اليوم :29 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

لا بدّ من التخطيط لتربية الأولاد الدينية وتعليمهم

لا بدّ من التخطيط لتربية الأولاد الدينية وتعليمهم

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (7 رجب 1442) التخطيط والجهود من أجل التربية الصحيحة للأولاد وتعليمهم، من أهمّ خصائص الأسر الناجحة، مؤكّدا على ضرورة اهتمام الوالدين والعوائل بهذه القضية.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”: إنّ الله تعالى كلّفنا أن نسعى لإنقاذ أنفسنا وأهلنا، فلو فكرنا في أنفسنا فقط ولم نفكر في أولادنا وأعمالهم، فإننا لم ننفذ واجبنا ورسالتنا. مهمّتنا تجاه أنفسنا وأولادنا عظيمة، فيجب أن نهيئ لأولادنا مجال تعلّم القرآن الكريم حتى يتعلّم أولادُنا العلم والقرآن.
وأضاف فضيلته قائلا: القرآن الكريم دليل على حقّانية الإسلام وخلاصة جميع الكتب السماوية. فلو أنزل الله تعالى هذا القرآن على جبل لكان خاشعا متصدعاً، فعندما لا يستطيع الجبل أن يتحمل القرآن، يجب على الإنسان إظهار عجزه أمام الله تعالى وعظمة القرآن، والعمل على هذا الكتاب، فالقرآن كتاب من السهل تعلمه للجميع، و يتوفر تعلّمه للجميع، لذلك يجب أن يتعلم جميع أطياف المجتمع القرآن الذي هو كتاب هداية، وكتاب تكوين للإنسان، ويقرّبه من الله تعالى.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: لا تغفلوا عن أولادكم، لا تفكروا في زواجهم ومهنتهم ومنافعهم المادية فقط، لكن اسعوا أيضًا في توجيههم وتنشئتهم الصحيحة؛ أيقظوهم لأداء صلاة الفجر، ربوهم تربية إسلامية وإنسانية. الأولاد ثرواتكم وخلائفكم من بعدكم، انصحوهم، أوقظوهم لصلاة الفجر، واصحبوهم معكم إلى صلاة الجمعة والعيد والاجتماعت الدينية والاجتماعات القرآنية، واصحبوهم عندما تذهبون إلى جلسات الوعظ والسلام والمصالحة.
وأضاف قائلا: فكّروا في إنقاذ أنفسكم وعائلتكم من الجحيم؛ نفس هذا الفجور والكسل والزنا والقتل والرشوة والربا والذنوب والخطايا والمعاصي، ستتحول يوم القيامة إلى جحيم، وهذه الأعمال الصالحة تتحول إلى فردوس. ادركوا الشباب، وأرشدوهم إلى العلم والدراسة والعمل. لا ينبغي أن يكون أولادنا عاطلين عن العمل، ولكن يجب أن يتعلموا المهن والأعمال.
وأردف: كسب الحلال من الرزق عبادة، وسبب لمرضاة الله تعالى. لا تتركوا الأبناء يتعلمون الرذائل والفسق، ويجالسون مدمني المخدّرات، بل يجب أن يتربّوا تحت أيدي آبائهم وكبار السنّ. تعاملوا معهم بمحبة ورفق واحترموهم.
وتابع مدير دار العلوم زاهدان قائلا: الشباب رأس مالنا وثروثتنا، وهم ورثتنا، والأفضل لهم أن يرثوا منّا العلم والأخلاق والتقوى، لأنّ أفضل الميراث ليس المال والثروة، بل أكبر الميراث هو الإيمان والتقوى، والتربية الصحيحة، والوراثة العلمية، وأفضل العوائل هي التي تهتمّ بدروس أولادها ودينهم وأدبهم.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: من واجباتنا أن نفكر في وقاية النساء من النار، الكثير من النساء لا يراعين المسائل الشرعية، ويظهرن أمام الأجانب بملابس الزينة والمجوهرات، ويسكت الرجال على ذلك، في حين أنّ أي امرأة تظهر زينتها للرجال الأجانب قد ارتكبت معصية كبيرة. إبداء الزينة للأجنبي حرام ومعصية كبيرة، ومثل هذه المرأة يعاقبها الله تعالى، ووليّها مسؤول عنها أمام الله تعالى.
وأشار خطيب أهل السنة في نهاية الخطبة قائلا: كثر اليوم في حفلات الزواج ما يخالف الشرع، وتجدد الكثير من الخطايا المنسية للأسف. الزلازل والفيضانات والجفاف والأوبئة كلها بسبب أفعالنا الظالمة وغير المنصفة، والتي تجاهلنا فيها الله. يجب أن نتوب ونقرر تغيير مصير حياتنا ولنتواصل مع الله تعالى ونبتعد عن الذنوب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات