الشيخ عبد الحميد: عدم تحمل بعض الأنظمة المظاهرات السلمية واستجابة المطالب المشروعة لشعوبهم مثير للحيرة والأسف

الشيخ عبد الحميد: عدم تحمل بعض الأنظمة المظاهرات السلمية واستجابة المطالب المشروعة لشعوبهم مثير للحيرة والأسف
molana_26قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة الجمعة: الثورات والانتفاضات في الشرق الأوسط متواصلة ضد الديكتاتورية والاستبداد، ونرجو أن تنتج هذه الثورات للأمة النفع والخير، وتكون سببا لتضامن الشعوب المسلمة، وأن يستعيد هذه الشعوب سيطرتهم على مصائرهم، وأن يحرروا بلادهم من مخالب الأنظمة الفاسدة والمستبدة، وأن تحكم الشريعة البلاد الإسلامية.

وأشار فضيلته إلى التصرفات القمعية التي يواجهها هذه الاحتجاجات الشعبية في البلاد الإسلامية قائلا: أنا أتحير كيف هؤلاء الرؤساء يقتلون شعوبهم. على ماذا يقتلون شعوبهم؟ لتصل هذه المناصب إلى أولادهم أو تبقى السلطة في أحزابهم؟!
إن عدم تحمل هذه الأنظمة لهذه المظاهرات السلمية واستجابة المطالب المشروعة لشعوبهم مثير للحيرة والأسف.

الأخلاق من أجمل دروس الإسلام والقرآن
وفي قسم آخر من خطبته، تطرق فضيلته بعد تلاوة قول الله تعالى “والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، إلى أهمية الأخلاق قائلا: من أجمل دروس الإسلام والقرآن الكريم الأخلاق، وللأخلاق مكانة عالية وسامية.
الأخلاق الحسنة والكريمة هام جدا. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. وإن مشروع الأخلاق الذي بدأه الأنبياء لقد أكمله الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: المباحث التي تطرقت إليها القرآن الكريم كثيرة وهامة، ولكن من أجمل الجوانب في السيرة هي الأخلاق الحسنة والكريمة. ونستطيع القول بصراحة أن الإسلام لم ينتشرفي العالم بالسيف لكن انتشر بالأخلاق الحسنة والكريمة، واليوم نجد من تعاليم الإسلام الأخلاقية وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق في جميع الحضارات الراقية، وقد انتفعت الحضارات البشرية بتعاليم الإسلام الأخلاقية واقتبست من تعاليم الإسلام والقرآن والسنة، ومايؤسفنا أن الخلاق أصبح لا محل لها بين المسلمين، والأمة المسلمة مع الأسف منحطة في الأخلاق، وقد سقطوا من الناحية الأخلاقية، وضعفت مكانة مكارم الأخلاق في مجتمعاتنا.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: إن مكانة الأخلاق عالية وليس من الممكن أن يصل الإنسان إلى درجة الكمال في الإيمان إلا بالتحلي بالأخلاق الكريمة.
إننا  لو قمنا الليالي بالعبادات والنهار بالصوم لا نصل إلى درجة كاملة في الإيمان، فالأخلاق تثقل ميزان الإنسان يوم القيامة، والإنسان يستطيع أن يصل بالأخلاق إلى ما يصل إليه بقيام الليل والصيام.
واستطرد فضيلته قائلا: المسائل الأخلاقية التي طرحت في القرآن الكريم كثيرة، ومن أهمها ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث له “صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ”.
وتابع فضيلته قائلا: وليست الصلة أن نواصل من يصلنا بل الصلة كما ورد في الحديث الشريف “ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها”. اليوم مع الأسف لو ظُلم علينا نضاعف عليه مرتين، وجواب من رمى إلينا بحجر أن نضربه بالرصاص، بل الأخلاق الكريمة أن يرد الظلم بالعفو.
وأضاف فضيلته: من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى الوالدين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى”.
مع الأسف، الكثير منا من هو محسن إلى الأجانب ومسيء إلى أهله وأولاده، بل يهمل تربية أولاده والإحسان إليهم.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل ولده وشمّه وبكى على وفاته قائلا: “إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون”.
وكان عليه الصلاة والسلام يقبّل الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما. والأحفاد أيضا من أولاد الإنسان وقد أمرنا بالمحبة إليهم كما أنه يجب المحبة إلى الجيران والوالدين والأقارب. وقد روي عن الرسول ” ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعانا و جاره جائع إلى جنبه”.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ومن مكارم الأخلاق لقاء الناس بوجه طلق. وإن واجهنا من يسئلنا فاللازم أن نعطيعه إن كنا نملك شيئا، وإن كنا لا نملك شيئا فلابد من الرد الجميل. ولكنه مغاير للأخلاق تماما أن ننهرالسائل ونطرده. ونجتنب الشدة في التعامل مع الناس بل ينبغي دلالة الناس على الخير برفق ولين.
وأشار فضيلته إلى الكذب كأحد أسوء الرذائل الأخلاقية قائلا: من أسوء الأخلاق الكذب، والكذب من المعاصي التي صرّح القرآن باللعن عليه، والصدق ليست فوقه فضيلة. والخيانة في الأمانة من الرذائل الأخلاقية الأخرى. العين أمانة والأذن أمانة واللسان أمانة فلا نخون الله في هذه الأمانات.
فمن نظر إلى امرأة نظرة لذة فقد ارتكب معصية. والبخل أيضا من المحرمات كما أن الحسد والغرور والإعجاب بالرأي من الرذائل الأخلاقية، والمسلم لا يكمل إيمانه إلا أن يبتعد عن هذه الرذائل.
وأشار إمام وخطيب أهل السنة إلى أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، قائلا: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِى أُفًّا. قَطُّ وَلاَ قَالَ لِى لِشَىْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلاَّ فَعَلْتَ كَذَا”، لكن مع ذلك كله فكان عليه الصلاة والسلام شديدا في مراعاة حدود الله، فعندما  سرقت فاطمة المخزومية فكلم أسامة رسول الله في أمره، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات