اليوم :28 March 2024

العلامة المفتي محمد تقي العثماني كما تصفه زوجته

العلامة المفتي محمد تقي العثماني كما تصفه زوجته

انتباه: مجلة (the intellect) الباكستانية مجلة إنجليزية شهيرة تعالج الموضوعات الدينية وتعنى بإصلاح المجتمع، وفي عددها الأخير، أجرت حوارا مع زوجة العلامة المفتي محمد تقي العثماني حفظه الله حول حياتهما الزوجية وأعمال العلامة وعاداته في البيت وأسرار تفوقهما في الحياة الزوجية.
وفيما يلي مقتطفات من هذا الحوار:

اختار الله لي خير شريك للحياة
تتكلم زوجة العلامة المفتي محمد تقي العثماني عن مدى مساعدتها لزوجها في الأعمال المنزلية، فتقول: وقد عاهدت الله منذ اليوم الأول من حياتنا الزوجية أن أباشر أمور البيت بنفسي بحيث يخلو عنها ذهن زوجي حتى يصرف جميع أوقاته لترويج العلم وإشاعته، وقد مضى على زواجنا سنين وأنا بنفسي أدير أمور البيت وأعالجها حتى إن سلك التليفون لو انقطع أصلحه بنفسي حتى لا ينشغل ذهن زوجي بهذه الأمور، وأحمد الله على أن منحني خير شريك للحياة.

لا أرغب في الجولة والشراء
وفي رد سؤال عن أسفار العلامة إلى خارج البلاد ومدى دورها في هذه الأسفار، تقول: وقد صحبت زوجي غير مرة إلى خارج البلاد، وفي الطائرة هو يقوم بأعماله العلمية عبر الحاسوب وأنا أشتغل بتلاوة القرآن، وفي الفنادق أقضي جلّ أوقاتي بالمطالعة، والمطالعة في الحقيقة هوايتي الخاصة، وفي هذه الأيام أتعلم اللغة العربية حتى أقدر على مطالعة الكتب العربية والاستفادة منها. لا أرغب كثيرا فی الجولات والتنزهات والشراءات والصفقات. كثير من السيدات تقترح الجولة والتنزه، إلا أنني أفضّل البقاء في الفندق، ولكن سواء كنا في كراتشي أو في لندن أو في أي مكان آخر أتمشى مع زوجي وأتجول بقصد الرياضة لمدة نصف ساعة بعد صلاة الصبح، وبعد العصر أمارس الرياضة عبر المشاية الكهربائية (تريد ميل)، وأتلو القرآن في هذه الحالة.
وفي خارج البلاد عندما ينتهي زوجي عن أعماله ومشاغله العلمية يمكث ليوم مزيدا ليجوّلني في الأماكن المهمة.

أعمالي اليومية تناغم أوقات عمل زوجي
كيف ينقضي يومكم العادي؟ تقول الزوجة الكريمة في الجواب عن هذا السؤال: أحاول أن تتناغم وتنسجم مع أعمالي اليومية أعمال زوجي ونشاطاته حتى يرتاح أكثر، ولي محاضرات في كل خميس لمعلمات وتلميذات مؤسسة “الحراء”، وعامة أستفيد من كتب زوجي، ومؤسسة الحراء تابعة لدارالعلوم والمنهج الدراسي فيها على نمط كامبريدج (Cambridge).
وفي عامة الأحوال أمارس الرياضة والمشي بعد صلاة الصبح، أتناول الفطور في الساعة السابعة والنصف، ومن الثامنة إلى العاشرة يذهب زوجي لتدريس صحيح البخاري وأنا أشتغل بأمور البيت، وبعد العاشرة يعود إلى البيت ويشتغل بتأليف الكتب وكتابة المقالات. ومن الثانية عشرة إلى الثانية ظهرا يجلس في مكتبه، وبعد صلاة الظهر نتناول الغداء، ثم نقيل ونستريح إلى الثالثة والنصف، ثم يذهب زوجي إلى مكتبه ليلتقي بالأساتذة والطلاب والضيوف.
بين العصر والمغرب خاص بالأهل والأسرة، فنجتمع جميعا ونتبادل حول موضوعات مختلفة. وبعد صلاة المغرب يشتغل العلامة المفتي بالتأليف والتحقيق. وبعد العشاء نجتمع ونتناول العشاء، وبعد تناول العشاء يقرأ العلامة المفتي علينا كتابا لمدة عشر إلى خمسة عشرة دقيقة، وعامة يحكي لنا قصصا إسلامية، ويلزم فيه حضور جميع أفراد الأسرة من الأولاد والأسباط. ثم يشتغل زوجي بالمطالعة والتصنيف إلى الساعة الثانية عشرة.

الإصلاح بالمحبة والرفق لا بالعنف والقوة
وفي الرد على سؤال حول الغزو الثقافي الغربي للمجتمع الإسلامي وطرق إصلاح المجتمع النسوي تقول: ينبغي أن تعقد للنساء مجالس دينية بالاستمرار والدوام، وفيها فوائد جمة، ويمكن عقد مثل هذه الحفلات الدينية والإصلاحية في الأحياء ومع الصديقات والزميلات. ولا بد من ترغيب النساء إلى التأسي بالأسلاف والتحلي بحياة سيدات الأسلاف. وأعتقد أن الإصلاح وإزالة المنكرات يمكن بالرفق والمحبة لا بالعنف والشدة.

سر التفوق والنجاح في الحياة الزوجية
ومن الأسئلة المطروحة لها: ما هو سر التفوق والنجاح في الحياة الزوجية؟ تقول الزوجة الكريمة في الجواب عن هذا السؤال: من أهم أسرار النجاح والتفوق في الحياة الزوجية أن تعرف المرأة ما يحب الزوج وما يكره، فينتج عنه الثقة وتوطيد أواصر المحبة، وقد شاع مع الأسف في النساء أن المرأة عندما تخرج من البيت تستجد ثيابها وتتزين، ولكنها في البيت تلبس لباسها العادي والساذج، وتفوح من فيها رائحة الثوم والبصل، مع أن اللازم عليهن أن يتزينّ داخل البيت لأزواجهن، ويخرجن باللباس الساذج والحجاب الكامل.

ماذا تحبين من عادات فضيلة الشيخ؟
تقول الزوجة الوفية في الجواب عن هذا السؤال وهي تبتسم: إني أحب جميع عادات الشيخ. يقول لي بعض أقربائي ممازحين: لم نر زوجة تفي بزوجها وتمتثل بأوامره مثلك. وهذا من فضل الله بأن اختار لي أحسن زوج.

نصلح بيئتنا حتى نصان من أوساخ المجتمع ورذائله
وفي الرد على السؤال الأخير، تؤكّد زوجة العلامة المفتي محمد تقي العثماني الوفية على ضروة إصلاح البيت والمجتمع، قائلة: لو أن أسرة تشبعت بالعلوم الدينية وراعت الحدود الشرعية وميّزت بين الحسن والردئ، فإنها ستتمكن من صيانة نفسها عن رذائل المجتمع وقبائحه. ينبغي للمسلم أن يتحلى بالتقوى، ويصون نفسه من الرذائل، وإن باستطاعة أم أن تجعل بيئة البيت إسلامية أو غير إسلامية. كانت لنا رحلة إلى بريطانيا، وقد أقمنا في منزل أسرة إسلامية ملتزمة، وقد شاهدت أن أبناء تلك الأسرة تجيد حفظ الأدعية المأثورة أكثر من أبناء الباكستانيين. كانت النسوة متحجبات، والرجال ملتزمين بالفرائض الدينية، وقد استغربت كيف يلتزمون بالدين في بلد غير إسلامي. كانوا يقولون إن بيئة البيت هنا بيئة دينية بحت. والحقيقة لو كانت بيئة البيت بيئة دينية، يصان الأولاد من رذائل المجتمع خارج البيت مهما كان المجتمع فاسدا. لذلك يتحتم على الوالدين أن يلتزما بالدين والأحكام الدينية حتى يتربى الأولاد على ذلك.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات