- سني أون لاین - https://sunnionline.us/arabic -

مع الأسف تسود البلاد أجواء من اليأس

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة (16 شوال 1442) قصور الإصلاحيين في حل مشكلات ومطالب الشعب الإيراني، واصفا الوضع الراهن في البلاد بـ “الأجواء المثيرة لليأس”، مؤكدا على ضرورة إيجاد آليات جديدة لإعادة الأمل إلى الشعب.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد في بداية خطبته: كان العدل من أهم أهداف الثورة في إيران، التي قامت في تحقيقها وإقامة الجمهورية الإسلامية، شرائح مختلفة من الشعب.
وأضاف قائلا: نظرا إلى أن الشعب الإيراني شهد ظلمًا وانعدامًا للمساواة في النظام السابق، فقد انضموا إلى الثورة على أمل العدالة والمساواة في البلاد، لذلك فإن إقامة العدل من أعظم مطالب القوميات والمذاهب وحتى أتباع الديانات التي ساعدت على انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

الإصلاحيون عجزوا عن حل مشكلات الشعب، ولقد خاب ظن القوميات والمذاهب فيهم
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: غالبية الشعب الإيراني اتجهوا إلى الجناح الإصلاحي نظرا إلى الهتافات التي رددوها، وكان من شعاراتهم: “إيران لكل الإيرانيين”، ولما أتت دولة روحاني إلى الميدان بشعار “التدبير والأمل”، وشكل البعض من الإصلاحيين قائمة باسم قائمة الأمل، جعلوا الشعب الإيراني في موقف يرجون فيهم الأمل.
وأضاف فضيلته قائلا: للأسف، تصرف الإصلاحيون بطريقة جعلت الشعب الإيراني بما في ذلك القوميات والمذاهب، أن ييئسوا منهم بدل الأمل، لأن الإصلاحيين لم يتصرفوا بشكل جيد في الأحداث الأخيرة والمشكلات التي ظهرت في البلاد، ليمنحوا الشعب الأمل بالنسبة إلى مستقبلهم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الإصلاحيون في حين أنهم لم يتمكنوا من حل المشكلات، لم يعطوا الشعب عنوان مسبب المشكلات في البلاد، ليعرفوا مصدر المشكلات، وأين يجب أن يتوجه الشعب لحل مشكلاتهم؛ فالإصلاحيون لم يقولوا إن حل مشكلة الشعب في مدينة “قم” أو “طهران” أو أي مكان آخر.

صبر أهل السنة الذين يتعرضون للتمييز الشديد، ثلاثة وأربعين سنة رجاء حل مشكلاتهم/ لم يعرف من الإصلاحيين جهد لأجل تخفيف معاناة أهل السنة
وصرّح مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: للأسف هناك جوّ من اليأس يسود البلاد اليوم، وأهل السنة أيضا لديهم هذا اليأس، لأنه على الرغم من المطالبات المتكررة بشأن وجود الكفاءات لهم في الوزارات، تمّ تجاهل هذه المطالب دائما.
وأشار فضيلته قائلا: في رسائلي إلى رئيس الجمهورية ونائبه الأول وكبار المسؤولين، أشرت إلى هذه الحقيقة بالإحصائيات والأعداد، ولفتتّ الأنظار إلى أن تواجد أهل السنّة في الدوائر ومراكز المحافظات السنية قليل للغاية، والذين كانوا موجودين من قبل أحيلوا إلى التقاعد، وإن وضع أهل السنة في دوائر شمال سيستان وبلوشستان (منطقة سيستان) محزن للغاية، فلا حضور لهم في قائم مقاميات تلك المنطقة وسائر الدوائر الحكومية.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: طلبت في هذه الرسائل أن يكون هناك توازن نسبي في وجود أهل السنة في الإدارات حتى يكون الشيعة والسنة جنبا إلى جنب، ويقام العدل والمساواة، لأن البلد ملك للشيعة والسنة، فالعدل والمساواة من أهم أهداف الثورة وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، كما قال مؤسس الثورة الإسلامية أن الشيعة والسنة إخوة متساوون في الحقوق، وكان الشيعة والسنة حاضرين معا في انتصار الثورة الإسلامية ودافعوا عن وحدة أراضي البلاد وضحوا من أجل ذلك، والمشكلات والآفات والكوارث التي تحدث في البلاد تؤثر أيضا على الجميع.
واستطرد فضيلته قائلا: أعضاء مجلس النواب ذكروا هذه القضايا أيضا للمسؤولين، لكني رأيت بصفة مواطن يريد الخير للجميع من واجبي أن أطرح المشكلات والنقائص.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن المكوّن السنّي يواجه تمييزا شديدًا، وهذا التمييز ليس في مصلحة النظام والبلد، كما لا حضور لهم في الدوائر في المدن التي يعيشون فيها كالغالبية، وليس لهم مساجد في العديد من مدن البلاد، وفي بعض المدن التي يتساوى فيها الشيعة والسنة، لأهل السنة عدد قليل من المساجد، في حين أن عدد المساجد لا يتوافق مع عدد المصلين، كما يواجه السنة في العديد من المدن صعوبات في أداء الصلاة في المصليات، كما يواجهون صعوبات وعقبات وموانع في أيام العيد والجمعة.
وتابع مدير دار العلوم زاهدان قائلا: لقد حاولتُ أن ألتقي بوزير الداخلية مرات عديدة بخصوص مطالب القوميات والمذاهب التي هي من ضمن وظائف وزارة الداخلية، لكنه تجنب الاجتماع معي، نظرا إلى ما جرى بيينا في السابق أثناء الحملة الانتخابية للدولة الثانية عشرة في هذا المجال، وكان على علم ماذا أريد أن أطرح من مطالب.
وفي السنوات الأربع الثانية للدولة لم أتمكن من لقاء وزير الداخلية، وطرحت هذه القضية مع سائر المسؤولين، لكن المشكلة لا تزال قائمة.
وصرح فضيلته قائلا: لقد سخّن أهل السنة تنور الانتخابات للإصلاحيين، لكن الإصلاحيين اعترفوا بأنفسهم أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء للسنّة، ولم يرغبوا في التضحية لأجل مشكلات السنة.
وأضاف فضيلته قائلا: الحمد لله، أهل السنة في إيران مكون عقلاني للغاية، ولقد قاوم أهل السنة التطرف وجهود أولئك الذين أرادوا زعزعة الأمن في جميع أنحاء البلاد، وقاموا بدورهم على أفضل وجه للحفاظ على وحدة البلاد وأمنها.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: انتظر أهل السنة ثلاثة وأربعين سنة على أمل حل مشكلاتهم، ومطلبنا من السلطات هو أن يروا أيضا المجتمع السني ويهتموا بمطالبهم، ومن مصلحة النظام والمسؤولين وعلماء الشيعة ترضية الطائفة السنية والاهتمام بحقوقهم، وهذا في مصلحة النظام والبلد، ويجعل إيران عزيزة في العالم.

القلق الأصلي للشعب الإيراني هو الحفاظ على الكرامة وحرية التعبير
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى “حرية التعبير والحفاظ على الكرامة” كالاهتمامات الرئيسية لأبناء البلاد، و تابع قائلا: للأسف، يعتقد البعض أن أكبر مشكلة للشعب الإيراني هي الأزمة الاقتصادية والفقر والبطالة، بينما مشكلة الشعب الإيراني ليست مشكلة الخبز والاقتصاد فحسب، وإن كانت هذه من المشكلات التي واجهها الشعب الايراني مؤخرا؛ لكن المشكلة الأساسية للشعب الإيراني هي غياب الاحترام والكرامة وانعدام الحرية.
وصرح فضيلته قائلا: يجب أن نحافظ على كرامة الشعب، فالشعب يريد الحرية، ويجب توفير الحريات المشروعة للشعب، ولا ينبغي أن يكون الجوّ في البلاد أمنيا، ولكن يجب أن يتمتع الناس بحرية التعبير، وأن يكونوا قادرين على انتقاد المسؤولين والعلماء بسهولة؛ فهذه الحريات كانت من أهداف الثورة الإسلامية، وقد جعلت الشريعة الإسلامية والدستور هذه الحريات مباحة ومشروعة.
وأضاف خطيب الجمعة: نحن ضد الفتنة والطائفية والعنف والحرب، لكننا نؤمن بضرورة وجود الحرية حتى يتمكن الجميع من التعبير عما في ضميرهم.

إنما يذهب الناس إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الجديدة إذا أعاد المسؤولون الأمل فيهم بآليات جديدة
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: من الأمور التي أضرّ الأمل في الشعب الإيراني بما في ذلك المجتمع السني، أن الشعب دخلوا المشهد بأمل، لكن اليوم أقوال الناس واهتماماتهم في المجتمع واضحة لمسؤولي الدولة، ومعلوم لهم ماذا يقول الشعب.
وقال خطيب أهل السنة: يحضر الناس عند صناديق الاقتراع في الانتخابات الجديدة إذا أعاد المسؤولون الأمل فيهم بآليات جديدة، ويكون الشعب آملين بحل مشكلاتها.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أقول هذه الكلمات دون أي غرض وعن دافع الخير والإحسان، وفي الماضي قدمت ملاحظات واقتراحات لم يتم الاعتناء بها مع الأسف، وكنا على استعداد للجلوس مع المسؤولين والتحدث في العديد من القضايا.
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان قائلا: أعتقد أننا يجب أن نجلس مع خصومنا وحتى أعدائنا ونستمع لآرائهم. إذا فعلنا ذلك، فربما يقلل العدو من عداوته ويصبح صديقا.
وفي نهاية هذا الجزء من كلمته، انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد الرفض الواسع لمرشحي الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة وقال: من المؤسف أن عددًا كبيرًا من المرشحين لرئاسة الجمهورية تمّ رفضهم.
و استطرد قائلا: لا أقول ماذا سيحدث إذا تمّت الموافقة على المزيد من المرشحين، لكن المستوى العالي للموافقة على المرشحين كان يدل على سعة الرؤية والأفق.

على السلطات القضائية حل قضية السجينات اللاتي يشتكين من انتهاك حقوقهن
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من خطبته: هناك أنباء في بعض وسائل الإعلام بأن بعض النساء في سجون البلاد يشكون سوء المعاملة؛ و هذا خبر أزعجني كثيرا.
وتابع فضيلته قائلا: لا أعرف حقيقة الأمر، لكني أطالب القضاء بالتدخل في هذا الموضوع، فإذا حدث شيء من هذا القبيل، يجب التعامل مع المجرمين بجدية. فلو كان لي منصب في القضاء، كنت سأفكر في أشد عقوبة حسب الشريعة الإسلامية لمن يسيء معاملة السجينات.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: لا يصحّ التعامل السيء مع النساء والسجينات حتى لو كن معارضات، لأنّ السجين في الشريعة الإسلامية له حقوق أيضا، فمثلا لا يجوز شرعا للرجل أن يكون حاضرا في غرفة الاستجواب بمفرده مع سجينة، بل السجينة يجب أن تستجوبها وتتحقق معها امرأة مثلها، وإن كان المحقق رجلا، يجب أن يكون استجوابها أمام جمع.