اليوم :18 April 2024

تحرير الأقصى أم بناء مسجد لأهل السنة في طهران؟

تحرير الأقصى أم بناء مسجد لأهل السنة في طهران؟

منذ أن سمّى آية الله الخميني يوم الجمعة الأخيرة من رمضان المبارك بـ “يوم القدس”، انطلقت كل عام -سوى هذه السنة بسبب جائحة كورونا- مسيرات لدعم الفلسطينيين وتحرير المسجد الأقصى والقدس الشريف، في بلادنا وبعض البلدان الأخرى.
لا أريد الحديث عن هذه المسيرات بأنها كم كانت مؤثرة في إضعاف الكيان الصهيوني، وكم كانت مؤثرة في توحيد صفوف الفلسطينيين أو المسلمين، لكن السؤال الأهم: “ما الجدوى عن هتاف يفتقد دعما وطنيا ودوليا، أو يفتقد الأدلة المنطقية والحجج والبراهين؟”
في عام 1401هـ قال أحد الأفراد غير المحليين للحاجّ ماموستا الملا “محمود القرباني”، في المركز الإسلامي الكبير (غرب إيران): «علينا أن نذهب ونحرر القدس». فردّ عليه الشيخ: «أخي! أوّلا اذهبوا إلى قرية “توريور” وطهّروها”.
وإنّما ذكرت هذا المطلب لأن المسلمين ما لم يتحدوا معا، وما لم يتضامنوا معاً فكريا، وما دام التكفيريون والدواعش موجودين بين الفرق الإسلامية، ولا يأذنون بقبول أصحاب الاتجاهات الأخرى، ويكفر بعضهم بعضا، ويستبيح بعضهم دماء بعض، كيف يمكن تحرير القدس؟ يكفي أن نجري مقارنة بسيطة بين إحصائيات قتلى الفلسطينيين في العراق وسوريا والأأردن مع قتلاهم في الأراضي المحتلة لنجد أن إسرائيل ما زالت أبيض وجهاً.
من جهة أخرى، هل يمكن تدمير النظام الصهيوني في ظلّ هذا التشتت والتفرق والانقسام بين الدول الإسلامية والمسلمين؟ إن العامل الأكبر في تحرير فلسطين هو وحدة المسلمين، والوحدة تعني أن يعترف بعضهم ببعض، وتعني مراعاة حقوق الأقليات من قبل الأغلبية، وتوفير العدالة.
فأهل السنة المحرومون في طهران من مسجد، كيف يثقون بهتافات المسؤولين حول تحرير القدس؟ افترضنا أن إيران حررت القدس، فهل تسمح بأن يمتلك أهل السنة فيها مسجدا؟
طبعا أنا شخصيا لا أرى بالفصل بين المساجد وتقسيم بيوت الله إلى شيعة وسنة، تلك البدعة التي ابتدعتها الصفويون، ولا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك إمام معين في المسجد، ولكن ليتقدم للإمامة اي شخص كانت قراءته أحسن، أو مثل سلطنة عمان، حيث المساجد ليست لأتباع مذاهب معينة، يتولى الإمامة كل شخص تقدم لها أوّلا.
في يوم الجمعة الأخيرة من هذا العام، لا تجري مسيرة “يوم القدس”، ومن المقرر أن يلقي المرشد الأعلى خطابا، فيرجى أن يقدم فضيلته من أجل إدخال الفرح في قلوب المسلمين، وإيقاع ضربة قوية على وجه الكيان الصهيوني، بتقديم هدية لأهل السنة في طهران، فيأمر ببناء مسجد باسم القدس أو الأقصى لأهل السنة في طهران، ويخطو أول خطوة لتحرير القدس، ليكون بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين الأيوبي رحمه الله، هو القائد الثالث الذي يدخل القدس.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات