نقبل بأن إيران تختص بجماعة أو دين أو طائفة خاصة.
وصرّح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: المطلب الوحيد لأهل السنة من النظام والمسؤولين “إقامة العدل”، فلن تكون لدينا أي شكاوى إذا قامت السلطات بالعدل في حق المجتمع السني. مطالب المجتمع السني هي في نطاق الشريعة والعقل والعرف والقانون، وليست لهم مطالب تتجاوز هذه الحدود والمبادئ.
حققوا مطالب أهل السنة أوّلا ثم اطمحوا في حضورهم الواسع في الانتخابات
وواصل خطيب أهل السنة خطبته مخاطبا المسؤولين: أنتم تريدون أن ترتفع وتتقدم نسبة مشاركة أهل السنة في الانتخابات من الشيعة، لكن يجب أوّلاً إزالة التمييزات الموجودة ضد أهل السنة، و اكتسبوا مرضاة الشرائح المختلفة من الشعب الإيراني، وأحدثوا تغييرات، ووفروا الحريات المذهبية لأهل السنة في كافة المناطق، بعد ذلك إذا توقعتم أن يسبق أهل السنة الشيعة في الانتخابات، فإننا سنلبي هذا التوقع لكم.
وأضاف فضيلته قائلا: أهل السنة في السابق قاموا بتسخين تنّور الانتخابات بجهودهم الخاصة، لكن المرشحين لما فازوا في الانتخابات لم يوفوا بالمطالب والوعود التي قطعوها للمجتمع السني. إن هذا السلوك ترك تأثيرا سلبيا في نفوس أبناء أهل السنة.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: من هم الذين يرون أنفسهم فوق القانون ويمنعون حضور السنة في مراكز صنع القرار والإدارات العليا؟ هل هؤلاء المعرقلون أفراد وأشخاص أم مؤسسة ومنظمة؟! يجب دراسة هذه المشكلة لأهل السنة، فتعتبر قضايا أهل السنة من أهم القضايا في البلاد.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: على الرغم من أن نظام البلاد اليوم هو نظام الجمهورية الإسلامية، إلا أنّ علماء الشيعة هم المسؤولون وبيدهم الأمور، ولا دور لعلماء السنة، فلو كنا نحن علماء السنة في السلطة، لعرفنا كيف نتصرف، وأقسم بالله لو كانت الأمور بأيدينا لكنا نعتني بمشكلات ومطالب الشيعة اعتناء يدعون لنا بالخير.
وأضاف قائلا: إن سلوك علماء الشيعة مع أهل السنة سيبقى في تاريخ البلاد، وسيحكم العالم في هذا المجال، فحاولوا أن تتركوا ورائكم تاريخا مجيدا لنظام يقوده علماء الشيعة، وتصرفوا بطريقة يذكركم الناس بخير من أجل سلوككم مع المجتمع السنّي، ولا تتصرفوا بطريقة تترك ذكرى مريرة في التاريخ والأذهان.
يجب توسيع نطاق الانتخابات والسماح لأصحاب الآراء والاتجاهات المختلفة بالمشاركة فيها
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إلى تراجع نسبة مشاركة الشعب في انتخابات السنوات الأخيرة بسبب عدم التراضي، مؤكدا على لزوم سعة الأفق في مجال تأييد أهلية المرشحين، ليمكن الحضور لكافة التيارات السياسية.
وقال خطيب أهل السنة: الرؤية الواسعة وسعة الأفق، في مصلحة البلد والنظام، ونصيحتنا للمسؤولين ومن بيدهم الأمور، أن يوسعوا أنظارهم.
وأضاف: رفض الأهلية ليس أمراً مناسبا، سواء في انتخابات المجالس المحلية أو الانتخابات الرئاسية، ومن الممكن أن ينتهي إلى الإضرار بالوطن وأصل النظام، ولا يعجب أيّ إيراني بعيد النظر هذا الرفض الواسع، فلا ينبغي حصر الانتخابات في فصيلة واحدة، بل يجب توسيع نطاق الانتخابات والسماح لأصحاب الآراء والاتجاهات المختلفة بالمشاركة فيها.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: نحن لا نقول بأن تتم الموافقة على تأييد أشخاص غير المؤهلين، لكن لا بد من الموافقة على أهلية المستحقين والذين لديهم القدرة والمعرفة والخبرة الإدارية، ويجب أن يسمح للشعب أن يختاروا واحدا من بينهم.
وصرّح فضيلة الشيخ قائلا: الشعب يعرفون جيدا من يختارونه؟ الشعب متقدمون منا في هذا المجال، وهم يعرفون بشكل أفضل من هو لصالح الوطن، فيجب أن يُترك الشعب أحرارا في الانتخاب، وتترك مسؤولية الاختيار للناخبين الذين يمكنهم اختيار أي فصيل أو جناح يريدونه.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في كلمته إلى “التراجع الشعبي بسبب عدم التراضي” في السنوات الأخيرة و تابع قائلا: للأسف وبعد 42 عاما من الثورة، لقد شهدنا انخفاضا كبيرا في المشاركة الشعبية في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب انتشار الاستياء بين الشعب الايراني شيعة وسنة.
واستطرد فضيلته قائلا: الشعب يعانون من الفقر والبطالة والأزمة الاقتصادية، ولقد فقدت أموال الناس ورؤوس أموالهم قيمتها واعتبارها. لسوء الحظ هناك الكثير من الفساد المالي ونهب المال العام في البلاد أيضا، بحيث يُسمع أحيانًا عن اختلاس مبالغ ضخمة من بيت المال لم تتمكن السلطات أن تحول دون هذه الاختلاسات بإدارة رشيدة حكيمة.
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان: لماذا تنهب خزينة بيت المال التي هي حق عامّ للشعب في بلادنا؟! وفي بعض الأحيان يقوم بهذه الاختلاسات أشخاص يتظاهرون بأنهم متدينون وأتقياء ويقفون في الصفوف الأمامية في الصلوات والمسيرات، ولكن بعد فترة يسرقون الإبل وما عليها.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: من حق المواطنين الإيرانيين الشكوى وانتقاد السلطات بسبب هذه الاختلاسات، ولماذا لم يتمكنوا من الحفاظ على الخزانة بالإدارة والرقابة السليمة. هذه الاختلاسات والمفاسد المالية خطيرة وقد جلبت البؤس والبلاء إلى البلاد.
على المجتمع الدولي حل قضية فلسطين بطريقة عادلة ومنصفة
وأدان فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني قائلا: نحن ندين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني واقتحام قوات الكيان الصهيوني للأقصى، ونأمل أن يجد المجتمع الدولي طريقا لإنهاء هذه الاعتداءات الوحشية.
وأضاف فضيلته قائلا: علی المجتمع الدولي حل قضية فلسطين بطريقة عادلة تتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبهم المشروعة ولا سيما دولتهم المستقلة والعودة إلى بلادهم، ولا شك أن هذا الأمر له تأثير كبير في الأمن العالمي.
تعليقات