اليوم :19 April 2024

القدس تنتفض والضفة مكبلة

القدس تنتفض والضفة مكبلة
aqsaرغم اندلاع المواجهات الشاملة في كافة مناطق القدس في ما وصف بانتفاضة ضد مخططات الاستيطان والتهويد التي توجت الاثنين بتدشين ما سمي “كنيس الخراب” اليهودي على بعد أمتار من المسجد الأقصى، تعيش الضفة الغربية حالة من الهدوء غير المعتاد.

ورغم بعض الاعتصامات التي شهدتها الميادين العامة في مدن الضفة، فإن هذه التحركات بدت حتى الآن خجولة ومتواضعة مقارنة بالمواجهات التي شهدتها القدس، وهو ما دفع الكثيرين إلى اتوجيه اتهامات للسلطة الفلسطينية بكبح أي هبة جماهيرية لدعم صمود أهالي القدس.
وكان مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر أول من وجه اتهامات للحكومة الفلسطينية في رام الله بالمسؤولية عن كبح الاحتجاجات الشعبية وعدم إطلاق يد الجماهير بشكل يليق بمستوى الهجمة الإسرائيلية على أحد أقدس الأماكن لدى الفلسطينيين والمسلمين عامة.

خيبة أمل
وقال عبد القادر للجزيرة نت إن الحكومة في رام الله تمنع أي تحرك من شأنه أن يقود إلى أي مواجهة مع جيش الاحتلال، الأمر الذي تسبب في خيبة أمل وانعكس سلبا على كل أعمال الاحتجاج في القدس.
وأضاف أن “المقدسيين يشعرون بأنهم وحيدون في هذه المواجهة، خاصة أنهم لا يدافعون عن مدينة عادية وإنما عاصمة للدولة الفلسطينية ومكان مرتبط بعقيدة كل المسلمين في العالم”.
وطالب عبد القادر منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية بمراجعة شاملة لدراسة الصمت الذي يسود الساحة الفلسطينية وخاصة في الضفة، داعيا الفصائل إلى استخدام تأثيرها في الشارع والتحرك لنصرة القدس والأقصى.
وشاركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اتهام السلطة الفلسطينية بمنع التحركات الجماهيرية، حيث قال النائب عنها عمر عبد الرازق إن تفسير سكون الضفة يكمن في منع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أي تحرك جماهيري ولو كان سلميا لدعم القدس.
وأضاف عبد الرازق للجزيرة نت أن السلطة تتذرع بأنها لا تريد أن تنجر إلى صراع أو مواجهة مع الاحتلال، متسائلا “إذا لم تجرنا القدس إلى مواجهة فمتى سنتحرك؟”.
ورغم قناعته بأن الشارع الفلسطيني على دراية بواجبه تجاه القدس، فإنه طالب القيادة الفلسطينية بالكف عما وصفه “مصادرة حق الشعب الفلسطيني في التعبير عن نفسه وعن اختيار ممثليه الشرعيين الحقيقيين بعد أن فقدت هذه القيادة تفويض الشعب لها”.

تجنب المواجهة
وردا على الاتهامات الموجهة للسلطة نفى مدير مكتب الإعلام الحكومي غسان الخطيب بشدة منع السلطة أي تحرك شعبي للتضامن مع القدس في مدن الضفة الغربية، بدلالة تنظيم اعتصامات في عدة مناطق.
لكن الخطيب عبّر للجزيرة نت عن حرص السلطة على تجنب أي خسائر قد تقع في الجانب الفلسطيني، مبينا أن الأجهزة الأمنية حالت دون وصول المتظاهرين إلى أماكن قد تشكل خطرا على حياتهم دون أن تستخدم القوة في ذلك.

الانتفاضة بحاجة لقيادة
من ناحيتها قالت عضوة المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار إن المواجهة الشعبية في القدس رد طبيعي على إجراءات الاحتلال، داعية لتحويلها إلى عمل منظم يؤسس لمقاومة جدية متواصلة.
وطالبت خالدة في حديث للجزيرة نت بقرار قيادي لإطلاق مقاومة منظمة في مواجهة أي إجراءات احتلالية في كل المناطق الفلسطينية، مبينة أن أي معوقات لهذه المواجهة ستلاقي الرفض الشعبي لأن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع تحت الاحتلال.
ورغم ذلك قالت إنه من المبكر الحديث عن انتفاضة فلسطينية شاملة لأنها بحاجة إلى مقومات ومنها قيادة موحدة، مطالبة بتطوير مواجهة على الأرض لإجراءات الاحتلال بالتزامن مع إنهاء الانقسام السياسي بين حركتي حماس وفتح.

منع وتخاذل
ورأى المحلل الفلسطيني عادل سمارة أن التحرك الشعبي بدأ فعلا في الضفة الغربية رغم ما وصفه “بقمع السلطة” عبر نشر أعداد هائلة من القوات الأمنية على مداخل المدن ومحاور المواجهة.
وأضاف سمارة للجزيرة نت أنه إلى جانب المنع الرسمي، هناك حالة تخاذل من الفصائل والقوى التي أصبحت تحت جناح السلطة ولم تعد لديها النية لتحريك الشارع.
وشدد سمارة على أن واجب الانتفاضة في وجه التهديدات الإسرائيلية لا يقع على الفلسطينيين فقط، وخاصة في ظرف يمنعون فيه من ذلك، بل يلقى على عاتق الجماهير العربية والإسلامية التي تشكل القدس والمسجد الأقصى جزءا من عقيدتها.
وأوضح أن نجاح أي انتفاضة يبدأ من قدرتها على الانطلاق وضمان الاستمرارية، وذلك بتكاتف القوى والقيادات الشعبية القادرة على تشجيع الناس وإخراجها من الضوابط المفروضة عليها.

المصدر: الجزيرة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات