اليوم :20 April 2024

“كرمان” قبل الصفوية وبعدها

“كرمان” قبل الصفوية وبعدها

الموقع الجغرافي لمدينة “كرمان”: تقع مدينة “كرمان ” جغرافيا في شرق محافظة “كرمان ” التي تقع في جنوب شرق إيران. “كرمان” عاشر مدن إيران من حيث السكان، وثامنها من حيث المساحة. يبلغ عدد سكانها حسب الإحصائيات غير الرسمية إلى أكثر من 700 ألف نسمة وتعتبر أهم مدينة من الناحية الإدراية والثقافية والصناعية في جنوب وجنوب الشرق من إيران.
منطقة كرمان تجاورها من الناحية الشمالية محافظة “يزد” و”خراسان الجنوبية”، ومن الجنوب تنتهي إلى محافظة “هرمزكان”، وتجاورها من الناحية الشرقية محافظة “سيستان وبلوشستان” الواسعة وهي من أكبر المحافظات مساحة في إيران.

“كرمان” في تاريخ إيران:
إن مدينة “كرمان” بالكسر وينطقها العرب بالفتح، تعتبر من المدن الخمسة الأولى البارزة في إيران القديمة الواسعة. ومن الأسماء الأخرى التي ذكرها الجغرافيون والمؤرخون لهذه المدينة في    المصادر التاريخية والجغرافية، هی کارمانیا، ژرمانیا، کرمانیا، کریمان، کارمانی، کرمانی وبوتیا.
قال ابن الكلبي: سميت “كرمان” بكرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث بن نوح عليه السلام. وقال غيره إنما سميت بكرمان بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام، لأنه نزلها لما تبلبلت الألسن واستوطنها فسميت به.

“كرمان” بعد الفتح الإسلامي:
ذكر أصحاب المغازي أن فتح “كرمان” وكذلك “سجستان” و”مكران” و”أصبهان” ونواحيها كان سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، عندما قصد سهيل بن عدي إلى “كرمان” ولحقه عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وعلى مقدمة سهيل النسير بن عمرو العجلي، وقد حشد له أهل “كرمان” واستعانوا بالقفص، فاقتتلوا في أداني أرضهم، ففضهم الله تعالى، فأخذوا عليه بالطريق وقتل النسير مرزبانها، ودخل سهيل من قبل طريق القرى إلى “جيرفت”، وعبد الله بن عبد الله من مفازة أخرى. (الكامل في التاريخ)
وذكر المدائني أن الذي فتح كرمان، عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وذكر البلاذري أن عثمان بن أبي العاصي لقي مرزبانها في جزيرة “ابركاوان” وهو في خف فقتله، فوهن أمر “كرمان”، فلما صار ابن عامر بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى فارس، وجه مجاشع بن مسعود السلمي إلى “كرمان” في طلب يزدجرد، فأتى بيمند فهلك جيشه بها، ثم لما توجه ابن عامر يريد “خراسان” ولى مجاشعاً “كرمان” ففتح بيمند عنوة فاستبقى أهلها وأعطاهم أماناً، وأتى مجاشع الشيرجان، فأقام عليها أياماً يسيرة، وأهلها متحصنون وقد خرجت لهم خيل، فقاتلهم ففتحها عنوة .
وقد كان أبو موسى الأشعري وجه الربيع بن زياد، ففتح ما حول “الشيرجان” وصالح أهل “بم”، فكفر أهلها وغدروا، ففتحها مجاشع بن مسعود وفتح “جيرفت” عنوة، وسار في “كرمان”، فدوخها وهرب كثير من أهل “كرمان”، فركبوا البحر ولحق بعضهم بـ”مكران” وبـ”سجستان”.

“كرمان”؛ مدينة المساجد:

صارت “كرمان” بعد الفتح الإسلامي أحد أهم المدن في الشرق الإسلامي، وأصبحت عواصم لكثير من الدول التي نشأت في هذه المنطقة من البلاد الإسلامية، كدولة آل مظفر في القرن الثامن، وفي عهد الأتراك السلاجقة وهم من الملوك الذين وقفوا ضد الحركات الباطنية والفرق الضالة في العالم الإسلامي ومن تصدوا لكثير من الهجمات على العالم الإسلامي، صارت “كرمان” بمساجدها ومراكزها التعليمية أحد أهم قلاع السنة ضد الفرق الباطلة كغيرها من مدن إيران مثل “نيسابور” و”إصبهان” و”شيراز”، وخرج جيل من النوابغ، أكثرهم عاشوا في هذا القرن، وصارت مدينة “كرمان” ممتلئة بمساجد قامت بتأسيسها الملوك السلاجقة ومن قبلهم من الملوك الذين كانوا يسيطرون على إيران.
ومن أبرز المساجد التي لا زالت موجودة كمعالم من التاريخ الإسلامي في “كرمان”:

المسجد الجامع:

الذي بني 150 سنة قبل الحكم الصفوية الغاشم، وقد اشتهر بمسجد جامع المظفري، ولقد تعرضت واجهة هذا الجامع للخراب والدمار أثناء هجوم “آغا محمد خان القاجار”، مؤسس الدولة القجرية في إيران، والمسجد يعتبر آية في فن المعماري الإسلامي، ومن أهم المباني والعمارات التي بنيت في القرن الثامن.

جامع ملك:
هذا الجامع بني في عصر السلاجقة، وهو من أكبر المساجد في “كرمان” وبتاريخه القديم يعتبر أول جامع لمدينة “كرمان” وكان الجامع قبل بناء الجامع المظفري ومكانا لتدارس العلم والشريعة، ولاجتماعات الناس وحل منازعاتهم واختلافاتهم.

مسجد خواجه خضر:
يقع هذا الجامع في حي “خواجه خضر”، ويرجع بنائه إلى أوائل القرن السابع في عهد “الملوك الغراختائيين”، وقد تعرض في زلزال 1982 الميلادية للخراب. والمسجد مسجل في المعالم الأثرية، وبحاجة إلى الإصلاح والإعمار.

مسجد بامنار:
مسجد “بامنار” أيضا من مباني القرن الثامن الهجري. بناه عماد الدين سلطان محمود، أخ الشاه شجاع، أحد ملوك آل مظفر من ملوك آل مظفر الذين كانوا يحكمون هذه المناطق في القرن الثامن  الهجري.

مسجد كنجعلي خان:

هذا المسجد أول مسجد قام ببنائه الصفوية في “كرمان” لنشر دعوتهم في هذه المنطقة، ثم زاد القاجار بمسجد آخر إضافة إلى سيطرتهم على الجوامع السنية التي مر ذكرها، وهو مسجد “جهل ستون”.
جدير بالذكر أن القاجار بعد سيطرتهم على “كرمان”، أقاموا مجازر فيها لم يبق أثر من السنة في هذه المدينة، وبقيت المساجد والجوامع التي بناها السلاجقة وهم الملوك السنيين في هذه المدينة تحت سيطرة الصفويين.

مشاهير “كرمان”:
إن مدينة “كرمان” وما تبعتها من قرى في هذه المنطقة من بلاد فارس، خرّجت جيلا من عباقرة وأفذاذ في مجالات مختلفة، وكان لهم دور قوي في المجالات الاجتماعية والسياسية والعلمية والثقافية لإيران الواسعة؛ ونشير هنا إلى بعض هؤلاء المشاهير والافذاذ:

أبو الفضل الكرمانى:
عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه، أبو الفضل الكرمانى، فقيه حنفى وانتهت إليه رئاسة المذهب بخراسان، وله كتب كثيرة، منها التجريد فى الفقه، والإيضاح فى شرح التجريد، وشرح الجامع الكبير والفتاوى.
ولد بـ”كرمان” ومات بـ”مرو” سنة 543 هجرية.

أبو محمد، حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه:
تلميذ أحمد بن حنبل، رحل وطلب العلم وأخذ عن: أبي الوليد الطيالسي، وأبي بكر الحميدي، وأبي عبيد، وسعيد بن منصور، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
روى عنه: القاسم بن محمد الكرماني، نزيل طرسوس، وعبد الله بن إسحاق النهاوندي، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، وأبو حاتم الرازي رفيقه، وأبو بكر الخلال، وآخرون.
قال الخلال: كان رجلا جليلا، حثني المروذي على الخروج إليه.
“مسائل” حرب، من أنفس كتب الحنابلة، وهو كبير في مجلدين. قيد تاريخ وفاته عبدالباقي بن قانع، في سنة ثمانين ومئتين.  

حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرمانى، أبو هشام العنزي:
قاضي “كرمان”. ولد سنة 86 هـ  وهو من الطبقة الثامنة ومن الوسطى من أتباع التابعين. توفي سنة 186 هـ.  
روى عن سعيد بن مسروق، وابنه سفيان بن سعيد الثوري، وعاصم الأحول، وليث بن أبي سليم، وابن عجلان، وزفر بن الهذيل، وعبيد الله بن عمر، ويوسف بن أبي إسحاق، ويونس بن يزيد الأيلي وغيرهم. وعنه حميد بن مسعدة، وعفان، وعبيد الله العيشي، وأحمد بن عبدة، والأزرق بن علي، وابن الطباع، وداود بن عمرو الضبي، وسعيد بن منصور، وعلي بن المديني، وعلي بن حجر، ومحمد بن أبي يعقوب الكرماني، وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم.
قال حرب الكرماني: سمعت أحمد يوثق حسان بن إبراهيم ويقول: حديثه حديث أهل الصدق. روى له البخاري و مسلم و أبو داود.

الشيخ شمس الأئمة الكرماني، شارح البخاري:

هو محمد بن يوسف بن على بن سعيد، شمس الدين الكرماني. فقيه، اصولي، محدث، مفسر، متكلم، نحوي، أديب.
ولد في 16 جمادى الآخرة 717 في “كرمان”، وتوفي بطريق الحج في 16 من محرم  786، فنقل إلى بغداد.
قال ابن حجي: تصدى لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة، وأقام مدة بمكة، وفيها فرغ من تأليف كتابه “الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري” في خمسة وعشرون جزءا صغيرا.
من تصانيفه: شرح الفوائد الغياثية في المعاني والبيان، وسماه تحقيق الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري. وحاشية على “انوار التنزيل” للبيضاوي في التفسير في اربع مجلدات ، ورسالة في مسألة الكحل، وشرح “المواقف” للايجي في علم الكلام.

أبو عبد الله محمد بن عيسى الماهاني:
كان عالما بعلم الرياضيات، وهو من أقدم علماء هذا الفن في التاريخ الإسلامي، حيث ولد سنة 210 في “ماهان” من توابع “كرمان”.
كان الماهاني متخصصا أيضا في الهندسة وإليه تنسب المعادلة الدرجة الثالثة المعروفة بين علماء هذا الفن بالمعادلة الماهانية. ومن تصانيفه في علم النجوم “مقالة في معرفة السمت لأي ساعة أردت وفي أي موضع أردت”، والكتاب موجود في أستانبول.
لقد بذل الماهاني قسما كبيرا من حياته في إنشاء الإصطلاحات الفنية، وقد شرح قسما كبيرا من أصول الأقليدس وفسره، وتوجد في مكتبة باريس الوطنية نماذج من هذه الجهود إسمها “تفسير المقالة العاشرة من كتاب إقليدس”.

شاه شجاع الكرماني:
من كبار العارفين والزاهدين الذين عاشوا في القرن الثالث، وكان ينتمي إلى سلالة الملوك ولكنه ترك ملك الدنيا ليقبل إلى الزهد والتقوى وليكون من كبار العارفين في عصره.
له كتاب اسمه مرآة الحكماء.
لقد رويت عنه أحوال غريبة ونصائح حكيمة في بعض الكتب التاريخية كحلية الأولياء لحافظ أبو نعيم وغيرها من الكتب التاريخية.

سيد شمس الدين محمد إبراهيم البمي:

كان من المشايخ العارفين في القرن التاسع، ومن المعاصرين للشاه نعمت الله. ولد في مدينة “بم” من أشهر مدن منطقة “كرمان”، وكان موضع احترام وتعظيم من قبل العامة والخاصة.

أفضل الدين أبو حامد الكرماني (615/530 هـ.ق):
كان مؤرخا وكاتبا وشاعرا في عصر الملوك السلاجقة، والّف عددا من الكتب ككتاب “عقد العلى للموقف الأعلى” و”بدايع الزمان في وقايع كرمان” في جغرافيا و تاريخ كرمان. والكتاب الأخير معروف بتاريخ أفضل.
كان أفضل الدين له معرفة بعلم الطب، حيث يشتغل في عهد السلاجقة طبيبا في بلاطهم.

الشيخ أوحد الدين الكرماني:
أوحد الدين حامد بن أبي الفخر؛ من العارفين والشعراء في القرن السابع في “كرمان”. له مجموعة من الأشعار معروفة بـ “ديوان الرباعيات”. وكانت له زيارات مع “شمس التبريزي” مرشد “جلال الدين البلخي”.

شاه نعمة الله ولي:
“شاه نعمة الله ولي” بن سيد عبد الله بن محمد. كان من معاصري تيمور الكوركاني.
ولد في 731 وسكن مدة في “كوهبنان” من توابع “كرمان”. كان شاعرا وعارفا. له ديوان مليئ بالقصائد والرباعيات.
عاش “نعمة الله” وتوفي في “ماهان” بالقرب من “كرمان” سنة 832 ومقبرته مشهورة اليوم، وهي تقع في 30 كيلومترا من “كرمان”.

أبو اسحق الكوهبناني:
كان أديبا، وفيلسوفا، وكاتبا، وعالما بالرياضيات والنجوم والفلسفة والموسيقي. آرائه الفلسفية كانت تدرس في جامعة سوربن في باريس في فرنسا؛ ومجموعته الخطية تحتوي على 8 رسائل تحتفظ في المكتبة المركزية في جامعة طهران. ومن رسائله نستطيع أن نشير إلى رسالة في تقويم الكواكب، ورسالة في شطرنج.

صمود شعب “كرمان” تجاه غزو الصفوية والقاجار لبلادهم:
عندما أسست الصفوية دولتهم في الناحية الشمالية من بلاد فارس، واتجهوا نحو المناطق المركزية كـ”أصبهان” و”شيراز”، وبدأوا بقمع شعوبها، كان أهل “كرمان” على مذهب أهل السنة والجماعة، ولم يكونوا يرضون بتغيير مذهبهم ودينهم، ولا بالحكم الصفوي التمييزي ضدهم؛ لذلك صمدوا تجاه الغزو الصفوي وتصرفاتهم ضد أهل السنة، ولقد تأثرت “كرمان” بشكل كبير من السياسات القمعية  للصفويين واستبداد ملوكهم، لذلك كانت “كرمان” أول مناطق إيران التي  انضمت إلى ثورة “محمود الأفغان” ضد الصفوية؛ والسبب في ذلك، أن أهل “كرمان” الذين كرهوا الحكم القمعي الإستبدادي للصفوية، كاتبوا “محمود الأفغان” فوصل “محمود الأفغان” من “سجستان” ليهجم على الدولة الصفوية في “إصبهان”.

مجازر الصفوية والقاجار في “كرمان”:

الثوار الأفغان ومن تبعهم من أهل السنة في إيران من النواحي المختلفة واجهوا الهزيمة في الهجوم الأول، وصارت هذه الهزيمة حجة للصفويين ليصبوا نار غضبهم مرة أخرى على “كرمان” وأهلها، ويرتكبوا مجازر يتندى الجبين من ذكرها وكتابتها. ثم هجم الأفغان مرة أخرى، وكان الهجوم الثاني نهاية الحكم الصفوية في إيران وبداية عصر جديد، وهو قيام دولة الأفشار وبعدهم ملوك الزند الذين كانوا أقل بطشا وظلما بالنسبة إلى الصفوية. ولكن الدور الأسوء والأيام المظلمة في تاريخ “كرمان” بدأت في عهد القجار. فلما استولى “آغا محمد خان القاجر” مؤسس الدولة القاجارية في إيران على “كرمان” بعد حصار طويل لأهلها، أصدر أوامر بقتل كافة أهلها. ذكر مؤلف كتاب “كرمان عبر التاریخ” أن ملک قاجار أمر بأن تنزع عیون کافة أهل “كرمان”، حيث قدمت حسب رواية “عشرون ألف عين” إلى ملك القاجار، وأمر الخبيث أن يصنع تل من عيون مخالفيه أمامه.
وجرت نتيجة هذه الجريمة البشعة في تاريخ “كرمان” أنهار من دماء الشعب الأبرياء.
والسبب لعداوة ملك القاجار مع أهل “كرمان” وارتكابه لهذه الجريمة بحق أهلها، أن أهل “كرمان” كانوا يرون في القجر امتدادا لحكم الصفوية التي لم يستريحوا منها فترة من الزمن، فرجحوا الصمود والمقاومة ضدهم. لأن القاجار أيضا كانوا من القزلباشية القادمين من الأناضول يحملون نفس المعتقد والحقد تجاه الشعب الإيراني وخاصة أهل السنة منهم، وكان القاجار جنودا للصفوية.
نتيجة مظالم القاجار، ساءت أوضاع الناس الإقتصادية والسياسية في “كرمان”، حيث هرب الكثر من سكانها الأصليين إلى المناطق المجاورة والبلاد المجاورة لها.

“كرمان” اليوم:

تعتبر مدينة “كرمان” حاليا من المدن الكبرى في إيران. وقد هاجر عدد كبير من البلوش السنة الذين يعيشون في جنوب المحافظة في منطقة “نرماشير” وكذلك من بلوشستان المجاورة لها، إلى مدينة “كرمان” في السنوات الأخيرة، وأقاموا بها، وهم يشكلون عددا لا بأس به من سكانها، وبذلك يوجد في هذه المدنية عدد كبير من أبناء السنة، إلا أن شأنهم مثل سائر أهل السنة الساكنين في المدن الكبرى من حرمان امتلاك الجامع لإقامة الجمعة والجماعات والمناسبات الدينية ومراكز لتربية وتعليم أبنائهم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات