اليوم :29 March 2024

مؤتمر صحفي لفضيلة الشيخ عبد الحميد مع الإعلاميين

مؤتمر صحفي لفضيلة الشيخ عبد الحميد مع الإعلاميين

أقيم مؤتمر صحفي لفضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، مساء السبت 10 من ربيع الأول في مكتبه حول موضوع “الوحدة وتحديات العالم الإسلامي”، بحضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين لوسائل الإعلام المختلفة داخل المحافظة وخارجها.

في بداية المؤتمر، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم (الذي سمي في إيران بـ “أسبوع الوحدة”)، قائلا: بما أن مولد الرسول صلى الله وسلم كان سببا لبركة البشرية وخيرها، فمن بركات مولد الرسول للناس كافة هي الأخوة والوحدة. الجزيرة العربية التي ولد فيها الرسول، كانت تواجه مشكلات عديدة كالحروب القبلية والعداوة بين القبائل. كانت القبائل العربية تتحارب فيما بينهم على مسائل تافهة، وكان يمجد في ثقافتهم من كان أكثر سفكا للدماء وارتكابا للجرائم. أهل المدينة كانوا يعانون من حروب استمرت 120 سنة. لقد تمكن البغض والعداوة في قلوب الجميع، وكانوا متعطشين بعضهم لدماء بعض.
لكن بعد بعثة الرسول الكريم تبدلت عداوتهم القديمة إلى محبة. يقول القرآن الكريم عنها: “لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم”.
واعتبر فضيلة الشيخ أخوّة المسلمين “أخوّة دينية وإسلامية” قائلا: هناك أخوة أخرى يجب أن نحافظ عليها وهي الأخوة الإنسانية. يجب على كافة الناس أن يحترم بعضعهم البعض، ولا يضيعوا حقوق الآخرين. نحن المسلمون لنا أخوّة إنسانية مع كافة الناس سوى المتجاوزين والمتعدين على حقوقنا.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أسبوع الوحدة قائلا: الوحدة ليست لأجل أسبوع واحد. يجب أن نحافظ على الوحدة طوال السنة، ونعيش إخوانا جنبا إلى جنب. أسبوع الوحدة لأجل دراسة الجوانب المختلفة من الوحدة والانسجام وتكريمها. ليس معنى الوحدة قبول فقه الآخر أو عقائده، بل معنى الوحدة هو التركيز على المشتركات الموجودة بيننا، وأن يحترم البعض الآخر، ولا تصدر إهانة بالنسبة إلى المقدسات، ولا يفتري بعضنا على الآخرين، وننبذ العداوة والبغض.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على ضرورة الوحدة بين المسلمين قائلا: الأخوة والوحدة بين المذاهب الإسلامية أخوة  إسلامية وليست سياسية ولا مقطعية.

ثم تواصل المؤتمر بأسئلة طرحها إعلاميون لوكالات مختلفة، على فضيلة الشيخ عبد الحميد.
الصحافي الأول عرض سؤالا حول المسائل الإقتصادية  في المنطقة وقال: “ما هي وصيتكم لرقي المنطقة الإقتصادي؟”
رد فضيلة الشيخ عبد الحميد على هذا السؤال بالقول: في الماضي بسبب الأوضاع الأمنية غادر أصحاب الأموال المنطقة، وقاموا بالتمويل في مناطق أخرى، وربما تعرضوا لضغوط بأن لديهم ملفات وطولبت منهم مبالغ من المال، أو تعرضوا لتهديدات أخرى. نتيجة لهذا، تنزلت الصناعة في المنطقة وزادت من البطالة وضعفت البنى التحيتية للاقتصاد في المنطقة. والآن بمجيئ دولة التدبير والأمل، ستزول المشكلات إن شاءالله، ونرجو أن يعود الأمن إلى المنطقة في المستقبل القريب، ويعود الأغنياء و أصحاب الأموال إلى المنطقة، ونشهد مستقبلا باهرا للمنطقة.
ثم سأل إعلامي آخر عن “مدى تحقق الوعود التي قطعتها دولة الأمل والتدبير، وكذلك استفسر موقف فضيلة الشيخ حول أزمة سوريا”.
رد فضيلته على السؤال الأول قائلا: أملي كبير بالنسبة إلى هذه الدولة، كذلك الشعب وخاصة الأقوام والمذاهب رغم أن الدولة لم تقم بعمل كبير لهم لحد الآن، رجائهم في هذه الدولة كبيرة.
 لقد انخفضت المشكلات في السياسة الخارجية والداخلية. ووصيتي للدولة التي قلتها للرئيس في لقائي معه، أن تسعى الدولة في إنشاء وحدة وطنية في الداخل، وتوحّد الأقوام والمذاهب، وتجتنب من الإفراط والتطرف، لأن الإسلام لا يقبل الإفراط ولا التفريط؛ بل الدين الإسلامي يؤكد على الاعتدال والوسطية. ونرجو أن يتم توظيف الإيرانيون بغض النظر عن القومية والفكر والمذهب، بناء على الجدارة  والأهلية. ونرجو أن تصل إيران إلى مكانتها الأصلية.
وأشار خطيب أهل السنة إلى الأوضاع المؤسفة في سوريا قائلا: في تطورات سوريا ومصر وكذلك العراق تتدخل الأيادي الأجنبية، وكل ذلك لأجل ضمان أمن إسرائيل. يسعى أعداء الإسلام أن تبقى البلاد الإسلامية متخلّفة. الشعب السوري والمصري والعراقي يجب أن يعمروا بلادهم. على المسلمين أن يفكروا في وحدتهم وانسجامهم وحل مشكلاتهم بدل التبعية والعمالة للشرق أو الغرب.
 وأضاف فضيلته قائلا: هذه الاختلافات لأجل الوصول إلى المنصب والقوة والحكومة. يجب على الشعوب أن يتحمل بعضهم البعض، ولا يضيعوا حقوق الآخرين. الصراع في العراق وسوريا ليس طائفيا بل صراع لأجل القدرة. وعندما يعجزون عن توزيع القدرة بينهم، يجرون المذهب إلى الساحة ويستغلون المذهب. مع أن الوظائف والمسئوليات لو جرت توزيعها بطريقة عادلة، لحلت هذه المشكلات كلها.
والسؤال الآخر الذي طرح على الشيخ كان حول “المساعي التي بذلها أهل السنة لأجل بناء مسجد في العاصمة طهران”.
 رد فضيلة الشيخ عبد الحميد على هذا السؤال قائلا: أهل السنة في طهران بحاجة ماسة إلى مسجد. يقيم في طهران عدد كبير من أهل السنة، ويسافر أيضا عدد كبير من أهل السنة لأجل أعمالهم إلى هناك، وهم يحتاجون إلى المسجد لتأدية فريضة الصلاة. لم تتابع هذه القضية جديدا. ونرجو أن تحل هذه المشكلة لأهل السنة في العاصمة في أسرع وقت ممكن.
سأل أحد الإعلاميين موقف فضيلة الشيخ عبد الحميد حول “جهاد النكاح وكذلك الهجمات الانتحارية”.
أجاب فضيلته قائلا: جهاد النكاح ليس له أصل لا في مذهب السنة ولا في مذهب الشيعة. وهذا استغلال للمتطرفين حيث يروّجون مثل هذه المصلحات ويفترون على مخالفيهم ومناهضيهم بمثل هذه الأمور لتشويه سمعتهم. أما الهجمات الانتحارية أيضا لا تجوز من وجهة الشريعة الإسلامية. نعم! في بعض البلاد الإسلامية مثل فلسطين عندما يبقى المضطهدون في المآزق، يقومون بعلميات استشهادية لأجل إيصال صرختهم إلى آذان الناس. وأكد فضيلته أن الطريقة الوحيدة للنجاة من الجماعات الإرهابية هي الجلوس معهم والاستماع إلى حديثهم ومطالبهم.
وطرح إعلامي آخر  “بيان ’جيش العدل‘ الذي دعا فيه شباب أهل السنة إلى الالتحاق بهذه الجماعة، مستفسرا موقف فضيلة الشيخ ووصيته لشباب أهل السنة”.
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد في جوابه: أهل السنة وخاصة العلماء والمفكرون منعوا دائما عن نشاطات هذه الجماعات. أي نوع من التطرف وقطع الطرق يغاير تعاليم الإسلام. نحن نعتقد أن المشكلات يمكن حلها بالحوار. في الماضي جرت في الغالب المكافحة مع المعلول، لكن في الظروف الراهنة تسعى الدولة أن تدرس العلل وتحل المشكلات بدراسة أسبابها وعللها.
 السؤال الأخير في هذا المؤتمر كان حول “المخدرات وكذلك قضية محبة أهل السنة لأهل البيت”.
 وقال فضيلته ردا على السؤال الأول: لاشك أن المخدرات عدوة لصحة الإنسان، ولا شك في أنها تفسد وتخرب كيان الأسرة، ويحرم بيع المخدرات واستعمالها من وجهة نظر أهل السنة، ولقد أفتى علماء أهل السنة بتحريمها دائما.
وقال خطيب أهل السنة ردا على السؤال المتعلق بمحبة أهل السنة لأهل البيت: احترام أهل البيت من عقائد أهل السنة. أهل السنة كما يحبون الصحابة كذلك يحبون أهل البيت. لأهل البيت وصحابة رسول الله مكانة عظيمة في قلوب أهل السنة والجماعة، خاصة أولئك الذين كانوا من أهل البيت والصحابة . أهل السنة يسمّون أولادهم بأسماء أهل البيت، ولا يستطيع أحد أن يدعي أن تسمية الأولاد باسماء أهل البيت أكثر شيوعا ورواجا بين الشيعة من السنة أو بالعكس.

 

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات