- سني أون لاین - https://sunnionline.us/arabic -

للأعمال الحسنة تأثير إيجابي وللسيئات تأثير سلبي

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (29 محرم 1444) إلى الآثار الإيجابية أو السلبية للأعمال في حياة الإنسان، وشدد على ضرورة “تزكية النفس” و “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” لإصلاح المجتمع.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون”، قائلا: إن الله تعالى جعل الدنيا دارا للامتحان، وقد أرشد الناس إلى الصراط المستقيم و إلى الخطأ والضلال، وابتلاهم ليرى أي طريقة يختارونها وكيف يتصرفون؟
وتابع قائلا: إن الله سبحانه وتعالى جعل لكل عمل تأثيرا، وفي الحسنات نتائج وتأثيرات إيجابية، كما أن للسيئات والمعاصي والمنكرات آثار سلبية وضرر وهلاك.
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان قائلا: إذا واجهنا مشكلات وصعوبات فعلينا أن نلوم أنفسنا؛ لأن البشر يواجهون تحديات ومشكلات بسبب العجز والكسل وسوء الأعمال، حتى الكلمات الجيدة والسيئة لها تأثير، فالكلمة الطيبة المنصفة التي تقال من أجل الله تكون سببا لإصلاح القلب وتقويم المعوج ومغفرة الذنوب، وينال صاحبها الأجر والثواب، فإذا كان هذا تأثير الكلمة فكيف يكون تأثير الفعل!
وأضاف قائلا: الذكر والتسبيح والصلاة على النبي والاستغفار والتلاوة وكل عمل له أثر خاص، فلا ينبغي أن يظن أحد أن نصيحته وإرشاده الناس إلى الصراط المستقيم سيضيع. فهذه الأعمال ستصلح حياة الإنسان وترضي الرب، وإن هذه الأعمال هي التي تتبدل إلى جنة ونعيم.
وأضاف: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحل مشكلات الناس وعيادة المرضى وتشييع الجنازة والتعزية، وكسب القلب الحزين، لجميعها آثار إيجابية في الحياة، ولا سيما كسب القلوب له أجر كبير وهو مؤثر جدا، والشتم وكسر قلب الإنسان، والمزاح غير المناسب سيكون له تأثير سلبي على الحياة.
وقال خطيب أهل السنة: الترغيب على إعطاء الزكاة وأداء الحج ورعاية الفقراء، وإقامة الصلوات في المسجد الذي هو مكان النور وبيت الله، لكلها أثر إيجابي. فلو اهتممتم بفقير أو مسكين أو عالجتم مريضا، أو دعوتم إلى الخير، وتحدثتم عن تبعات الذنوب، فكل هذا له تأثير على حياتك وسيصبح مصدر مرضاة الله تعالى. فلو نهيتم أحدهم عن تناول الكحول والمخدرات والإدمان والحرام، فكل ذلك له قيمة عند الله تبارك وتعالى، وأنتم في الحقيقة من خلال القيام بهذه الأشياء، أشفقتم على أنفسكم وعملتم لأنفسكم، فهذه نور وبركات في حياتك.
وأشار فضيلته إلى الآثار السلبية للذنوب قائلا: كلّ الذنوب لها آثار سلبية. الغيبة والاتهام والقتل بغير حق، والسرقة وقطع الطرق، تدمير للدنيا والآخرة. الغيبة والاستهزاء ينشأن من الكبر، فالمتكبر يرى نفسه طاهراً متفوّقاً على غيره ويخوض في عيوب غيره، والكراهية وإيذاء الآخرين يصدران من الحسد، فالشخص الحاقد لا يستطيع أن يتسامح مع الآخرين.
واستطرد فضيلته قائلا: الشيطان يدخل عن طريق المشروبات الكحولية، مما يؤثر سلبا على العقل، ويثير الحرب والفتنة والعداوة بين الناس. يريد الشيطان من خلال الكحول، هذه المادة القذرة والنجسة، أن يحرم الإنسان من فضيلتين عظيمتين، وهما “الذكر” و”الصلاة”، ويدفعه نحو محورين كبيرين للشر، وهما “البخل” و”العداوة”.
وأكد فضيلته قائلا: الزنا منبع الشرّ والفساد، وله عواقب وخيمة، والزنا سبب الفتنة والنزاعات، ويقضي على العفة والحياء، والزنا أسوأ سبيل لإطفاء الغريزة الجنسية التي فيها الظلام والضلال. أفضل طريقة لإطفاء الغريزة الجنسية هو “الزواج” المليء بالخير والنور والرحمة.
وتابع فضيلته: من نتائج النفاق أنه في كلّ عام ستكون هناك أمراض وفيضانات وزلازل ومجاعة وأنواع من المعضلات. عندما تنحرف البشرية عن طريق الفطرة، وهو طريق الشريعة والعدل والسلوك العادل، تصبح الطبيعة أيضا غير طبيعية، فبدلاً من الطقس المعتدل، تأتي العواصف والغبار والسيول، مما يؤثر على التنفس والصحة والزراعة والمحاصيل والأشجار، والطبيعة تتمرد وتتحرك ضد مصالح الإنسان، لأن الإنسان تمرد على الله تعالى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ارتكاب المعاصي هو إعلان حرب مع الله تعالى، فالربا والرشوة حرب مع القرآن. المسلمون اليوم يخالفون أوامر الله ورسوله، والذين يخالفون أحكام القرآن يجب أن يخافوا من أن تنزل عليهم الفتنة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مؤكدا على ضرورة “إصلاح المجتمع” قائلا: للأسف المجتمع اليوم يعاني من أزمة كبيرة بحيث لا يهتم أحد بالآخر، بينما يجب علينا جميعا إصلاح أعمالنا، والسعى لإصلاح المجتمع حتى لا نقع في العقاب الإلهي، فعلى الرجل والمرأة وعلى الجميع دعوة الناس بحكمة إلى الصلاة والتقوى والخير، ومنعهم من المنكرات.

على السلطات إزالة مخاوف أهالي المحافظة بشأن تخفيض حصة الوقود
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته تخفيض حصة وقود السيارات في سيستان وبلوشستان، وتابع قائلا: يكثر الناس الشكوى هذه الأيام من أن حصة الوقود في جميع أنحاء البلاد هي 250 لترا في الشهر، لكن هذه الحصة في مقاطعة محرومة مثل سيستان وبلوشستان، فقد انخفضت إلى 150 لتراً.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: هذا أي نوع من القرار؟! عندما يكون السلوك غير عادل سيعترض الناس. يجب إعطاء 300 أو400 لترا من الوقود لهذه المحافظة بدلاً من 250 لترا، لأن هذه المحافظة مساحتها من شمالها إلى جنوبها ألف كيلومتر.
وخاطب مدير دار العلوم زاهدان المسؤولين قائلا: لماذا تقللون من حصة أهل هذه المحافظة المظلومين والمحرومين؟! بأي حجة قمتم بهذا العمل؟ لن تجدوا مثل هؤلاء الناس في أي مكان آخر في الصبر وتحمل المشكلات.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إذا كانت حصة الوقود لأهل سيستان وبلوشستان ليست أكثر من تلك التي في المحافظات الأخرى، فلا ينبغي أن تكون أقل منها. نأمل من السلطات ووزارة النفط أن تزيل هذا القلق لدى الناس.

بالنسبة لرجال الدولة لا توجد عبادة أكبر من خدمة الشعب
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى “أسبوع الدولة” في إيران، قائلا: لا توجد عبادة للمسؤولين أعلى من عبادة “خدمة الشعب”. خدمة الشعب هي في الحقيقة تكسب قلوب الناس ولها أجر عظيم. رضا الله في الحقيقة يكمن في رضا الناس.