اليوم :28 March 2024

تقرير عن الدورة الحادية والعشرين للحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان

تقرير عن الدورة الحادية والعشرين للحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان

انطلقت أعمال الدورة الحادية والعشرين للحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم صباح الإثنين 27 من رجب 1433 من الهجرة النبوية في ساحة مصلى أهل السنة في مدينة زاهدان.
بدأت أعمال هذه الجلسة الروحية بحضور قرابة مائتي ألف شخص من عشاق الدين، والمغرمين بالعلم والديانة، الذين أقبلوا من شتى أنحاء البلاد، من العلماء والمثقفين والجامعيين، وعامة الناس بمختلف طبقاتهم.
لا شك أن هذا التجمع لطبقات مختلفة من النساء والرجال بألسنة مختلفة وثقافات متعددة، لكن بقلوب واحدة متضامنة، كأعضاء أسرة واحدة، وفي منتهى المحبة والودية، الذي يتم سنويا في مدينة حفاظ القرآن الكريم (زاهدان) عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، مصداق بارز من الآية القرآنية “إنما المؤمنون إخوة”.
الذين يشاركون في هذا الحفل العظيم، ويلبون نداء علمائهم، يتحملون أنواعا من الصعاب والمشقات، من بُعد السفر الشاق، والنفقات المالية، هم في الحقيقة أدركوا حقيقة نداء القرآن الكريم “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”، وحديث “العلماء ورثة الأنبياء”.
فقصارى الكلام أن الدورة الحادية والعشرين للحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، انعقدت مثل السنوات السابقة، في روعة لا توصف. وقد استعدت جامعة دار العلوم قبل بدأ الحفل بأيام لتكون مستضيفة لضيوف الرحمن ومحبي الدين والعلم، القادمين من شتى أنحاء البلاد.
عقدت أعمال هذا الحفل في مرحلتي الصباح والمساء، في مصلى أهل السنة في زاهدان.

المرحلة الأولى للحفل:
بدأ القسم الأول من أعمال الحفل صباح يوم الإثنين 27 رجب 1433 بتلاوة رائعة تفضل بها أحد القراء الضيوف من بلوشستان باكستان، من مدينة كويتا. ثم بعد ذلك حضرت فرقة “حملة الوحدة” للأناشيد لتقدم أنشودة جميلة في وصف سيد المرسلين عليه آلاف التحية والتسليم.
بعد الأنشودة، ألقى الأخ “عبد الحكيم ناروئي” أحد خريجي هذه السنة الدارسية في جامعة دار العلوم بالنيابة عن الخريجين، محاضرة في موضوع “الصحوة الإسلامية”. بحث في محاضرته تاريخ الإسلام والثورات التي جرت عبر التاريخ الإسلامي، واعتبر “الإسلام نفسه” وكذلك “وجود العلماء ورجال الدين وتوجيهاتهم” من أبرز عوامل صيانة الدين الإسلامي وسر بقائه تجاه أنواع من المؤامرات والحركات المضادة للدين. وصف “عبد الحكيم ناروئي” الإسلام كدين خالد مستجيب لمطالب المجتمع البشري، وأشار كذلك إلى بوادر انهيار الثقافة الغربية.
الشيخ الداعية “محمد كريم صالح”، من الناشطين في مجال الدعوة والتبليغ، كان الخطيب الآخر في الحفل. “أهمية ومكانة القرآن الكريم والمساجد في هداية المجتمع البشري وتوجيهه”، كان موضوع خطاب هذا الخطيب البارع.
وقال فضيلته في خطابه: الكعبة المشرفة والقرآن الكريم نوران لهداية الأمة الإسلامية والمجتمع البشري، والقرآن مصدر نشر العلم، وطريق النجاة والفلاح في الدارين. المساجد والمدارس متلازمتان، وهما تحملان العزة والتقوى والمحبة والألفة للعالم.
بعد نهاية خطبته، تطرق الدكتور “مجاهد” أحد أساتذة جامعة زاهدان، إلى موضوع “الأسرة وتربية الأولاد والجيل الناشئ”، قال فيها: الأسرة أساس المجتمع وأهم مكونة في الاجتماع. وأهم وظائف الأسرة، تربية الأولاد؛ أو بعبارة أخرى تربية المجتمع البشري.  
وقال أيضا: فقدان المحبة هو المنفذ الذي يضل الأولاد. الأولاد بحاجة إلى المحبة. لو أن الوالد أو الأخ أو الأم أو الأخت أحبوا إبنهم أو بنتهم، لا يتأثر برسالة هاتفية واحدة، ولكن عندما لا تلبى حاجة الولد، يمكن أن يصاد هذا الولد بابتسامة واحدة.
ثم قدمت فرقة “الأنصار” للأناشيد الإسلامية، أنشودة أخرى في مدح النبي الكريم.
بعد الأنشودة، أصغت الآذان لاستماع معارف قرآنية تفضل بها شيخ التفسير “محمد عثمان” رئيس معهد “مدينة العلوم” الدينية في مدينة خاش.
تطرق فضيلة الشيخ “محمد عثمان” في كلمته إلى دور القرآن الكريم في إصلاح المجتمع وتربية تلامذة لا أمثال لهم مثل الصحابة قائلا: يوم بعث هذا الكتاب، ويوم نزل على الرسول الأمين، طويت بساط الشرك وعبادة غير الله، وغشت كلمة التوحيد أرجاء أرض الحجاز، وقدم إلى الشعوب نماذج إلى العالمين كالخلفاء الراشدين والعشرة المبشرة الذين لا يمكن لمربّ ولا أستاذ أن يربي ويعلم مثل هؤلاء التلاميذ. فأول معلم ومهندس للإنسانية، كما أنه لا مثيل له، فإنه ربّى وعلّم تلاميذ لا أمثال لهم.
بعد خطبة الشيخ عثمان قدمت فرقة “محمد أمين” للأناشيد الإسلامية مناجاة باللغة البلوشية. ثم قام “يعقوب جدغال” ممثل مدينة “شابهار” في مجلس الشورى، نيابة عن كتلة ممثلي المحافظة في المجلس، ورحّب بالضيوف في هذه الجلسة، واعتبر المشاركة في مثل هذه الجلسات مفيدة لتغذية الروح.
“الاهتمام إلى التقوى” و”قضية توظيف الشباب” و”الاستفادة الصحيحة من الحدود” و”توظيف الأشخاص بناء على التقوى والأهلية” و”وجوب توظيف أهل السنة في الدوائر والمناصب العامة” و”إزالة التمييزات الموجودة” و”تنفيذ العدل” و”الانتباه لأمن وراحة أهل المحافظة” كانت من مطالب “جدغال” في خطابه.
واستمرت الجلسات الصباحية لأعمال الحفل السنوي بخطبة الشيخ “عبد الملك ملكي بور” خطيب الجمعة في مدينة “كنارك”، في موضوع “حقوق الإنسان”، ولكن سبقت خطبة الشيخ أنشودة تقدم بها “هاشم كركيج” أحد المنشدين الصغار في مناقب عمر الفاروق رضي الله عنه.
قال الشيخ “ملكي بور” في كلمته: المدعون لحقوق الإنسان في العالم كثيرون، ومعدلاتهم لتقييم حقوق الإنسان مختلفة. المدعون لحقوق الإنسان لا يفكرون في إصلاح المفاسد، بل يفكرون في أن يتم كافة المفاسد والتخريبات تحت إشرافهم. نشاهد أن شعبا لو أقام  ثورة في ناحية من العالم لنيل مطالبه، يذكرون كمطالبي حقوقهم، ولكن  نفس هذه الثورة في ناحية أخرى من العالم لو قام بها شعب، يذكرونهم بالمخلين والبغاة. فمعدلات والمقاسات مختلفة، وتجري سياسة الكيل بمكيالين في العالم.
بعد كلمة الشيخ “ملكي بور”، قدمت فرقة “صلاح الدين الأيوبي” للأناشيد من محافظة “كردستان”، أنشودة باللغة الكردية.
وكانت نهاية القسم الأول من الحفل بكلمة فضيلة الشيخ “أحمد”، نائب رئيس جامعة دار العلوم في الشؤون الإدارية.
تطرق فضيلة الشيخ أحمد إلى موضوع “خلافة سيدنا عمر الفاروق وميزتها، ومكانة الصحابة الشامخة، وخاصة الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه”. وقال فضيلته: امتاز الفاروق رضي الله عنه في حكومته بوضع قوانين وتخطيط سياسات لا يرى اليوم الحكام بعد مضي قرون بدا إلا في اتباعها والاستفادة منها.
واعتبر فضيلة الشيخ أحمد “تنفيذ العدل” و”عدم التمييز في تنفيذ الأحكام الإلهية” و”تعيين ضوابط وشروط لانتخاب الولاة وتوصيتهم بمراعاة التعاليم الإسلامية”، من خصائص خلافة عمر الفاروق رضي الله عنه.
وقال أيضا: من الشروط التي كان يراعيها  الفاروق في انتخاب ولاته هي:
قوة التنفيذ، والأمانة، والعلم، والتخصص، والبصيرة، والشفقة والرحمة، وأن لا يكون هو يطلب  المسؤولية والمنصب. وكان رضي الله تعالى عنه يراقب أموال وممتلكات الولاة قبل وبعد الولاية.
وانتهت أعمال القسم الأول من الحفل السنوي بعد خطبة الشيخ أحمد، وتوزيع الجوائزوالهدايا على حفاظ كلام الله، وإقامة صلاة الظهر في المصلى. وجرت عملية إكرام الضيوف بإطعامهم وجبة الغداء.

المرحلة الثانية للحفل:

بدأت المرحلة الثانية من أعمال الحفل بعد إقامة صلاة العصر، بقراءة آيات من التنزيل الحكيم بصوت الأخ المقرئ “ضياء الرحمن صحت”، من أساتذة القراءة والتجويد في جامعة دار العلوم زاهدان، وتقديم أشعار من جانب الأخ “السيد كريمي” من شباب مدينة “تايباد”.
كان الشيخ المفتي “محمد قاسم القاسمي”، أستاذ الحديث في جامعة دار العلوم ورئيس دارالإفتاء فيها، أول محاضر وخطيب لهذه المرحلة من الحفل.
تطرق فضيلة الشيخ “محمد قاسم” حفظه الله في ضوء آيتي 35 و37 من سورة “إبراهيم” المباركة، وكذلك آية 7 من سورة “التحريم” إلى موضوع “الأسرة وتربية الأولاد”، قائلا: الأسرة من النعم الإلهية العظيمة التي تتكون من الأبوين والأولاد. القرآن الكريم وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أكدا بشكل خاص على الزواج. فالأسرة أول مكونة في المجتمع، والمجتمع يتكون من الأسرة. فلو صلحت الأسرة التي هي الأساس، يصلح المجتمع. يقول حسن البناء رحمه الله حول أسلوبه التربوي: “نريد فردا مسلما، وبيتا مسلما، وشعبا مسلما، وأسرة مسلمة، وحكومة مسلمة”. فلو صلحت الأسرة، يصلح الشعب، ولو صلح الشعب، يتولى الحكم ولاة صالحون، لأن الحكام الظالمين نتائج الأعمال السيئة؛ “أعمالكم عمالكم”. الأسرة كحديقة وبستان، ورب الأسرة هو البستاني، وأفضل ثمرات ونتائج هذه الحديقة البنات والبنين في الأسرة الذين هم البنائون والمصلحون القادمون للمجتمع ويشكلون أعضاء المجتمع القادم؛ فالبستاني الجيد  يجب أن يسعى جيدا ويقدم جهدا كبيرا. كما  أن البستاني يختار البذور المناسبة والأرض المناسبة، وبعد إلقاء البذر يراقبه بشدة، كذلك رئيس الأسرة يجب أن يفكر في إصلاح وتربية الأولاد، ولا يتركهم على أحوالهم.
وأشار رئيس تحرير مجلة “نداي إسلام” إلى بيان عوامل مؤثرة في تربية الأسرة والأولاد، قائلا: العامل المؤثر الثاني في إصلاح الأولاد هو “الاجتناب من الحرام”. لا نترك الحرام يدخل في بيتنا، لأن الحرام يهدم الأسرة. إن دراسة في تاريخ الرجال الكبار ترينا أن الذين كانوا مؤثرين في المجتمع وقاموا بعمل كبير في سبيل إصلاح المجتمع وتغييره، كانوا قد تغذوا على الحلال. يمكن تحمل الفقر والجوع، ولكن تحمل الحرام صعب. يقول العلامة عبد الفتاح أبو غدة: “كانت نسوة السلف يقلن لأزواجهن إياكم وأن تطعمونا الحرام، فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام”.
واشار فضيلة الشيخ قاسمي إلى تبعات تغذي الأولاد بالحرام قائلا: الولد الذي يتغذى بالحرام، غدا يكون وبالا على والده، وهذا الولد ربما يلطم  نفسه وعشريته ويشوه سمعة الجميع. مع الأسف في عصرنا بعد وفاة الوالدين تؤكل أموال اليتامى من الأخوات والإخوة الصغار، والإخوة الكبار والأعمام يدخلون الحرام في حياتهم ويذهبون إلى الحج بهذا الحرام. فعلى الوالدين أن يفكروا في تغذية أولادهم من الحلال، وليعلموا أنهم لو اقتنعوا وتوكلوا على الله تعالى لأغناهم الله تعالى.
بعد توجيهات الشيخ “محمد قاسم” النافعة، قدم الأخ “محمد عمر” أنشودة رائعة وبديعة لقيت قبولا من الحاضرين في الحفل.
ثم ازدان الحفل بنصائح تفصل بها الشيخ العلامة “محمد يوسف حسين بور” رئيس معهد “عين العلوم” في غشت، والأمين العام لمنظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان.
وأشار فضيلته بعد تلاوة الآيات الأخيرة من سورة “الفتح” المباركة إلى دور الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين في صيانة الدين الإسلامي ونشره في العالم، وأضاف قائلا: في الآية التي تلوتها يبين الله تعالى الهدف من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليظهر الدين الحق على كافة الأديان. وأشار فضيلة الشيخ “محمد يوسف” إلى دور الخلفاء الراشدين وخاصة سيدنا أبي بكر الصديق في صيانة الدين ونشره بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قائلا: كان المسلمون بعد وفاة رسول الله في حيرة وحزن لم يكونوا يعرفون ماذا يفعلوا، فقام الصديق في هذه الظروف المتأزمة لإخماد هذه الفتن، وأصدر حكم القتال ضد المرتدين والمانعين للزكاة.
وتابع: إن الفاروق رضي الله عنه مع صلابته وشدته، جاء إلى الصديق وقال: إن الظروف لا تقتضي الحرب ضد مانعي الزكاة. فقال الصديق في جوابه: “أَجَبَّار في الجاهلية وخَوَّار في الإِسلام؟ والله لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة”. فوجّه جيش أسامة لقتال المرتدين ومانعي الزكاة.
وأضاف فضيلة الشيخ يوسف: إن الله تعالى أطفأ نيران الفتن بحركة الصديق ومن كان معه من الصحابة وحفظ هذا الدين. كان الصديق يشعر بأن مسئولية خلافة الرسول على كاهله، ولهذه الخلافة دور أساسي في  نشر الدعوة الإسلامية في العالم. فقد وعد الله تعالى الصحابة في القرآن الكريم “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا”، فمن خلال الخلافة قام بدور نشر الدعوة الإسلامية خارج جزيرة العرب كما قام الرسول بهذا الدور في عهده وأكمل الله بذلك وعده.
ثم أقيمت بعد خطبة فضيلة الشيخ “محمد يوسف حسين بور” صلاة المغرب، وبعد تأدية الصلاة قدم الشيخ “نظر محمد ديدكاه” الممثل الأسبق لمدينة إيرانشهر في مجلس الشورى ومن العلماء البارزين في محافظة سيستان وبلوشستان كلمة نافعة حول الاستقامة والتضحية في سبيل الله تعالى والإسلام.
وقال الشيخ “نظر محمد” في خطبته: الاستقامة معناها أن هناك طريقا مليئا بالمشكلات تقتضي الصبر والتحمل. فعندما قال شخص “ربنا الله” خاصة في تلك الظرو ف التي نزل فيها القرآن الكريم وقام النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته، يصير الأصدقاء أعداء، لأن المشركين من قريش ملأوا الكعبة بالأصنام ووضعوا فيها 360 صنما للعبادة.
وتابع فضيلته: لقد مضى أكثرمن 575 سنة من بعثة المسيح ولم يبعث نبي، وقد أظلمت الدنيا، وكل شخص نحت لنفسه صنما يعبده. في هذه الظروف عندما طرحت مسئلة التوحيد وعبادة الله وحده، أصبح الأصدقاء كلهم أعداء، بل العشيرة والأقرباء أيضا صاروا أعداء. فهذا الطريق المعقد الذي يطرح بعد أكثر من ستة قرون، طريق جاذب للأعداء ويحتاج رجالا رشيدين مثل أبي بكر الصديق وأبي ذر ويحتاج مثل الصحابة. يقول الشاعرالفارسي: في طريق بيت ليلى أخطار تهدد الجسم / لكن الشرط الأساسي أن تصبح مجنونا.
وأقول: في طريق بيت الله أخطار للجسم / لكن الشرط الأول أن تكون الصديق.
وأضاف فضيلته قائلا: لو كنا مسلمين صادقين لما كنا نخاف نحن أيضا أحدا، لأن الرب الذي نعبده لقد أهلك فرعون ومن معه، وأهلك المستبدين.
وخاطب فضيلته الحاضرين: هل تزعمون أننا لا نملك شيئا؟ عندنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن أمته وتلامذته، وتلامذة مدرسة التوحيد؛ مدرسة أبي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما؛ مدرسة التوحيد يعني عبادة الله وحده، “إياك نعبد”، أي نعبدك فحسب، ولا يجدر أحد بالعبادة غيرك، ونستعين بك ونستمد منك، لا غيرك.
وانتهت أعمال الدورة الحادية والعشرين من الحفل السنوي لتكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان، بنصائح خالصة وتوجيهات نافعة لفضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان. اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد القرآن الكريم أعظم ثروة بين يدي الأمة الإسلامية، وأوصى فضيلته المسلمين بالتأسي بالقرآن والسنة، معتبرا هذا التأسي عزة وشوكة للأمة الإسلامية.
كما تطرق في القسم الثاني من خطابه إلى مطالب أهل السنة في إيران. “الاهتمام إلى مطالب أهل  السنة” و”مراعاة حقوقهم كحقيقة لا يمكن إنكارها” و”وجوب توظيف أهل السنة في الدوائر الحومية وتفويض المناصب إليهم” و”توفير الحرية التامة لأهل السنة”، و”الانتقاد من المسؤولين بسبب منعهم شخصيات داخلية وخارجية من الحضور في الحفل”، كانت في ضمن ما أشار إليه فضيلة الشيخ حفظه الله في القسم الثاني من كلمته.
وانتهت الدورة الحادية والعشرين من الحفل السنوي لتكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان بعد خطبة الشيخ عبد الحميد ودعائه، وإقامة صلاة العشاء وإعطاء الجوائز إلى الخريجين.

جدير بالذكر أن 134 طالبا قد تخرّجوا من جامعة دار العلوم زاهدان في هذه السنة الدراسية وتم تكريمهم في هذه الحفلة، كما تخرجت 76 طالبة من مدرسة عائشة الصديقة –رضي الله عنها- للبنات، وكذلك تم تكريم 33 حافظا وحافظة للقرآن الكريم، وأعطيت شهادات التخصص في التجويد لثلاثة من الطلبة.  

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات