اليوم :29 March 2024

برعاية لجنة "الفكر والإصلاح" في دارالعلوم زاهدان؛

جلسة حول “الإسلام والغرب… الظروف والتحديات”

جلسة حول “الإسلام والغرب… الظروف والتحديات”

عقدت لجنة “الفكر والإصلاح” في دارالعلوم زاهدان، مساء الأربعاء 6 صفر جلسة حول موضوع ” الإسلام والغرب… التاريخ والظروف والتحديات”، في الجامع المكي في زاهدان.
حضر الجلسة المذكورة فضيلة الشيخ عبد الحكيم عثماني، والشيخ عبد الغفور دوراني، من أساتذة دارالعلوم زاهدان، وجرت فيها مناقشات فكرية حول تاريخ وماهية الفكرة الغربية، والصراع الدائر بينها وبين الفكرة الإسلامية.

الصراع بين الفكرة الإسلامية والغربية:
أشار فضيلة الشيخ عبد الحكيم عثماني، إلى الصراع الذي نشب في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بين الإسلام و الغرب، قائلا: في المنتصف الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي اصطدمت الحضارة الغربية مع العالم الإسلامي، ونشأت نتيجة هذا الاصطدام تيارات ثلاث في العالم الإسلامي، لكل موقفها من الحضارة الغربية:
1- تيار الرفض الكامل لإنجازات الحضارة الغربية.
الكثير من الدول الإسلامية كأفغانستان واليمن، رفضت الحضارة الغربية رفضا كاملا، واعتبرتها حضارة لا تتفق مع الثقافة الإسلامية.
2- تيار التقليد والتبعية التامة. كان مرتع هذا الموقف تجاه الحضارة الغربية هي الهند ومصر وتركيا. للتصدي لهذه الفكرة أسست في الهند “دار العلوم ديوبند” و”ندوة العلماء”، حيث كان هذان المركزان حصنين منيعين لصيانة الإسلام تجاه الحضارة الغربية.
3- الموقف الثالث أو التيار الثالث، هو تيار معتدل بين الرفض والتبعية التامة؛ وهو الأخذ بما يوافق الثقافة الإسلامية من علوم وإنجازات، ورفض ما يغاير قيمنا الدينية والخلقية والثقافية.
يمكن لنا القول بأن هذا الموقف هو الموقف الأفضل والأمثل تجاه الحضارة الغربية.
وأكد فضيلة الشيخ عثماني في قسم آخر من محاضرته على ضرورة “الاستغراب” ردا على “الاستشراق”، وأضاف قائلا: عندما ظهر الاستشراق، لماذا لم يظهر الاستغراب”؟ نحن اتخذنا موقفا دفاعيا بحيث أغفلنا هذا الموقف الدفاعي عن دراسة الحضارة الغربية مع رؤية تدرسها بانتقاد. يجب أن تنطلق مراكز ومجمعات وجامعات خاصة في موضوع الاستغراب، ودراسة نقاط القوة التي تتمتع بها الحضارة الغربية ونقاط ضعفها ووهنها أيضا.
وأضاف فضيلة الشيخ عثماني قائلا: الحضارة الغربية نظرا إلى جذورها المادية المغايرة للدين، لن تقبل أبدا الإسلام بشقيه المتطرف والمعتدل. فالغربيون يتبعون مصالحهم المادية.

كان الضيف المحاضر الآخر لهذه الطاولة، الشيخ “عبد الغفور دوراني” حيث تطرق إلى تاريخ وماهية الحضارة الغربية، قائلا: الحضارة الغربية أسست على مباني الفلسفة الإغريقية وبعض الأحكام الإسلامية. والكنائس كانت تحكم الغرب قبل الثورة الفكرية، وكان الجمود الفكري بجانب الاستبداد السياسي يحكمان الغرب. بناء على هذا وضعت أسس الحضارة الغربية على اللادينية وفصل الحكومة من سيطرة الكنائس، والنظرة السلبية إلى المسلمين، وعلى المسيحية والعنصرية.
وأشار فضيلة الشيخ دوراني قائلا: في الغرب نجد ثلاث طوائف من الناس:
1- المعاندين. هؤلاء هم في مراكز القرار والقيادة، ولهم عداوة جذرية مع الإسلام.
2- طائفة لا عداوة لها مع الإسلام لكنها تأثرت بطريقة ما بدعايات أعداء الإسلام ويعادون الإسلام.
3- عامة أهل أوروبا حيث لا معرفة لهم بالإسلام، ومن الضروري أن تقوم لجنات وجماعات بتعريف الإسلام عليهم.
استمرت هذه الطاولة ساعة ونصف ساعة تقريبا، ونصح الأساتذة الضيوف في ختام هذه الجلسة الطلبة على ضرورة المعرفة التامة والكاملة والعميقة لمفاهيم ومبادئ الدين الإسلامي ومقاصد الشريعة الإسلامية، ومكافحة الشرك والوثنية، ودراسة الفلسفة الوجودية للإسلام، وحقوق الإنسان والبهائم والبيئة، والتعرف التام على إنجازات الحضارة الغربية وتاريخها، والصورة البشعة التي تركتها الكنيسة من الدين للغربيين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات