اليوم :28 March 2024

نظرة إلى تاريخ كردستان الإسلامي

نظرة إلى تاريخ كردستان الإسلامي
الأكراد من الشعوب الآرية من مجموعة اkurdistanmapلشعوب الهندو ـ أوربية التي تعيش في بعض دول الشرق الأوسط . ومن الصعب معرفة التعداد الحقيقي للشعب الكردي، بسبب تقسيم بلادهم بين الدول المختلفة: العراق ـ سوريا ـ إيران ـ تركيا ـ الاتحاد السوفيتي (سابقًا)،وتواجد مجموعات منهم في دول (لبنان ـ اليمن ـ باكستان) و في أوروبا خاصة في ألمانيا والسويد وأمريكا؛ لكن يمكن تقدير عددهم جميعًا بحوالي 35 مليون نسمة.

الأكراد هم المجموعة العرقية الوحيدة في العالم التي يبلغ تعدادها أكثر من 30 مليونا، ولم تحصل على حقوقها القومية، كما أنها تعتبر ثالث مجموعة شعبية في آسيا الصغرى والشرق الأوسط بعد العرب (160 مليونا) ثم الترك (60 مليونا). اتفق  الباحثون أن العنصر الميدي هو العنصر الأساسي في التكوين العرقي للشعب الكردي.
على الرغم من عدم وجود خريطة محددة وواضحة لكردستان؛ فإن جغرافية كردستان لم يختلف عليها الباحثون إلا في مساحات صغيرة؛ لذا فإنه يمكن القول أن حدودها تمتد شمالاً من سلسلة جبال (أرارات) الفاصلة بين إيران وأرمينيا وتركيا والحدود الوطنية للكرد والفرس والأرمن شمالاً إلى جبال (حمرين) الفاصلة بين العراق العربي (بغداد والبصرة) وبين (ولاية الموصل العثماني) جنوبًا وشرقًا من أقصى (لورستان) في إيران إلى ولاية (ملاطية) بتركيا غربًا.
ويقدر مساحة كردستان حوالي 500,000 كم2 تقريبًا وهي بلد جبلي تحتضن جبالا وسهولاً خصبة وترويها أنهار عديدة (دجلة والفرات) حيث ينبعان من أرضها وتكثر في أرضها العيون والنهيرات والجداول.
إلى جانب ما بأرضها من ثروات معدنية ونفطية ومائية، فبالنسبة لمواردها المائية ففيها أكثر من عشرة آلاف ينبوع، وبها أيضًا العديد من المساقط وشلالات المياه والبحيرات الطبيعة، وكل ذلك كما نرى يشكل قوة زراعية وصناعية هائلة، حيث إن الشلالات تعتبر من أهم مصادر توليد الطاقة.
ويأتي على رأس القائمة البترول، إذ إن كردستان تقع على مقربة من أغنى حقول البترول في العالم؛ حيث يقدر احتياطي النفط في كردستان ككل بأكثر من خمسة وأربعين مليار برميل، أي أكثر من احتياطي الولايات المتحدة.
وبجانب النفط يوجد الكثير من المعادن المهمة، مثل: الكبريت، والفوسفات، واليورانيوم، والذهب، والنحاس، والفضة، والحديد، والرصاص، والزنك، والنيكل، والرخام، والمرمر.
ولم تشكِّل كردستان (الموطن الأساسي للأكراد) بلدًا مستقلاً ذا حدود سياسية معينة في يوم من الأيام، على الرغم من أنه يسكنها شعب متجانس عرقًا. وظهرت كلمة “كردستان” كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الـ12 الميلادي في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقي سنجار القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه، وأطلق عليه كردستان.
وتتوزع كردستان بصورة رئيسية في ثلاث دول هي العراق وإيران وتركيا مع قسم صغير يقع في سوريا، فيما يوجد عدد من الأكراد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق.
ويشغل الأكراد 19 ولاية من الولايات التركية البالغ عددها 90، تقع في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي، ويعيش الأكراد بشكل متفرق في دول أخرى أهمها أرمينيا وكذلك في أذربيجان وباكستان وبلوشستان وأفغانستان.
وتختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 27 إلى 40 مليونًا، موزعين بنسبة 46% في تركيا، و31% في إيران، و18% في العراق، و5% في أرمينيا وسوريا.
يعتنق الأكراد الإسلام بأغلبية ساحقة، وذلك على المذهب السني الشافعي، وهناك عدد قليل للغاية من الشيعة يعيشون في جنوب كردستان، والنصرانية شبه معدومة بينهم، فالنصارى في كردستان هم من السريان الذين كانوا يسمون بالأثوريين والآن يسمون أنفسهم أشوريين، وهم يعيشون في النصف الشمالي من كردستان العراق، وكذلك الكلدان وهم أقل من الأشوريين ويعيشون في مدينة السليمانية. كما توجد بعض الملل والعقائد المارقة من الإسلام كالكاكائيَّة وطائفة أهل الحق وأغلبهم يعيشون في الجزء الجنوبي من كردستان العراق وإيران، ولكن بأعداد نادرة.

ضرورة البحث في التاريخ الإسلامي للأكراد:

الأكراد من أهم الشعوب الإسلامية وأقدم وأقوى الشعوب في العالم حياة. ولقد سجلت المصادر التاريخية غيرة الأكراد وبطولتهم ووقائعهم، ومع ذلك، الحاجة ماسة إلى دراسات وبحوث شاملة في الموضوع نظرا إلى أن تاريخ هذا القوم لقد تعرض من قبل المستعمرين والمستشرقين للتحريف وإزالة الأبعاد الإيجابية وإظهار الجوانب السلبية،  وقدموا للعالم صورة مشوهة من الشعب الكردي وأنهم من الأمم الجاهلين الوحشيين الذين لا يملكون  ثقافة ولا حضارة. ومن ناحية أخرى تعرض  التاريخ الإسلامي لهذا الشعب لتغييرات وتطورات دفعتها إلى مجاهل التاريخ. فالعرب المسلمون لا يعرفون من تاريخ الأكراد سوى شجاعتهم وفروسيتهم في قتالهم جنبا إلى المقاتلين في النواحي الجبلية  للدفاع عن الإسلام، إضافة إلى هذا فسيطرة العقلية القومية بعد سقوط الخلافة العثمانية وإهمال التاريخ الإسلامي كان سببا آخر في أن يجهل الشعب الكردي مكانتهم الأصلية في التاريخ الإسلامي وأن ينسوا دورهم الرائع في تقدم ورقي الإسلام الذي كان يجب أن يفتخروا به.
لا أقصد أن أقدم في هذه الوجيزة تاريخ أحد الأقوام في العالم  للقراء، بل أريد أن أبحث عن تاريخ أحد الشعوب الإسلامية التي كان لهم يد في تكوين ونشأة التاريخ الإسلامي، فإن التاريخ الإسلامي لا ينحصر في العرب فقط! بل هو تاريخ يضم جميع الشعوب التي عاشت في إقليم الإسلام حقيقة. وينبغي أن أشير في النهاية إلى دليلين من دلائل إسلامية الشعب الكردي:
1- الصحابي جابان الكردي: جابان أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن رواة الحديث الذي ورد إسمه في “أسد الغابة” و”الإصابة في تمييز الصحابة”، والحق أن المعلومات المتعلقة بحياة هذا الصحابي قليلة جداً، ولا تتحدث عنه المصادر التراثية- ولا سيما كتب التراجم- إلا بأسطر قليلة. لكن ما وصلنا من معلومات حول ابنه التابعي (ميمون) هي التي تنير لنا الطريق إلى حقيقة ذلك الرجل، فالكتب الخاصة برجال الحديث النبوي تذكر تابعيًا اسمه ميمون الكردي، وجاء في كتاب “ميزان الاعتدال في نقد الرجال” للحافظ الذهبي أن كنيته أبو بَصِير، وقد ذكر كل من الحافظ المِزّي والحافظ الذهبي تابعيًا آخر اسمه ميمون بن جابان، وكنيته أبو الحَكَم، روى عن أبي رافع الصائغ، عن أبي هريرة مرفوعًا: “الجراد من صيد البحر”. وقد روى ميمون الكردي عن أبي عثمان النَّهْدي، وعن أبيه، عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وروى عنه جماعة منهم الزاهد الشهير مالك بن دِينار، وعدّه أبو داود من الثقات، وقال أحمد بن حنبل في مسنده: حدّثنا يزيد، حدّثنا دَيْلم، حدّثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان؛ سمع عمرَ يخطب، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “إن أخوفَ ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان”. وقال اليماني صاحب “الأنوار الكاشفة” عن ميمون الكردي: “لم يُعزَ ولم أعثر عليه، ووالد ميمـون الكردي لا يكاد يُعرف. وقد ذُكر في أسد الغابة والإصابة باسم (جابان)، ولم يذكروا له شيئاً. وسأل مالكُ بن دينار ميمونَ الكردي أن حدّثْ عن أبيه الذي أدرك النبي وسمع منه، فقال: كان أبي لا يحدّثنا عن النبي مخافة أن يزيد أم ينقص”.
2- وفد الأكراد في مدينة الرسول: مع بدء ظهور الدعوة إلى الإسلام وعند ما لم ينتشرالإسلام خارج الجزيرة العربية بعد، قدم عدد من أهل جزيرة “بوتان”( جزيرة ابن عمر في كردستان التركية) إلى النبي صلى الله عليه وسلم  في المدينة، كتجار، وأعلنوا هناك إسلامهم ورجعوا إلى أقوامهم، ولما كانوا ينتمون إلى قبيلة “باجن” اشتهروا بـ”تجار باجن”.

كردستان في عهد الفتوحات الإسلامية:
كان الأكراد يعيشون في كنف الإمبراطورية الفارسية قبل الإسلام كرعايا؛ ومن هنا بدأت علاقتهم بالإسلام أثناء الفتوحات الإسلامية في فارس في عهد الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه.
فعندما توالت الانتصارات الإسلامية على القوات الفارسية في معارك القادسية وجلولاء ونهاوند (فتح الفتوح)، كان من نتائجها أن حدث احتكاك بين المسلمين الفاتحين وبين الأكراد. وفُتِحَت غالبية المناطق الكردية من مدن وقرى وقلاع في أقاليم الجبال الغربية ومناطق الجزيرة الفراتية وأرمينيا وأذربيجان صُلحًا، ماعدا مناطق قليلة فُتِحَت عنوة؛ إذ لاقى المسلمون فيها مقاومةً عنيفةً. وبحلول عام 21هـ دخلت غالبية المناطق الكردية في الإسلام، ودخل الأكراد في دين الله أفواجًا، وقد دخل غالبية الأكراد في الإسلام طوعًا، وكان لهم إسهام بارز بعد ذلك في الفتوحات الإسلامية.
ظلَّ الأكراد يتمثلون روح الإسلام، كما أنهم أصبحوا جنودًا للخلافة الإسلامية في شتى عصورها، ولم تؤثر فيهم الاحتكاكات العقائدية والحزبية والمذهبية التي طغت على العديد من القوميات التي تؤلِّف المجتمع الإسلامي آنذاك، بل أصبحوا سندًا ومُدافعًا أمينًا عن الثغور الإسلامية في وجه الروس والبيزنطينيين وحلفائهم من الأرمن والكرج (الجورجيين)، أما دورهم في مقاومة الصليبيين والباطنيين تحت قيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي فأشهر من أن يُعرَف.
وفي العصور العباسية كان لهم دور مشهود في الدفاع عن حياض الخلافة، وحتى عندما شكَّلوا إمارات خاصة بهم كغيرهم من الأمم، أيام تدهور الخلافة العباسية في العصر البويهي (334-447 هـ) فإنهم بقوا على إخلاصهم لرمز الإسلام آنذاك (الخلافة العباسية)، ولم يحاولوا القيام بحركات التمرد والانفصال أو احتلال بغداد مثل أمم أخرى كالفُرس والبويهيين، وكان في استطاعتهم فعل ذلك لو أرادوا، ولكنه الإخلاص للإسلام لا غير.

العلماء الأكراد وخدمتهم للعلوم الإسلامية:
للأكراد اهتمام كبيربالعلوم الإسلامية قديما وحديثا، ولقد تخرج عدد كبير من عباقرة العلم والفضل في كردستان ممن قدموا جهودا قيمة للحضارة والثقافة الإسلامية، ولم يزل ينتفع الأمة الإسلامية بخدماتهم وعلومهم إلى يومنا هذا.
فمن أبرز العلماء الأكراد في التاريخ الإسلامي، والذين كان لهم أثر كبير:
1-    ميمون بن مهران التابعي الجليل (من الجزيرة).
2-إبن الأثير مصنف “الكامل في التاريخ”.
3- إبن الأثير مصنف “النهاية في غريب الحديث والأثر”.
4- إبن خلكان مصنف كتاب “وفيات الأعيان”.
5- إبن حاجب اللآلاني النحوي.
6- أبو حنيفة الدينوري.
7- إبن قتيبة الدينوري.
8- شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني.
9- ابن صلاح الشهرزوري.
10- بديع الزمان الهمداني.

الدول الكردية في التاريخ الإسلامي:
أسست الأكراد دولا وإمارات وكيانات كردية عديدة تتولى إدارة بلاد الأكراد، وهي دول كانت تابعة للخلافة العباسية أو العثمانية. ومن أهم هذه الدول التي يمكن لنا الإشارة إليها:
1-    دولة ديسم وبني مسافر في أنحاء أذربيجان وشهروز وهمذان والدينور ونهاوند والصامغان.
2-     دولة دوستك أو بني مروان للفترة 356-489هـ في أنحاء كردستان تركيا.
3-    دولة قراباغ ووادي الآراس في القوقاز الجنوبي أو حكومة بني شداد التي قامت في منتصف القرن الرابع الهجري وانقرضت بمجيء التتر.
4-    الدولة الأيوبية التي أسسها صلاح الدين وشملت بلاد الشام والموصل والقسم الشرقي من تركيا واليمن ومصر وليبيا وغيرها، واستمرت ما بين 564-648هـ .
5-    الدولة الفضلوية أو الدولة الهزار أسبية، واستمرت ما بين 543-827هـ في منطقة لورستان من كردستان الإيرانية.

الكرد ضحايا حروب الآخرين وأطماعهم:
عاش الشعب الكردي موزع على رقعة واسعة من الأرض في الشرق الأوسط وصولاً إلى أواسط آسيا؛ بفعل عوامل الاختيار الطوعي للسكنى والإقامة، بحثاً عن الكلأ والمراعي لحيواناتهم، قبل أن تختطّ الحدود القائمة بين الدول والكيانات الموجودة الآن، أو بفعل عوامل التهجير القسري من مناطقهم إلى مناطق أخرى نائية، بهدف التقليل من خطرهم، أو إذابتهم على مرّ السنين والعقود في بيئاتهم الجديدة.
فبعد التقسيم الأول لكردستان بين الدولتين الكبريين؛ الدولة العثمانية والدولة الصفوية، إثر معركة “جالديران”، عام 1514م، وما أعقبها من معارك بين الدولتين على أرض كردستان طوال ثلاثة قرون، جعلت من الكرد وقودها، ومن أرضهم ساحة قتال، مع لجوء كل طرف إلى سياسة الأرض المحروقة، وإلى تهجير السكان من مناطقهم، لحرمان الطرف الآخر من الموارد البشرية اللازمة لمواصلة الحرب.
بعد معركة “جالديران” عمد السلطان سليم إلى ترحيل قبائل كردية عدة بأسرها إلى وسط الأناضول وشمالها، وإلى جنوب أنقرة بوجه خاص؛ وإلى مناطق نائية مثل بلغاريا. أما الصفويون فقد هجّروا مئات الآلاف من الأكراد من أراضيهم وأرغموهم على الانتقال إلى عمق البلاد. وعلى امتداد العامين 1534و 1535 عمد الصفويون، أثناء تراجعهم أمام القوات العثمانية، إلى تدمير المدن والأرياف الكردية بانتظام، وإحراق المحاصيل، وردم القنوات والآبار، وتخريب أنظمة الريّ، كما نقل الشاه عباس الأول الكرد بأعداد كبيرة إلى أذربيجان في البداية، وإلى خراسان بعد ذلك، في مواجهة تركمانستان، على بعد ألف ميل من موطنهم الأصليّ، كما تمّ إبعاد قبائل كردية أخرى إلى جبال الهندوكوش في أفغانستان، وجنوب شرق إيران المواجهة لمقاطعة بلوشستان الباكستانية. وبعد التقسيم الثاني لكردستان، بموجب اتفاقية سايكس- بيكو لعام 1916م، تقطّعت أوصال الشعب الكردي أكثر فأكثر؛ واتبُّعت معه سياسة التذويب والإبادة والتهجير بشكل أعنف، فالكرد الذين ألحقت أجزاء من بلادهم بأرمينيا وأذربيجان وجورجيا، هجّرهم “ستالين” وشرّدهم من مناطقهم إلى أنحاء الاتحاد السوفياتي الواسعة، وصولاً إلى طاجيكستان و قيرغيزستان وغيرها. كما جرى ترحيل نحو سبع مئة ألف كردي تركي من مناطق القتال مع القوات الروسية في شرق تركيا، أثناء الحرب العالمية الأولى، توفي نصفهم على الأقل أثناء النزوح، فضلاً عن مقتل أربع مئة ألف آخرين منهم في تركيا وحدها أثناء هذه الحرب.

كردستان اليوم:
إن اتفاقية سايكس-بيكو لعام 1916 قد قسّمت بلاد الكرد تقسيماً ثانياً، وكان هذا التقسيم الأقسى والأشد مأساوية للواقع الكردي ومستقبله، فقد جزّأ القسمَ الكردي الخاضع للسلطنة العثمانية منذ عام 1514 إلى أجزاء ثلاثة؛ قسم ألحِق بتركيا، وهو القسم الأكبر من كردستان التاريخية، وتقدّر مساحته بنحو 230 ألف كم2، وقسم ألحِق بالعراق وتقدّر مساحته بـ79ألف كم2، وقسم ألحِق بسورية، وهو أصغر الأجزاء، فضلاً عن القسم الخاضع لإيران منذ معركة “جالديران” لعام 1514، وتقدّر مساحته بـ125 ألف كم2(أي أن المساحة الإجمالية لبلاد الكرد تزيد على مساحة بريطانيا وهولندا وبلجيكا وسويسرا والدنمارك مجتمعة). وقد ذاق الأكراد مرارة التمييز في مناطقهم، وكان ذلك سببا لأن يتقدم العلمانيون والشيوعيون الأكراد في تركيا والعراق كرافعين لأعلام الدفاع عن حقوق الشعب الكردي، وسببا لإضعاف الأكراد المسلمين في ساحة كردستان، وإنزوائهم بحيث لا يملكون قناة فضائية ليعرفوا كردستان الإسلامية للعالم وهذا هوا العامل الرئيسي لأن يتصور الكثير من سماع كلمة “كردستان” كردستان العلمانية أو الشيوعية!!!

أكراد إيران:
اكراد إيران هم جزء من الشعب الكردي الذي يستوطن مناطق غرب وشمال غرب إيران، ويمثلون حوالي  9% من سكان إيران البالغ عددهم نحو 70 مليون نسمة. ويعيش أكثر من ستة ملايين كردي في شمال غرب البلاد، وهم موزّعون على محافظات “آذربيجان الغربية” و”كردستان” و”كرمانشاه” و”إيلام” و”همدان” و”لورستان” و”خراسان الشمالية”.
غالبية الأكراد في إيران ينتمون إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وهم يعيشون في محافظات “كردستان” و”آذربايجان الغربية” و”كرمانشاه”، بينما ينتشر الأكراد الشيعة في سائر المحافظات.
رغم  تصريح الدستور على حقوق الأقليات في المجالات التعليمية والثقافية والمذهبية، وعدم التمييز بين الإيرانيين على أساس عرقي وطائفي، ولكن رغم ذلك، الأكراد يعانون من التمييز ضدهم كغيرهم من أهل السنة والجماعة، في مجال فرص العمل والمناصب العليا في مناطقهم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات