اليوم :18 April 2024

الدعم الشامل لشيخ البصيرة والاعتدال؛

أهل السنّة في إيران أدانوا التصريحات المسيئة لفضيلة الشيخ عبد الحميد

أهل السنّة في إيران أدانوا التصريحات المسيئة لفضيلة الشيخ عبد الحميد

نشرت قناة “ولاية” التي تبث من مدينة “قم”، يوم الخميس 15 رجب 1438، في برنامج عنوانه “الدفاع من الثقلين” تصريحات مسيئة لفضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران. هذه التصريحات أثارت موجات سخط عارمة بين مختلف الأوساط من أهل السنة في إيران والمنطقة وإدانتهم الشديدة للقناة المذكورة والقائمين عليها.
بثّ هذه التصريحات حول شخصية مثل الشيخ عبد الحميد على قناة مذهبية رخصت نشاطاتها في إيران، وهي تحت إشراف آية الله مكارم شيرازي، أحد كبار مراجع الشيعة في إيران، أثار قلق الناصحين والباحثين عن الوحدة والسلام بين المسلمين في المنطقة.
أعرب العلماء والشخصيات العلمية وأئمة الجمعة وبعض المسؤولين السياسيين والمجمعات والمراكز العلمية عن أسفهم تجاه هذه التصريحات من خلال إصدار بيانات مختلفة، وطالبوا جميعا بمعاقبة القائمين على هذه البرامج المهينة وبثها.

ردود أفعال العلماء والشخصيات الدينية
أصدر فضيلة الشيخ السيد “محمد فاضلي موحد” رئيس مجلس علماء أهل السنة في مدينة “تايباد” (في محافظة خراسان الرضوية) بيانا، وصف فيه فضيلة الشيخ عبد الحميد بـ “الشخصية الذي يسعى للوحدة والتقريب، والشخصية الأبرز بين أهل السنة في إيران”، وأضاف منددا بالإهانة الموجهة إلى الشيخ في القناة المذكورة: “ندين هذا التصرف البشع، ونؤكد أن الإساءة إلى الشيخ عبد الحميد هي إساءة إلى جميع أهل السنة”. وتابع فضيلته قائلا: “نطالب المسؤولين بالتعامل الجاد مع الشخص الموهن والأفاك”.
كتب الاستاذ “حسن أميني” قاضي التمييز الشرعي في كردستان، رسالة تهنئة إلى الشيخ عبد الحميد قال فيها: “أهنئكم على هذه الإساءات الأخيرة التي وجهها إليكم الحاقدون؛ لأن التعرض للإساءات والإهانات والأذى بسبب العقيدة والتوحيد والدفاع عنها، هو نصيب المستضعفين والأنبياء والدعاة عبر التاريخ”.
ذكر مدير مدرسة الإمام البخاري للعلوم الدينية في مدينة “سنندج” في قسم آخر من رسالته: “الشيخ عبد الحميد هو أمل أهل السنة جميعا، ويحترمه أكثر الشيعة الذين يبتغون السلام والهدوء. فالإهانة إلى مكانته، كالإهانة إلى أهل السنة جميعا والعداوة معهم”.
كما ندد فضيلة الشيخ “محمد كل خاشي” مدير معهد مخزن العلوم في مدينة “خاش”، في بيان له، بهذه الإهانة، واصفا فضيلة الشيخ عبد الحميد بـ”مجدد العصر”، قائلا: “نحن العلماء والمدرسون وعامة سكان مدينة خاش، نقدم دعمنا الشامل ونعلن دعمنا ودفاعنا عن الشيخ عبد الحميد -سلمه الله تعالى ورعاه- مستنكرين بهذه التصرفات المشينة للقناة المذكورة”.
واستنكر مدير معهد أحناف في مدينة “خواف” وأحد أبرز علماء السنة في محافظة “خراسان الرضوية”، فضيلة الشيخ “حبيب الرحمن مطهري”، في بيان أصدره، الإهانات الأخيرة إلى الشيخ عبد الحميد، واصفا فضيلته بـ “العالم المعتدل، والمنادي للوحدة، ومحب الوطن والشعب”، وأضاف قائلا: “أدين هذه التصريحات المليئة بالأغراض السيئة للشخص المذكور [حجة الإسلام أبوالقاسمي]، وأدعو الناس إلى الهدوء والوحدة، وأطالب المسؤولين أن لا يسمحوا لأشخاص مثل هؤلاء، أن يهينوا ويسئوا إلى علماء أهل السنة”.
الشيخ “عبد المجيد مرادزهي” أحد كبار الباحثين لأهل السنة اعتبر في مقالة له، هذه الإساءة “إهانة وقحة” و”تهمة بشعة”، وصف عناصر كهذا الشخص بـ “عملاء الصهاينة”. كتب فضيلته: “من المؤسف أن السلطات الأمنية والقضائية لا يقومون بخطوة ضد أناس مثل هؤلاء الذين هم أعداء للوحدة ومتناغمون مع المتطرفين!”

رد فعل المراكز العلمية والثقافية
أعلن تنظيم “مكتب القرآن” في محافظة كردستان، الذي هو من أهم المراكز الثقافية في كردستان، تضامنه مع الشيخ عبد الحميد، في بيان جاء فيه: “نحن ندين بشدة هذه الإهانة الصريحة والسخيفة إلى ساحة هذا العالم الجليل، ونرجو من السلطات القضائية والأمنية والمؤسسات الأخرى أن تقوم بالرد القاطع والمنصف على المسيئين إلى هذا العالم الجليل”.
كما أصدر أساتذة وطلاب مدرسة “مولانا عبد العزيز رحمه الله” في زاهدان بيانا، عدّوا الإهانة الأخيرة لقناة “ولاية” سببا لجرح قلوب أهل السنة في إيران. وجاء في قسم من هذا البيان: “الشيخ عبد الحميد شخصية فذة في عصرنا؛ شخصية نشاطاته تشمل كافة المذاهب والأقوام، ويريد الخير للمسلمين جميعا، ويحبه الشيعة والسنة جميعا”.
نظرا إلى شعبية فضيلة الشيخ عبد الحميد، امتدت الاعتراضات وبيانات الاحتجاج إلى البلدان المجاورة، لاسيما أفغانستان، وأصدر العلماء والمراكز الثقافية بيانات تنديد واستنكار، ردا على هذه الخطوة القبيحة لقناة “ولاية”.
وأدان أساتذة وطلاب “دارالعلوم عالي أنصار” في مدينة “هرات”، غربي أفغانستان، وكذلك “مجمع المدارس العامة والمؤسسات الدينية في أفغانستان” في بيانات مختلفة، هذه الإهانة إلى سماحة الشيخ عبد الحميد، وأعلنوا دعمهم لفضيلته.

ردود خطباء الجمعة لأهل السنة
من منصات خطب الجمعة أيضا أعلن خطباء الجمعة في مختلف المناطق من إيران، استغرابهم على الإهانة المذكورة إلى الشيخ عبد الحميد حفظه الله.
ففي محافظة “كلستان” (شمالي إيران)، أعرب فضيلة الشيخ “محمد حسين كركيج”، خطيب أهل السنة في مدينة “آزاد شهر” في خطبة الجمعة، عن أسفه على هذه الخطوة الموهنة، قائلا: “يجب منع أناس غير المتعهدين في القنوات الفضائية الذين يفترون على الشيخ عبد الحميد ويكذبون عليه”.
كما وصف فضيلة الشيخ “غلام حيدر فاروقي”، مدير معهد الصديق وخطيب أهل السنة في مدينة “بيرجند” (عاصمة محافظة خراسان الجنوبية) في خطبة الجمعة، الشخصَ الذي أساء إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد، بـ “الشيعي العميل لبريطانيا”، وأضاف قائلا: “نحن ندين هذه الإهانة بشدة، ونطالب المسؤولين أن يعاقبوا من سعى للطائفية بين المسلمين”.
وفي مدينة “طبس مسينا” (في محافظة خراسان الجنوبية) وصف الشيخ “محمد حسن برفي”، خطيب الجمعة فيها، فضيلة الشيخ عبد الحميد بـ “الشخصية العالمية”، وأضاف قائلا: “فضيلة الشيخ عبد الحميد له احترام وقبول داخل البلاد وخارجها. يعرفه العالَم كشخصية معتدلة ومصلح مناد للوحدة”. وتابع فضيلته قائلا: “لا ينبغي أن يسمح المسؤولون لأشخاص ذوي النوايا السيئة والمتطرفة أن يهينوا إلى الشيخ عبد الحميد، فالإهانة إلى الشيخ عبد الحميد هي إهانة إلى أهل السنة جميعا، ونحن لا نقبل بهذا. من أراد الإساءة في أي ثوب لن نتحمله ونرفضه بشدة”.
وفي مدينة سراوان (في محافظة سيستان وبلوشستان) انتقد خطيب الجمعة فيها، فضيلة الشيخ “عبد الصمد ساداتي” الإساءة إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد، ووصف تصريحات أحد خبراء قناة “ولاية” بـ “الكلمات السخيفة البعيدة عن العقل، التي هي نقض لمواثيق المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب”، معتبرا فضيلة الشيخ عبد الحميد بـ “داعية الوحدة والإصلاح والتقريب بين الأمة المسلمة”.
وأدان الشيخ “فضل الرحمن كوهي”، خطيب أهل السنة في “بشامك” إساءة خبير قناة “ولاية” لفضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: “فضيلة الشيخ عبد الحميد من خطوطنا الحمراء. لو كان عندي ألف ولد، لضحيت بهم جميعا للشيخ عبد الحميد”. وأكد فضيلته على ضرورة معرفة قدر الشيخ ومكانته.
كما أكد فضيلة الشيخ “فضل الرحمن حقاني” الخطيب المؤقت لأهل السنة في جامع الخليل بمدينة “خاش” على لزوم الاتحاد والتضامن قائلا: “التلاعب بالأمن عمل قبيح جدا بأي شكل كان. من يحمل أفكارا متطرفة مثل هذا الشخص، يجب إدانته من مختلف المنصات. الشخصيات الوطنية والشعبية ذوات قيمة، وكل إهانة وإساءة إليهم خطوة قبيحة غير مشروعة”.

موقف الرموز السياسية والمدنية
وصف الدكتور “جلال جلالي زاده” أستاذ الجامعة والنائب الأسبق في مجلس الشورى الإسلامي عن مدينة “سنندج” (عاصمة محافظة كردستان) ومن نخب السنّة ورموزهم في الساحة السياسية، الشيخ عبد الحميد بـ “منادى الوحدة”، وربط إهانات وافتراءات قناة “ولاية” إلى التيار الذي يضر دائما في الظروف الحساسة إلى الوحدة الوطنية والمذهبية للشعب الإيراني.
كما كتبت السيدة “سعيدة خاشي”، من الناشطات في المجالات المدنية، في مذكرة لها، معربة عن أسفها من الإساءة الأخيرة إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: “فضيلة الشيخ عبد الحميد ليس فقط عالما دينيا، بل هو ملجأنا في الأيام الصعبة والعصيبة. يجب أن نسعى لنعرف قدره أكثر”. أضافت السيدة خاشي في مقالتها: “يسرنا أن زعيم أهل السنة في إيران ينادي للوحدة منذ سنوات من منصته الشعبية، وخطواته كانت متضامنة مع مصالح البلاد والوطن، ولم يفكر إلا في مصلحة شعبه في جميع الأيام العصيبة. باعتداله وجهوده في مجال السلام، صار زعيما محبوبا وشعبيا لأهل السنة في إيران، وشخصية بارزة في العالم الإسلامي، ومصلحا يريد الخير للمواطنين الإيرانيين جميعا”.

ردود أصحاب القلم والإعلاميين لأهل السنة
انتقد الشيخ “عبد الحكيم سيد زاده” الباحث الديني لأهل السنة وأحد أبرز أساتذة معهد “عين العلوم في “كشت” من توابع مدينة “سراوان” في قناته الشخصية على تلغرام، هذه الإساءة، قائلا: “لا يرجى ممن يسيئون إلى أزواج الرسول ويسبون الخلفاء الراشدين ويتهمونهم، أن لا يسيئوا إلى الشيخ عبد الحميد حفظه الله. وما نقموا منه إلا أنه يؤمن بالله العزيز الحميد”.
هكذا أعلن جمع كبير من الكتّاب والإعلاميين كالشيخ عبد الرحمن حسن زهي، وعبد الحكيم شه بخش، ويعقوب شه بخش، وولي الله رفيعي، وحسين سليمان فور، وغيرهم من الكتّاب والإعلاميين في مقالات انتقادية مختلفة لهم، تبرءهم من الإهانة إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد، مؤكدين على لزوم وعي المسؤولين، والحظر على النشاطات المشبوهة للتيارات المتطرفة الشيعية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات