قد لبی فضيلة الدكتور محمد بن ابراهيم عبّاد رئيس المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة دعوة إخوانه السنة في ايران للمساهمة في إجتماعهم السنوي الذي يعقد في مدينة زاهدان ( عاصمة إقليم بلوشستان). موقع سني اون لاين اغتنم هذه الفرصة الثمينة و أجری مع فضيلته حوارا خاصا حول مشاعره من هذا الإحتفال.
إليكم نص الحوار
***************
سني اون لاين : في بادي الأمر نرجو فضيلة الشيخ بإبداء رأيه العام عن هذا الملتقی المبارك؟
فضيلة الدكتور: الحمد لله وحده والصلوة والسلام علی من لا نبي بعده أما بعد :
حقيقة لم أكن أتصور أن في دولة ايران التي تتبنی المذهب الشيعي ، جماعات وتنظيمات من أهل السنة بل كنت أتوقع أنهم في القلة وهم علی الحدود ولما التقيتُ مع الشيخ عبدالحميد في المدينة المنورة وقال إني من ايران استغربت شديداً وظننت أنه من باكستان أو أفغانستان أولاً ، ففرحت فرحاً شديداً لمّا دعاني إلی هذا الملتقی المبارك لأنه كان بإمكاني أن ألتقي بإخواني السنة في ايران وهذا أقل واجب يقدمه المسلم لأخيه المسلم أن يشاركه في أفراحه وينصره ويدعو له .
وكذلك هالني شيء أكبر وهو هذا الجمع الغفير ، إجتمع مئات الآلاف من أماكن بعيدة شاسعة ومن قوميات شتی ؛ وأتمنی أن يعلم العالم كله عن أهل السنة في ايران وعن هذا الجمع الغفير ويشاركوا معهم وينصروهم ويدعوا لهم .
سني اون لاين : كيف ترون قيام هذه الحفلات في عالمنا المعاصر في توعية الشعب ؟
فضيلة الدكتور: لاشك أن من وسائل الوحدة الإسلامية إلتقاء شتی المذاهب التي تكون خلافاتها فرعية ولاتكون أصولية .
والسبب الكبير من أسباب الوحدة الإسلامية هو حينما يلتقي أهل السنة مع اختلاف مذاهبهم ولغاتهم وألوانهم وتقاليدهم تحت راية « لا إله إلا الله ومحمد رسول الله » لاشك يكون التواصل والترابط أكثر ، وهذا يكون مشهوداً لديكم لو قارنتم بين العام الحالي والأعوام الماضية ؛ ونشكر الله سبحانه وتعالی ونشكر فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله تعالی الذي له اليد الطولی في هذا الأمر العظيم ويرجع اليه الفضل في ذلك .
سني اون لاين : هل لنا أن نقول إن هذه الحفلات تستهدف الصحوة الإسلامية التي تنادي بها شخصياتنا المعاصرة ؟
فضيلة الدكتور: نعم ؛ أقول إن كثيراً من الناس الذين ينتمون إلی الإسلام بالهوية وهم من أهل السنة كذلك لو هؤلاء لايرون العلماء ولايشاهدون نحو هذه الحفلات إنما يحملون إسم الإسلام بدل المسمی وليس لهم حقيقة تجمعهم بإسم السنة ويبقون في الملذات والشهوات بعيدين عن معرفة الحق ، وكذلك مثل هذه الحفلات تهدف إلی نصرة أهل الإسلام ومعرفة الحقيقة ومناصرة بعضنا البعض .
سني اون لاين : تفضلوا بتقديم آرائكم عن هذا المؤتمر نقداً واقتراحاً ؟
فضيلة الدكتور: 1- أتمنی أن يكون التنظيم المرتب أكثر من ذي قبل لأنّ العدد الهائل من النساء والرجال يتضاعفون ولايقلون .
2- أتمنی أن يبقی هذا الإئتلاف بين مذاهب أهل السنة حيث استغربتُ من أطياف المذاهب قد اجتمعوا هنا مع إختلاف الأجناس والقبائل كلهم تجمعهم راية أهل السنة والجماعة .
3- أن لاتسمح المجال للذين يريدون أن يثيروا الشبهات علی شعائرنا بكلامهم وبيانهم .
سني اون لاين : هل واجهتم طوال السفر مشقة أو ممانعة من قبل الحكومة ؟
فضيلة الدكتور: لا بل كلهم من السنة والشيعة قابلونا بالتبسم وكنا في الراحة والسكون .
سني اون لاين : كيف وجدتم استقبال الناس عنكم ؟
فضيلة الدكتور: أنا عاجز عن شكري لهم ؛ الحمد الله كلهم كانوا طيبين وإني أخبرتُ أنّ هؤلاء البلوش ضحوا بأموالهم وبيوتهم وجاءوا بالشياه والأرز والإبل والبقر لضيافة هؤلاء الضيوف ، وهذا التكاتف لاتجدونه في أي بلد آخر ؛ والفضل يرجع إلی القائد العظيم وهو شيخ الإسلام عبدالحميد وهو بحقٍّ حجة الإسلام و شيخ الإسلام في ايران – ولايستطع كل واحد أن ينال هذه المكانة المرموقة .
سني اون لاين : أخيراً ماهي رسالتكم إلی المواطنين السنة في ايران ؟
فضيلة الدكتور: رسالتي إلی الشعب الإيراني :
أولاً : التقوی لإن التقوی أساس كل شيء وأتمنی من أهل البلاد أن يجتهدوا في تصحيح العقيدة ( عقيدة التوحيد ) والإجتناب عن الشركيات مثل النذر والذبح لغير الله .
الأمر الثاني: الصلوة لأن كثيراً من الناس يكتفون بصلوة الجمعة وهذا أمر غلط لأن الصلوة تنهی عن الفحشاء والمنكر وإنها لاتنحصر في الجمعة .
الأمر الثالث: أن يتحدوا ويكونوا يداً واحدة ضد الأعداء لأنهم مستهدفون وأن يعرفوا مكائد الأعداء كما يقول العرب : معرفة المرض نصف الدواء والعلاج .
الحمد لله قد نالت بلوشستان بمثل هذه الملتقيات هذا الشرف العظيم .
سني اون لاين: نشكركم علی هذا الحوار الجميل .
تعليقات