اليوم :30 March 2024

عداوة اليهود لجبريل والملائكة (تفسير آيات 97 إلى 101 من سورة البقرة)

عداوة اليهود لجبريل والملائكة (تفسير آيات 97 إلى 101 من سورة البقرة)

قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٩٧﴾ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴿٩٨﴾

التفسير المختصر
اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: مامضى نبي من الأنبياء إلا وأتاه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن صاحبك حتى نتابعك؟ قال: (جبريل) قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال، ذاك عدونا! لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر وبالرحمة تابعناك، فأنزل الله الآيات التالية:{ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ} ليعلم الذين يعادون جبرئيل أنهم لا دليل لهم في ذلك على قبول القرآن ورفضه لأنّ جبريل ليس إلا رسولا أتى بآيات الله فحسب، {عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله} لماذا تنظرون إلى خصائص من أتى بالقرآن ولا تنظرون إلى القرآن نفسه {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} وهذه من خصائص الكتب السماوية، فالقرآن الكريم في كل حال كتاب سماوي يجب إتباعه، ورفضه بسبب العداوة مع جبرئيل حماقة خالصة، أما مسئلة عداوة جبرئيل نفسه، فيجب أن تعلموا بأن عداوة الله أو عداوة ملائكته أو عداوة رسله تعتبر في درجة واحدة عند الله تعالى وفي الآية التالية بيّن الله سبحانه تعالى حكم كافة أنواع هذه العداوات قائلا:
قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٩٧﴾ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴿٩٨﴾

****

وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾

التفسير المختصر
قال بعض اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل عليك من آية بينة فنتبعك بها؟ فأنزل الله هذه الآية: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} واضحات يعرفونها جيدا، وإن إنكارهم لها ليس بسبب عدم معرفتهم لهذه الآيات، بل سبب ذلك عادتهم في العدول عن الحق،{وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}أي المتمردون من الكفرة.

نقض بعض اليهود للعهود
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾

التفسير المختصر
قال بعض اليهود: والله ما أخذ علينا عهد في كتابنا أن نؤمن بمحمد ولا ميثاق، فنزلت هذه الآية.

فائدة:
إن الله جعل بعضهم نابذين للعهد وخصهم بالذكر ولم يحكم علي جميعهم بالنكث والنبذ، وفيه إشارة إلى أن هناك من يوفي بالعهد منهم ومنهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم.

****

وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّـهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾

التفسير المختصر
في الآيات التالية بيان عن نبذ العهد وهو عدم الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ الله مُصَدِّق لِمَا مَعَهُمْ} من التوراة، لأن فيها خبر نبوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان الإيمان برسول الله هو العمل على حكم من أحكام التوراة التي يؤمنون بها ككتاب سماوي من عند الله تعالى {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ الله} التوراة، {وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} لم يعملوا به، {كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات