الشيخ عبد الحميد: يجب أن تسمع مطالب الشعوب، سنة كانوا أم شيعة

الشيخ عبد الحميد: يجب أن تسمع مطالب الشعوب، سنة كانوا أم شيعة
molana-abdohameed-0اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، الثوارت التي تشهدها بعض الدول في الشرق الأوسط نتيجة لظلم بعض القادة وعدم استجابتهم لمطالب شعوبهم، كما شدّد فضيلته على ضرورة الإصغاء إلى مطالب الشعوب، شيعة كانوا أم سنة.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المصلين في الجامع المكي: نشهد ثوارت في الشرق الأوسط ضد القادة والرؤساء، وهذه الثورات نتيجة نسيان هؤلاء القادة تعاليم ربهم وغفلتهم عن حقوق شعوبهم وعدم توفير الحرية لهم، ونتيجة لظلم بعضهم. ومن بين هؤلاء الرؤساء مع الأسف  يوجد من يفضل دعم الجهات الأجنبية ومطالبهم على شعوبهم ومطالبهم.
وأضاف قائلا: إن ما يجرى في اليمن وليبيا هي نتيجة لاستبداد قادتهما بالحكم، وعدم التلبية لمطالب شعوبهم المشروعة.
وتابع قائلا: أعتقد أنه من الواجب على الحكام أن ينصتوا لمطالبات شعوبهم سواء كانت هذه المطالبات من قِبَل الشيعة أم من السنة؛ فإني أعتقد أن الشعب البحريني يجب أن يتمتعوا من الحرية وأن يحددوا مصيرهم بأنفسهم، كما أقول لمسؤولي النظام الإيراني أنه من حق أهل السنة في إيران المطالبة بحقوقهم المشروعة، ومن حقهم أن يمتلكوا الحرية المذهبية وأن توفر لهم كافة حقوقهم المشروعة. كما نرى من حقوقنا القانونية على النظام أن يهتمّ بحقوقنا ولا يهمل رسائلنا التي نطرح فيها مطالبنا، فنحن مواطنو هذه البلاد ولن نسمح بالتدخل لأي جهة أجنبية في قضايانا الداخلية، كما نرفض التدخلات الأجنبية في شؤون البحرين الداخلية، فالشعوب في كل بلد هم من يحددون مصيرهم.

وفي الخطبة الأولى، قال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة قول الله تعالى “الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”: إن الله تبارك وتعالى بيّن في القرآن الكريم أسباب الأمن في الدنيا وأسباب الأمن في الآخرة، وبيّن من هو آمن في الدنيا من عذاب الله ومن هو آمن من عذاب الله في الدار الآخرة. وبيّن كذلك من ليس آمنا في الدنيا ومن المحتمل أن ينزل عليه عذاب الله في الدنيا والآخرة، ومن يتوقع أن يبتلى بعذاب الله في الآخرة.
وتابع قائلا: منذ أن أهبط الله تعالى آدم من الجنة إلى الأرض بعد أن تناولا من الشجرة الممنوعة في الجنة، بيّن الله تبارك وتعالى ما تعرضهم على الخطر وتفقد أمنهم وراحتهم في هذه الدنيا والآخرة وهي المعصية، فقد عظّم الله تعالى أدم حيث أمر الملائكة بأن يسجدوا له، ثم كرّمه بالدخول في الجنة وخاطبه قائلا: “إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى  وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى”.
وأضاف قائلا: أرسل الله آدم إلى الجنة، وكانت أمنة مطمئنة، ونهاه الله من أكل الشجرة الممنوعة. فلما عصيا أمر ربهما بأكل الشجرة سلبت منهما راحتهما وأمنهما وأهبطهما الله إلى الأرض، والأرض لا تقاس بالجنة ونعيمها وراحتها؛ وأعلن الله لذرية آدم عنئدئذ أن أسباب الأمن والراحة في الدنيا هي في إطاعة الله واتباع الرسول الكريم وإطاعة الأنبياء. فمن عصى الرب وعاش مخالفا لتعاليم الرب وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أفقد راحته وأفقد أمنه في الحياة. يقول الله تعالى: “الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”.
وأشار فضيلة الشيخ إلى الشرك كأعظم ظلم من بين أنواع الظلم: الظلم له درجات مختلفة، فشخص يظلم شخصا بضربه إياه، وآخر يظلم نفسا بقتله إياه، وآخر يظلم إنسانا بشتمه إياه، وآخر يرتكب الزنا، وآخر يرتكب الشرك، وإن الشرك لظلم عظيم. فهناك أنواع من الظلم في العالم، فمن ضيّع حق اليتيم وحق شخص ولو كان غير مسلم من أشخاص المجتمع، كان ذلك ظلما عليه، وكذلك عدم مراعاة حقوق البهائم ظلم عليها، وكل من ضيّع حقا أو ظلم شخصا سيلقى نتيجة ظلمه في الدنيا، ولكن أثقل الظلم وأعظمه هو الشرك بالله تعالى.
وتابع فضيلته: من ارتكب ظلما ضيّع فيه حق عبد من عباد الله تعالى فلا تغفر هذه المعصية عنه حتى يطلب العفو من صاحب الحق بعد توبته، والتوبة ضرورية من الظلم سواء ضيّع حقا من حقوق الله أو حقا من حقوق العباد.
وأضاف قائلا: الشرك والكفر من أخطر المعاصي، والعذاب الإلهي على الذنوب والمعاصي ليست خاصة للكفار بل المؤمنون أيضا يبتلون بعذاب الله تعالى عندما يعمّ الظلم وتشيع الفاحشة وتكثر المعاصي.
واستطرد قائلا: نرى اليوم في أنحاء العالم يبادر المهندسون إلى تشييد المباني وبناء مساكن مضادة لحوادث مثل الزلازل والسيول. لا بأس بهذه الاستحكامات في بناء البيوت والمساكن، ولا بأس بمراعاة أمور الأمن عند قيادة السيارات، ولكن علينا أن نعلم أن هذه الآلات والأسباب ليست فيها أمن الإنسان من هذه البلايا، بل يجب التركيز على أمرين: الأول إطاعة الله واتباع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والتجنب من الظلم والمعاصي؛ والثاني مراعاة قواعد البناء وغير ذلك من أسباب الدنيا.
لكن إن قمنا  بتشييد البيوت والعمارات ولكننا لم نتجنب المعاصي والذنوب، فالله تعالى قادر على أن يهدم علينا هذه العمارت المشيدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات