الشيخ عبد الحميد: ليس لمجتمع أن يفتخر إلا بالتقدم في علمي الدين والدنيا

الشيخ عبد الحميد: ليس لمجتمع أن يفتخر إلا بالتقدم في علمي الدين والدنيا

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان بمناسبة بداية الدراسة في المدارس الدينية وكذلك الحكومية في محافظة سيستان وبلوشستان إلى أهمية العلم قائلا: لو بحثنا سيرة الأنبياء والرسل وسيرة المفكرين وأصحاب الرأي والنظر، نجد أنه لا شيء أهم من العلم بعد الإيمان بالله تعالى، بل يقدم على الإيمان العلم بمقتضياته ومطالبه. قال الله تعالى “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”، حيث قدم العلم على “لا إله إلا الله”، فالذي ينطق بـ”لا إله إلا الله” ولكنه لا يعرف معناه ومطلبه فإن نطق بكلمة جميلة، لكنها لا تنفعه وإن نطق بها ألف مرة، بل يجب أن يكون لديها علم بمعنى هذه الكلمة، وكذلك يجب عليه علم الصلاة والعبادات الأخرى. الشخص الذي يذهب للحج وليس لديه علم بمناسك الحج فلا ينفعه نفس الحضور في تلك البقعة. وكذلك إن حضر للصلاة وهو لا يعلم شيئا عن فرائض الصلاة وآدابها.

وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: العلم سواء كان علم الماديات أو الشريعة أساس الحركة والتطور في الكون، وبه يتحرك نظام العالم. لا يمكن أن يدار هذا النظام ويدبر له بغير العلم، لذلك نرى أن للعلم الكلمة الأولى والمسموعة في العالم.
وتابع فضيلة الشيخ: في الماضي لم تكن في هذه المنطقة مراكز للعلم، وكان أهل المنطقة يواجهون مشكلات في حل مسئلة واحدة. وعندما لم تكن لدينا هذه الجامعات ولم يكن هناك أطباء وكان الأطباء يأتون من بلاد أخرى ولم تكن تخصصات في المجالات المختلفة، كنا نواجه مشكلات كثيرة أيضا. وهذا من فضل الله حيث نشهد اليوم تقدمات لجامعاتنا في مجالات مختلفة، وإن كنا لم نزل متخلفين بعد في هذه المجالات بالنسبة إلى كثير من البلاد.
واستطرد فضيلته قائلا: التطور والتقدم لا يمكن الوصول إليهما بغير العلم، ولا تساوي نعمة نعمة العلم بعد الإيمان والهدى، لذلك لما خلق الله آدم فأول ما أعطاه هو علم الأشياء، فعلمه الأسماء وبذلك قد وضع الله تعالى أساس كافة العلوم في آدم، ونشاهد كيف وصل أبناء آدم إلى اختراعات وابتكارات وسيصلون إلى مستجدات من المخترعات في المستقبل.
كذلك أعطى الله علم الشريعة وعلم الدين للأنبياء والرسل، وكل هذه العلوم حاجتنا ولا يمكن لمجتمع أن يفتخر إلا بالتقدم في علمي الدين والدنيا.
وتابع فضيلته: المجتمعات الغربية التي أهملت الدين والشريعة وأصبحوا أجانب بالنسبة إلى علوم الشريعة، فهم محرومون من هذه الثروة. ومع الأسف كانت هناك جهودا عظيمة لإبقاء الأمة المسلمة متخلفة محرومة في هذين العلمين بعد أن حملت لواءها في العالم.
واستطرد قائلا: الشعوب الإسلامية التي ثارت ضد الاستبداد في البلدان الإسلامية وتسعى للحرية تحاول أن تصل إلى مكانتها الأصلية في هذين العلمين وتزيل كافة الحواجز للوصول إليهما، ليمكن لها أن تعتمد على شعوبها وإمكانياتها وتشهد استقلالها.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: الشعوب المسلمة لو أنفقت واجتهدت في العلوم الدينية والعصرية، لوجدت تقدما كبيرا واحتلت مكانة عالية في العالم. لذلك أنصحكم على ضرروة الانتباه لتعليم أولادكم، واختاروا لهم أفضل المدارس وسجلوا لهم في أرقى المدراس وأنشطها وأكثرها انتباها لتعليم أولادكم. لا تهملوا أولادكم ولا تشغلوهم بمشاغل الدنيا في السنين المبكرة، واعلموا أنه لا يمكن لشعب أن يحصل على مكانتها السياسية والاقتصادية إلا بالعلم.
وأشار خطيب أهل السنة إلى ضرورة تعلم علم الشريعة جنبا إلى العلوم العصرية قائلا: ليس من العدل والإنصاف أن يقبل الإنسان على علوم الدنيا ويهمل علم الشريعة، ومثل هؤلاء الأشخاص الذين لديهم علوم مادية وتخصصات عالية لكنهم لا يرفعون بالا لعلم الشريعة والدين، لا قيمة لهم عند الله تعالى. ويقتضي العدل أن يكسب الإنسان علم الشريعة وعلم الدنيا معا وأن يطيع الإنسان ربه ويفكر أيضا في معاشه، فلا يرضى الرب بأن يطلق الإنسان الدنيا ولا أن يخلد إليها ويهمل الشريعة وعلمها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات