اليوم :19 March 2024

الشيخ مطهري في حوار خاص مع موقع سني أون لاين:

الإساءة إلى مقدسات أهل السنة من موانع الوحدة والتقريب

الإساءة إلى مقدسات أهل السنة من موانع الوحدة والتقريب

الإشارة: الشيخ “حبيب الرحمن مطهري” شخصية معروفة لأهالي منطقة خراسان والمحافظات المجاورة. شخصية علمية ذو مكانة رفيعة بين الأوساط السنية في إيران. يتولى الشيخ مطهري رئاسة معهد أحناف في مدينة “خواف”، أحد أكبر وأنشط المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة خراسان الرضوية.
في حوار مع موقع “سني أون لاين”، يتطرق فضيلة الشيخ مطهري إلى المسائل المختلفة حول الوحدة بين المسلمين وإلى أوضاع أهل السنة في خراسان.
وإليكم نصّ هذا الحوار الرائع:

سني أون لاين: فضيلة الشيخ مطهري! ما هي أهم الموانع تجاه الوحدة حسب وجهة نظركم؟
الشيخ مطهري: موانع الوحدة بين الأمة عديدة. من هذه الموانع عدم التعرف الصحيح والدرك الجيد بالنسبة إلى حقوق ومطالب بعضنا من بعض. لو أدرك الشيعة والسنة بعضهم بعضا، ووصلوا إلى تفاهم، لحلت الكثير من المشكلات.
“التمييزات” و”عدم مراعاة حقوق البعض” مانع أساسي تجاه الوحدة، كما أن بعض المسؤولين يفرضون سلائقهم الشخصية، وينقضون الوحدة. لأجل هذا يقول الناس إن الوحدة اختصرت في القول والكلام. فإن كانت هناك إرادة قوية للوحدة، كما قال مؤسس الثورة: “أهل السنة إخوتنا ومتساوون معنا في الحقوق”، لماذا لا تُشاهَد هذه المساواة في العمل؟ لأجل هذا ينشأ سوء ظن بالنسبة إلى المنادين بالوحدة والباحثين عن التقريب بين المذاهب بسبب فقدان المطابقة بين القول والعمل.
المانع الآخر تجاه الوحدة، هو عدم الاحترام إلى المقدسات. الوحدة تتحقق مع مراعاة الاحترام والتأكيد على المشتركات. فتوجيه التهم والافتراء بناء على الظنون والروايات الضعيفة والدعاوي الكاذبة، مانع آخر تجاه الوحدة.

سني أون لاين: ما هو اقتراح فضيلتكم للوصول إلى الوحدة العملية وإزالة الموانع؟
الشيخ مطهري: هناك طرق وتدابير كثيرة لإزالة الموانع. الموانع التي أشرنا إليها، إذا غابت تلك الموانع تحصل الوحدة. إذا أخلص المسلمون بعضهم بالنسبة إلى البعض، ولا يكذب بعضهم على آخر، ويراعوا احترام المقدسات، ولا تجري في التوظيف قضية المذهب، تتحقق الوحدة حينذاك. الشباب المؤهلون الباحثون عن الحرف لأهل السنة، لديهم مشكلة ويواجهون تمييزات في الاستخدام. لابد من حل هذه المشكلات لتحقيق وحدة عملية.

سني أون لاين: لو قيست المشتركات بين طوائف المسلمين مثل أهل السنة والشيعة، نجدها أكثر بالنسبة إلى المشتركات مع أتباع الديانات الأخرى كالمسيحية، لكن رغم ذلك، النزاعات مع الأديان الأخرى أقل مما بينها؛ حيث احتيجت إلى إقامة مؤتمرات الوحدة، وتبذل جهود للتقريب بين الشيعة والسنة التي تدل على وجود الطائفية والمشكلات. ما سبب ذلك؟
الشيخ مطهري: أشرتم إلى نقطة هامة. الحقيقة أن المقدسات ضرورية لكل مسلم. هناك مقولة معروفة تقول: “الأول هو الرأس، ثم الشرف، ثم المقدسات”، بل ربما تكون المقدسات أهم للبعض ولها الأولوية. وأتباع الديانات الأخرى التي ذكرتموها محتاطون بالنسبة إلى هذه المسائل، وإنهم يحتاطون في ظاهر الأمر، ولكن نجد بين المسلمين من يضع رجله في هذا الوادي. المهم لأهل السنة احترام الصحابة وأمهات المؤمنين. هذه القضية ضرورية وبإمكانها أن تفرق وحدتنا. لأجل هذا نضطر إلى إقامة أسبوع الوحدة لنتحدث عن المشتركات.

سني أون لاين: يبدو من كلامكم أن هناك عاملين مانعين أمام الوحدة بين الشيعة والسنة، أحدهما سياسي وهو التمييزات، والآخر مذهبي حيث لا احترام للمقدسات. ومن جانب آخر تعقد مؤسسات مختلفة مؤتمرات وجلسات للوحدة والتقريب. ومن ناحية نشهد تصعيدا في العلاقات بين الطوائف في المنطقة حيث زادت نسبة التفرق والتشتت بين المسلمين. فهل الجهود التي بذلت لأجل الوحدة ذهبت أدراج الرياح ولم تنتج شيئا، أم لابد من اتخاذ حلول وتدابير أخرى؟
الشيخ مطهري: لا نستطيع أن نقول هذه الجلسات لم تكن لها تأثير. في هذه المؤتمرات يجلس بعضنا مع بعض ونتحدث فتقلّ المشكلات، لكن لابد من اتخاذ تدابير وخطوات أكثر في هذا المجال. وقصدي من هذه الخطوات ليس المزيد من الجلسات والمؤتمرات، بل لابد من تطبيق ما قيل في هذا المجال، وإلباس ما يطرح في المؤتمرات ثوب العمل.
على المسؤولين الكبار وكذلك الوزراء أن يصدروا أحكامهم الخاصة لإزالة هذه التمييزات. يجب أن تراعى حقوق الأشخاص. لابد من الحرية في العقيدة والشؤون المذهبية، ومراعاة حقوق المواطنة. هناك حاجة إلى جهود أكثر.

سني أون لاين: سماحتكم من كبار علماء خراسان، ولكم شهرة واحترام أيضا في سائر المحافظات. بعد الانتخابات الأخيرة حدثت تطورات، وجرى تعيين مساعد خاص لرئيس الجمهورية في شؤون الأقوام والمذاهب، ولقد قطع الرئيس وعودا قبل الانتخابات وبعدها للأقوام والمذاهب. ما مدى تحقق هذه الوعود على أرض الواقع، وإلى أي حد تابعت فضيلتكم هذه الجهود؟
الشيخ مطهري: أهل السنة يتابعون هذه المسائل. كل مرشح للرئاسة ظهر في مسرح الانتخابات وأعلن أنه سيؤدي حقوق أهل السنة، أهل السنة صوّتوا له، بحيث حاز خاتمي سابقا وروحاني حاليا على معظم أصوات أهل السنة.
لكن الحقيقة أن الوعود الانتخاباتية لم تصبح عملية، مع أننا شاهدنا حدوث تغييرات جزئية، وسمعنا عن تطورات إيجابية في بعض المحافظات السنية في توظيف أهل السنة في الدوائر، وهذه خطوة باعثة للأمل. وإن لم نشهد في خراسان مثل هذا التطور، لكن لا نستطيع أن نقول لم يحدث أي شيء. لقد تحسنت الأوضاع بالنسبة إلى السابق بحمد الله تعالى، ولكن هذا القدر لا يكفي، وينبغي العمل بهذا الخصوص. لقد قمنا حسب استطاعتنا في هذا المجال. راسلنا المسئولين، وتابعنا القضية، وننتظر لنرى إلى أي مدى سيعمل كبار مسؤولينا، وهل يعتبرون هذه الرسائل جديرة بالانتباه أم لا؟

سني أون لاين: كيف الوحدة في خراسان والعلاقات بين الشيعة والسنة؟ وكيف تستعرض فضيلتكم أوضاع أهل السنة في تلك المناطق؟
الشيخ مطهري: الحمد لله في خراسان تسود أجواء الوحدة. هناك توجد وحدة جيدة بين العلماء وبين عامّة الناس في كافة مدن خراسان مثل “تايباد” و”تربت جام”. يحضرون الجلسات والمؤتمرات، ويتعايش الناس بينهم في أمن وهدوء. المشكلة الأساسية لأهل السنة في خراسان توجد في التوظيف، حيث لا يؤظف شباب أهل السنة كما يُتوقع، ونحن نتابع هذه القضية ونرجو حلها.

سني أون لاين: ما تقييمكم للأوضاع الثقافية والمذهبية؟
الشيخ مطهري: لا توجد مشكلة خاصة من الناحية الثقافية في مدينتنا “خواف”. قد نواجه أحيانا مشكلات لإنشاء المساجد في بعض المناطق وضواحي المدن، حيث أخذ الترخيص لبناء مسجد قد يستغرق سنة أو سنتين.

سني أون لاين: أهل السنة منتشرون في إيران الواسعة في محافظات عديدة أغلبها حدودية وفي فواصل بعيدة. بمَ تشير سماحتكم لأجل انسجام أفضل ووحدة أحسن بين هذا المكوّن؟
الشيخ مطهري: هذا هو مطلبنا أن يتحد أهل السنة، وأن يعطي النظام هذا الحق لأهل السنة وشعبه أن يكون لديهم تنظيمهم الخاص، وأن يكونوا على علاقة وتواصل بينهم، وأن يؤسسوا حزبا مستقلا إذا شاؤوا، وأن لا تواجهوا المشكلات والعراقيل في التواصل والعلاقات بينهم على الأقل.

سني أون لاين: هل رُفعت خطوات لجمع أهل السنة على صعيد واحد لحد الآن؟
الشيخ مطهري: في مثل هذا المجال يجب أن يتقدم أمثال فضيلة الشيخ عبد الحميد وغيره من كبار العلماء والشخصيات. ففضيلة الشيخ عبد الحميد يتمتع بمكانة قيادية ومعنوية وشهرة عالمية، ونحن نرجو أن يتحد أهل السنة وأن يكونوا يدا واحدة.

سني أون لاين: الاجتماع السنوي الذي يعقد بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم زاهدان، يحضرها أناس من الطبقات المختلفة. لكن ظهرت مشكلات في السنوات الأخيرة وممانعات من المشاركة في هذا الاجتماع. في بعض الأحيان يُمنع بعض كبار علماء أهل السنة الذين يقصدون المشاركة في هذا الاجتماع من خراسان. برأيكم أليس هذا بمعنى المنع من الانسجام بين أهل السنة في إيران؟
الشيخ مطهري: نعتقد أن هذه التصرفات تصدر من مسؤولين محليين. عندما نتكلم مع الكبار في مستوى رفيع، لا نشعر أن هناك قصدا مثل هذا. نعتقد أنها تصرفات شخصية لأهداف ذاتية من جانب من يقصد الإخلال بالوحدة الإسلامية.

سني أون لاين: كلمتكم الأخيرة؟
الشيخ مطهري: وفقكم الله وأيدكم. لموقع “سني أون لاين” نشاطات جيدة في المجالات الثقافية. نرجو أن ترافقكم التوفيقات والتأييدات الإلهية، إن شاء الله.

سني أون لاين: نشكركم على قبولكم لدعوتنا.

تعليقات

تعليق واحد لـ : “الإساءة إلى مقدسات أهل السنة من موانع الوحدة والتقريب

  1. يقول حسن صالح عبد المعطى كباش:

    يا اهل السنة و يا أهل الشيعة بالله عليكم انبذوا خلافاتكم و كونوا تحت لواء لا اله الا الله محمد رسول الله اتحدوا لتكون كلمة الله هى العليا فان عدوكم لا يريد مسلما شيعيا أو سنيا ولا يريد ان يسمع اسم محمد حتى من أفواه اللذين يسيرون فى ركابه و يحتمون به ان عدوكم يريد ان يعمق الخلافات بينكم بالحق و بالباطل و ينشر الاكاذيب ليزيد اشعال نار الفتنة بينكم فأجمعوا أمركم و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات