اليوم :2 November 2024

خطبة الجمعة 24 شوال 1429

خطبة الجمعة 24 شوال 1429

سماحة شیخ الإسلام مولانا عبدالحمید حفظه الله تعالی بدأ سماحة شیخ الإسلام مولانا عبدالحمید حفظه الله تعالی خطبته بتلاوة آیة« إن الله لایغیرما بقوم حتی یغیروا ما بأنفسهم».
أشار سماحته إلی إعجاز القرآن و قال: إن القرآن الکریم معجز ولامثل له و لا مثیل فی أداء المعانی و تنسیق الألفاظ و مما یدل علی ذلک قول الله تعالی« ذلک الکتاب لاریب فیه». أن الکتاب نفسه برهان علی أنه حق و معجز کما یقال: الشمس جاءت تدل علی نفسها.
تطرق سماحة شیخ الإسلام إلی التفکیر و التعقل في المواجهة بالآیات القرآنیة و قال: لابد أن نستمع إلی آیات الرحمن بآذان القلب و الروح.
ثم بدأ الشیخ عبدالحمید حفظه الله تعالی بتشریح الآیة و قال: یقول الله تعالی في الآیة التی تلوتها آنفاً؛ أنه لاینزع نعمته عن عباده إلا إذا تغیرت حالهم و انحرفوا عن الصراط.
 

أشار سماحة الشیخ إلی کثرة نعم الله تعالی علی عباده و قال: أن الله تعالی ألبس الإنسان لباس النعم الظاهریة و الباطنیة علي قدر القیمة والصلاحیة. ولایزال الأقوام و الدول یحظون بالنعم إذا ما حفظوا علي صلاحیتهم و کفاءتهم، سألها العبد أو لم یسأل، سعی لحصولها أو لم یسعی و ذلک فضل الله علی خلقه.
و أضاف الشیخ: و إذا تحققت إرادة الله تعالی علی زوال نعمة من قوم أو حکومة یرفعهما نحو القساوة و الظلم علی الناس و عدم الإنصاف في حق الرعیة. لذلک یلزمنا أن نحافظ علی حرکاتنا أن لانمشي نحو الظلم علی الآخرین.
أشار سماحة شیخ الاسلام إلی قلق الإنسان و اضطرابه لدی حرمانه من نعمة مادیة أو معنویة و قال: یصعب للإنسان أن یحرم من النعم التی کانت یتمتع بها.
کما أنه تطرق إلی أسباب زوال النعمة و قال: أن الله تعالی ذکر قبل هذه الآیة- التی تلیت في أول الخطبة- قصة قومین؛ أحدهما أهل مکة حیث کانوا یتمتعون بأنواع النعم المادیة و المعنویة و کانوا في أمن و یتخطف الناس من حولهم و کان یجبی إلیهم من کل الثمرات و الناس کانوا في مجاعة و قحط، فکان من شکر هذه النعم أن ینصروا دین الله عزوجل و رسوله لما جاءهم و یوقروه، و لکنهم کفروا به و بما جائ من البینات، فنزع الله عنهم النعم و أهلکهم.
و کذلک یذکر الله تعالی قصة آل فرعون في هذالمقام، لأنهم أیضاً کانوا في نعمة و راحة، کان أرضهم أخضب الأراضي و یأتیهم رزقهم من کل مکان و لکنهم کفروا بسیدنا موسی علیه السلام لما جاءهم و عصوا عم أمره، فأهلکهم الله بظلمهم.
أشار سماحة الشیخ إلی آیة أخری من سورة "الرعد" حیث یقول عزوجل« له معقبات من بین یدیه و من خلفه یحفظونه من أمرالله إن الله لایغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بأنفسهم» وقال: هذه أیضاً من نعمة الله تعالی حیث یحفظ الإنسان من الأخطار و لکنه إذا عصی ربه و کفر بنعمه فإنه تعالی ینتقم منه و لارادّ لحکمه.
اعتبر شیخ الإسلام الوسطیة في الأمور من شکر النعم و قال: علی الإنسان أن ینفق نعمة الله عزوجل في ما یرضیه و یصرفها في تنفیذ أوامره و لایبذلها في معصیة.
کما اعتبر الظلم هلاکاً للنعم و قال: إذا رأیتم قوماً یظلم علی عبادالله فاعلموا أنه علی شفا حفرة الهلاک. و لکن عبادالرحمن المخلصین هم الذین إذا رُزقوا نعمة یخرون للأذقان سجداً ویقولون هذه من عند الله لیبلونا أنشکر أم نکفر، فیزیدهم الله نعمة بما عملوا وکانوا من الشاکرین« لإن شکرتم لأزیدنکم».
و ختاماً وجه الشیخ نصیحته إلی أصحاب الحکم علی رعایة الإنصاف والعدل وقال: إنني أؤکد علی أصحاب الحکم و الذین تملکوا القدرة أن یراعوا العدل و القسط في حق الشعب وهذا ما یتوقعه الله منهم. و أنا أخاطب کل من یستمع إلی کلمتي: أن العدالة سبب بقاء الحکم وعدم رعایته سبب لزوال الحکم. وقد صرح الله تعالی في هذه الآیة؛ إن ظلمتم وأسرفتم وعصیتم الله یذقکم الله لباس الخوف وینزع عنکم الأمن والسلام  والنعم الأخری.
نسأل الله عزوجل أن یجعلنا من عباده الشاکرین.
 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات